دليل المواطن الحيران في فهم الاخوان

دليل المواطن الحيران في فهم الاخوان


1 يناير، 2014‏، الساعة ‏07:17 مساءً‏
هل تنظيم الاخوان خطر على مصر ؟ و لماذا ؟

خطر لانهم كيان له سلطة الامر و النهي على عدة مئات الالاف من الافراد المنتشرين في كافة مناطق و قطاعات الدولة و هذا الكيان قيادته الحقيقية و دائرة صناعة القرار فيه سرية و افكارها سرية و اليات صناعة القرار في الاخوان اليات سرية و غير معلومة حتى لافراد التنظيم انفسهم و لان هذا الكيان يقدر المصالح و المفاسد تقديرا خاصا و منفصلا عن تقديرات المجتمع و الراي العام و نظام الدولة
بعبارة مختصرة كيان ضخم الامكانيات و الموارد خارج عن رقابة و سيطرة الدولة و مخالف لاعراف المجتمع و يعمل لمصلحة الكيان الخاصة و لو تعارضت مع مصالح المجتمع
و لهم سوابق تورط في العنف ضد المجتمع نفسه موجودة في كتبهم و ليس الكتب المعادية لهم
ملاحظات سريعة على هامش كتاب "حقيقة التنظيم الخاص" محمود الصباغ
ما هي حقيقة الاخوان و حقيقة مشروعهم و نظرتهم لاقامة دولتهم ؟

مثلهم مثل اي كيان احتكاري موجود على وجه الارض
اذا قرروا اكتساب فرد او مجتمع فانهم يختارونه اولا و بابهم ليس مفتوح لمن اختارهم الا ان يدخل الى حظيرة المتعاطفين الى ان يؤذن له بدخول المعبد
يتسللون لمن اختاروه بكل ما تحتاجه شخصيته بغير ثمن حتى اذا صاروا الداعم الاوحد و الوحيد لشخصيته احتكروه و صاغوا شخصيته على السمع و الطاعة "سيب لنا نفسك"
و طريقتهم في احتكار الاشخاص هي نفسها طريقتهم في احتكار المجتمعات و نظريتهم في اقامة دولتهم
و نظريتهم في اقامة الدولة هي اقرب لفكرة اقامة الدولة العباسية او الدول القديمة عامة حيث ان الدولة كانت تساوي نظام الحكم
و بالتالي لا يؤمنون بالدولة بشكلها الحديث حيث تكون الدولة كيان ثابت يتم تداول السلطة فيها ما بين الاحزاب و الاشخاص

و بالتالي فان العمل الحزبي او الجمعية الاهلية هي مجرد ادوات للتعامل او اسباغ شكل قانوني على جوهر مخالف لقانون و نظام الحياه الواقعية
جوهر الجماعة هي "العصبة" اللازمة لاقامة دولة اخوانية على غرار الدولة الاموية او العباسية او السعودية
و بذلك يكون الاخوان عصبة او قبيلة تربطها روابط تنظيمية تعويضا عن اداة القبيلة التي افتقدها حسن البنا و التي ما كان يستطيع تكوينها في بلد لم يعرف القبلية منذ الاف السنين
و بالنظر في ادبيات التنظيم الخاص فانهم يرون الاخوان هم جيش الاسلام بالمعنى الحقيقي و الحرفي للكلمة و قد عبر عن ذلك بوضوح محمود الصباغ في كتابه "حقيقة التنظيم الخاص" و هو الكتاب الذي قدمه مصطفى مشهور المرشد الاسبق للجماعة كما ينظرون الى التنظيم الخاص باعتباره صلب الاخوان و حقيقتهم و ان الالاف خارج النظام الخاص "المجال العام" مجرد غلاف و بيئة حاضنة لقلب المشروع الاخواني و حقيقته "كتاب محمود الصباغ فيه هذه الافكار بالنص و بالحرف دون تدخل مني و كذلك كتاب احمد عادل كما "النقط فوق الحروف""

و بالتالي فان الاخوان ليسوا تنظيما مدنيا بابه مفتوح لكل من يؤمن بافكاره المعلنة يستطيع كافة المواطنين اكتساب عضويته و المنافسة على قيادته و تمثيل افكاره
و هذا يفسر رفضهم و تهربهم التام الكامل و المطلق من هيكلة كيانهم كجمعية اهلية او حتى تقديم مجرد مشروع قانون ينظم الجمعيات الاهلية و يوفقوا اوضاعهم طبقا له "رفضوا ان يصيغوا كيانهم وفقا للقانون او حتى يفصلوا قانون على مقاسهم بشرط ان يتساووا فيه مع الجميع"
كما رفضوا ان تقوم مؤسسات الحزب بالعمل السياسي رغم انهم عينوا افراده المؤسسين تعيينا ضامنا لتمثيله لافكار الجماعة و جعلوا في لائحته استحالة تشكيل دوائر صنع القرار خارج افراده المؤسسين المشهود لهم جميعا بالسمع و الطاعة في المنشط و المكره

العقل المدبر و القيادة الحقيقية داخل الاخوان ترى الاخوان جيش و حدود تداول الراي لا تزيد عن حدود تداول الراي داخل نطاق الجيش
جيش اساسه السمع و الطاعة و القدرة على الحشد و سرعة التعبئة باقل قدر من التكلفة و اقل قدر من السؤال عن السبب و المغزى
و الفرد الاخواني هو جندي مجند في جيش الاخوان و الفرق الوحيد بينه و بين عسكري الجيش الرسمي انه لا يعلم تلك الحقيقة بذلك الوضوح

الفرد الاخواني الحقيقي من وجهة نظر الاخوان هو غير من يراه المجتمع فرد اخواني او ربما حتى بعض من يظنون انفسهم اخوان هم في نظر الاخوان ليسوا الا مجرد محب او مؤيد او منتسب
و لا يمكن ابدا ان يكون فرد عامل الا عندما تراه متفق معك تماما في وجهات نظرك لكن لما الجماعة تؤمر فانه يسمع و يطيع و لو على غير ارادته او بما لا يوافق رأيه
و هذا ما يفسر و يبرز ظاهرة التبرير المطلق التي لاحظها المجتمع لدى الاخوان
عسكري الجيش يستطيع عندما تسأله عن سبب قيام الجيش بفعل معين ان يجيبك بانه لا يعلم و اذا سألته عن فعله و هو غير مقتنع به او لا يعرف جدواه فانه يقول لك انها الاوامر
لكن كيف سيفسر لك الاخواني افعال جماعاته السياسية و هو لا يفهم في السياسة او كيف سيجروء ان يواجهك بأنها اوامر خاصة انك ستدخل معه في قصة رفض الاوامر خاصة انها لا توجد محاكمة عسكرية فهو لا يستطيع ان يحدثك عن وجود سبل لمحاسبته ان خالف الاوامر او انه قد يتعرض للفصل تماما من البيئة الاخوانية التي احتكرت حياته و اصبح لا يتصور وجوده في الحياة بدونها


هل ما ينطبق على الاخوان في مصر ينطبق على الاخوان في كافة بلدان العالم ؟
--------------------------------------------------
الله اعلم
لكن ما يبدو من النظر لاحوالهم في بعض البلدان مثل الاردن و الجزائر انهم اعادوا تشكيل كياناتهم وفق انظمة دولهم و شكلوا ما يعرف بـ "احزاب مدنية ذات مرجعية اسلامية" و اصبحوا جزء من كيان بلدانهم الوطني و داخل حدودها او جمعيات دعوية و خيرية خاضعة لنظم و قوانين الدولة
بينما حزب النهضة في تونس حزب اسلامي تونسي منفصل تماما عن كيان الاخوان و لم يسبق لراشد الغنوشي عضوية الاخوان من قبل فيما هو معلن
و كذلك حزب العدالة التنمية المغربي او التركي و ما سبقه من احزاب اربكانية كلها انت اسلامية الهوى و المرجعية و لكنها لم تكن ذات علاقة تبعية تنظيمية مع الاخوان
و ربما لم يعد للتنظيم الدولي للاخوان اي قيمة الا بالسيطرة على اخوان المراكز الاسلامية في اوروبا و امريكا و جماعات الاخوان التي ربما لا تزال تابعة لاخوان مصر مثل اليمن و بعض البلدان الاخرى التي لم يوفق الاخوان فيها اوضاعهم مع الدولة
و من هنا يتضح نطاق التوافق و التعارض بين مشروع مصر القوية و مشروع الاخوان
يتوافقان في الهوى الاسلامي و يختلفان في الرؤية لجوهر المشروع و التنظيم فنموذج مصر القوية يستلهم نموذج حزب النهضة التونسي و حزب العدالة و التنمية التركي الذين قدما برنامجا سياسيا وطنيا لا يتعارض و الهوية الاسلامية و حاولا حشد الناس حوله بصرف النظر عن ايدلوجياتهم و معتقداتهم الدينية و ان كان مشروع مصر القوية قد خسر نقاط كبيرة و تاخر كثيرا عن منافسة نظيريه التركي و التونسي في القدرة على جمع الناس و اعضاء الحزب حتى على برنامج وطني


هل شخص مرسي الضعيف كان سببا في الاحداث و هل وصوله للرئاسة كان صدفة و هو مجرد استبن ؟
----------------------------------------------
********* المؤمن الضعيف خير و احب الى الاخوان من المؤمن القوي و في كل خير ******
نموذج مرسي ذلك الرجل الذي اطلق عليه البعض و انا متفق معهم في هذا "اول مفيش مصري منتخب" لم يكن غلطة اخوانية في اختيار الشخص و لم يكن استبن حتى رغم ان ظاهر الاحداث اوحى بذلك "دخوله الانتخابات بديل للشاطر " و لكن لابد ان لا ننسى انه كان رئيسا معينا او منتخبا من المؤسسين المعينين لحزب الحرية و العدالة و كان عضوا بمكتب ارشاد الجماعة
و كتاب الدعوة الفردية الاخواني و هو الكتاب المخصص لتعليم و تدريب الفرد الاخواني على اكتساب و ضم افراد جدد لتنظيم الاخوان يحبز اختيار الانسان الذي لا يملك افكار و ثقافة مسبقة "صفحة بيضاء" ليسهل الكتابة عليها
حتى عندما كانت الجماعة تحمس اعضائها احيانا لاختيار مدعويين اصحاب مكانة نوعية مجتمعيا فانهم لم يكونوا يستطيعون اكتساب و ضم العنصر المطيع بطبعه فصاحب الشخصية القوية غالبا ما يصعب ضمه للاخوان و اذا تم ضمه يصعب اجتيازه لمراحل التصعيد التي تستوجب السمع و الطاعة
و هذا لا يعني ان كل افراد الاخوان العاملين من ضعاف الشخصية و لكن نستطيع ان نقول ان اغلبهم كذلك لان الانسان صاحب الشخصية القوية لا يقبل ان يعيش مهددا بانه اذا لم يسمع و يطيع فانه سيموت في العراء اذا لفظته الجماعة
كما ان الشخصية الضعيفة لا تستطيع ان تحلق خارج سرب الجماعة او تستخدم الجماعة في مشروع منفصل ثم يكون لها القدرة على مفاصلتها او الخروج عن طوعها و قد كان لهم في جمال عبد الناصر خير دليل و مثل و عبرة حيث انه كان كادرا قياديا "نائب ثم قائد تنظيم الضباط الاخوان قبل ان ينفصل و يشكل تنظيم الضباط الاحرار" و كذلك ياسر عرفات و الحبيب بورقيبة

***********علاقة عكسية بين انتشار الاخوان و بين شعبيتهم التصويتية ********
المتتبع لانتخابات الرئاسة بجولتيها و كذلك اغلب الجامعات و البرلمان سيجد ملاحظة طريفة جدا و مهمة جدا و مؤثرة جدا و هي ان المدن و المحافظات ذات الكثافة الاخوانية هي الاقل تصويتا للاخوان و المدن و المحافظات ذات الكثافة الاخوانية المنخفضة و المتوسطة هي الاكثر تصويتا للاخوان بعكس اي حزب في العالم و بعكس السلفيين و بعكس طبائع الامور و الاستثناءات على ذلك بسيطة و بعضها يؤكد القاعدة مثل محافظة القاهرة التي شهدت علاقة متناسبة بين نقص التصويت للاخوان و بين ضعف كثافة عضوية الاخوان في تلك المحافظة و ربما حضرية المحافظة العاصمة هو السبب
هذه الملاحظة يستطيع اي باحث او مطلع ان يتأكد من صحتها من خلال البحث عن نسب التصويت في المحافظات و البحث في المحافظات ذات الكثافة الاخوانية الاعلى

و قد نستنتج من ذلك معاني كثيرة جدا و ربما من ضمنها ان الحل الامثل لمواجهة الاخوان هو تركهم ينكشفون و يحترقون فكبر حجم تنظيمهم في اي مجتمع محلي يتفوق على اعدى اعدائهم في صرف الجماهير عنهم
و انا لا اقصد بتركهم اي ترك الساحة مفتوحة امامهم دون منافسة و انما اقصد اعطائهم الحرية الكاملة كي يسمع الناس منهم لا عنهم في ظل المنافسة الكاملة التي من شأنها كسر احتكارهم و مشروعهم الاحتكاري الذي يبدأ باحتكار حياة الفرد و المجتمع ثم الدولة

ما هي القاعدة الشعبية الاقوى لدى الاخوان ؟
************ الاخوان و المجتمعات النصف حضرية و الانسان النصف مثقف *******
منذ اواخر التسعينيات و اوائل الالفية الثانية و ظهر ما وصفه الباحث حسام تمام بظاهرة ترييف الاخوان اي الانتشار في الارياف
و الانتشار في الريف هو حلم اي حزب او تيار سياسي لان اي تيار نخبوي لا جذور ريفية و شعبية له فلا بقاء له في مصر و بالتالي فان انتشار تيار ما في الريف لا يعيبه في ذاته بل هي شهادة له بالعمق و الاصالة ما ترافق ذلك ما سلامة الممارسة و مشروعيتها و خلوها من وسائل التعبئة الغوغائية و الشعبوية
و من الملاحظ منذ بدء انتشار الاخوان ريفيا انه توافق مع توقف او بطء نسبي او تشبع في المجتمعات الحضرية او رفض تام في الارياف المستقرة و البعيدة التي لازال يحكمها الطابع العائلي بينما الانتشار الاخواني التجيشي و التعبوي و الذي يفني الفرد في الجماعة و التنظيم ينتشر و يزداد في المجتمعات النصف حضرية مثل القرى التي تراجعت فيها الزراعة و صارت من ضواحي المدينة مثل قرى الجيزة و القرى المحيطة بعواصم المحافظات و الاحياء الفقيرة
ففي هذه المجتمعات النصف حضرية يجد الفرد في التنظيم الامان العائلي الذي افتقده بسبب غياب المجتمع الريفي التقليدي و كذلك يجد في التنظيم الاخواني مترجم غير امين لما يصطدم به يوميا من مفاهيم الحداثة و السياسة و متغيرات ثورة الاتصالات التي تطرق سمعه ليل نهار (دستور - علمانية - ليبرالية - انتماء حزبي - مجتمع مدني -مرجعية فكرية - الحرب على الاسلام - الحاد - حرية بمفاهيم متعددة منها ما هو مخيف للانسان النصف حضري - اعجاز علمي)
فان يدخل الفرد مسجد يحتمي به فيجد من يبسط له شئون الخارج و يعيد صياغة تلك المفاهيم ليعطيه الامان و الاحساس بانه فاهم و مضطلع و قادر على التفاهم و الاتفاق و الاختلاف مع ما يصدر الى وعيه يوميا في ظل غياب تام من خدمات الدولة و شعور تام بقسوتها و فساد اجهزتها التي تتذكره في المخالفات و المشكلات و الضرائب و الاشتباه الامني و تنساه في الخدمات
و في ظل تشكك تام في هؤلاء القادمين من عالم الخمس نجوم و ما وراء الكاميرات

السؤال الآن ما الحل ؟بعد ان رفض المجتمع و لفظت مؤسسات الدولة نموذج الجيش الاخواني المرتدي الثوب المدني و بعد ان رفض هذا الجيش ان يخرج من السلطة بهدوء كما وعد مرسي ان يخرج من السلطة حال تظاهر الشعب ضده و بعد ان فضل الجيش الاخواني بالزي المدني ان يموت حنوده في المعارك على ان يقنن وضعه و يفكك عسكرته و يتحول الى كيان مدني قانوني ؟

لنجزئ السؤال
هل استئصال هذا الكيان الاخواني ممكن ؟

هل نجحت بلدان اخرى في التعامل مع هذا الكيان نفسه او كيانات شبيهة و تحجيم خطرها ؟

كيف نجحت تلك البلدان في احتواء كيانات شبيهة بالاخوان ؟

اذا كانت هذه الكيانات لا تؤمن بالديموقراطية و تستخدمها لتصل الى السلطة ثم تتخلى عنها كيف نعاملهم وفق الية الديمقراطية ؟

هل الديموقراطية فقط هي الحل ؟

هل مجرد وجود الاخوان في مجتمع خطر في ذاته ان ان الخطر يبدأ مع تغولهم ؟

هل يجب على الدولة ان تفرج عنهم جميعا و تفتح لهم المجال مرة اخرى كما كان وضعهم في الفترة الانتقالية الاولى ؟ و اذا كانوا هم انفسهم لا يكفون عن افتعال الازمات و القلاقل و مهاجمة اقسام الشرطة و تعطيل المرور و الحياه في كافة مدن مصر ؟

هل وجود رئيس له خلفية عسكرية مثل السيسي او عنان او ما يستجد من اسماء يؤدي الى نتيجة افضل في مقاومة الخطر الاخواني ؟

هل استئصال هذا الكيان الاخواني ممكن ؟
اثبتت التجربة التاريخية ان استصاله التام غير ممكن و لم تنجح اي دولة او جهاز امني في ذلك لانه كيان غير معلوم العدد غير محدد الاشخاص الافكار و الخطاب متلون و متغير و الافكار الحقيقية غير معلنة الا في اضيق الاطر التنظيمية و بالتالي الاستئصال سيصيب جسم المجتمع بجروح عظيمة بلا ضمان لنجاح الحل الاستئصالي خاصة و انه مثل مرض السرطان الذي يسخر خلايا الجسم ضد الجسم نفسه و في حالة اي جراحة غير دقيقة و غير فعالة فانه ينتشر في مناطق اخرى من الجسم بصور و اشكال متعددة و يستحيل حصاره

هل نجحت بلدان اخرى في التعامل مع هذا الكيان نفسه او كيانات شبيهة و تحجيم خطرها ؟
نعم بلدان عربية و اسلامية عدة نجحت في هذا و كذلك بلدان اوربية و امريكا نفسها ممتلئة بجماعات و تيارات نازية و فاشية و معادية للمجتمع و تحمل افكار عنصرية اكثر خطورة من الاخوان عشرات المرات و لكن هذه الدول نجحت تماما في احتواء تلك الكيانات و تقليل اخطارها الى حد كبير و منها من نجح في تحويلها الى كيانات حضارية تخدم المجتمع و تتحول نحو الاعتدال و المساهمة في الخدمة العامة


كيف نجحت تلك البلدان في احتواء كيانات شبيهة بالاخوان ؟
التزام تلك الدول بالديمقراطية و حقوق الانسان داخل اراضيها قلل نسبة التعاطف مع تلك الكيانات الى اقل درجة و هو ما حدث في مصر في فترة حكم الاخوان و ما قبلها من فترة انتقالية
خاصة ان الشباب و هم الجزء الفعال في المجتمع لا يستطيع النظر للصورة الكاملة من الصراع فهو لا يرى الا ما تراه عينه و تشهده حواسه من اشتباك شرطة مسلحة مع مظاهرة قد تبدو سلمية و اي انسان يملك عاطفة حية لا يستطيع ان لا يتعاطف مع شاب مسحول او فتاه تحاكم بسبب تظاهرها او سيدة اصيبت و هي تصلي


اذا كانت هذه الكيانات لا تؤمن بالديموقراطية و تستخدمها لتصل الى السلطة ثم تتخلى عنها كيف نعاملهم وفق الية الديمقراطية ؟

لماذا يتخلون عن الديموقراطية بمجرد وصولهم للسلطة ؟ لانهم يعلمون انها تميتهم و انهم مستفيدوا الجولة الاولى فقط و بالتالي هم يعلمون قبل غيرهم ان الديمقراطية فيها موتهم


هل الديموقراطية فقط هي الحل ؟
التنمية ايضا و تشجيع العمل الاهلي و التطوعي و تنشيط خدمات الدولة في الاماكن النصف حضرية و الارياف و الضمان الاجتماعي و تشجيع الثقافة بين الشباب و تشجيع الادب الذي يعلم الشباب ادراك الفرق بين المعنى الحرفي و المعنى المجازي فلا يقف عند حرفية النص

بل ان الجماعات المتطرفة ذاتها لو دخلت سباق العمل التطوعي فلنرحب بها بشرط وجود منافسين اخرين و وجود رقابة قانونية ايضا على النشاط و تمويله
فمحاربة الطائفية لا تكون بطائفية طالما شاركوا في خدمة المجتمع اهلا وسهلا حتى لو حاولوا بث خطاب متطرف في اثناء خدمتهم للمجتمع فالمنافسة بينهم و بين غيرهم ستتيح للمجتمع فرز الافكار و الاشخاص و ساعتها لن يجبر الشاب ان يعيش في شرنقة الاخوان او غيرهم و هو يجد مجتمع فسيح يوفر له الحد المقبول من سبل الامان
فالخوف و نقص الضمان الاجتماعي و غياب التعددية هي البيئة المثلى لسرطان التطرف من اي نوع
اقضي على البيئة تقضي على المرض


هل مجرد وجود الاخوان في مجتمع خطر في ذاته ان ان الخطر يبدأ مع تغولهم ؟
الاخوان في بداية وجودهم في اي مجتمع يلجأون للملاطفة و اجتذاب اصحاب الابتسامة الجميلة و اهل العطاء المجتمعي يزينون بهم مشروعهم التجييشي و التعبوي و يكون هؤلاء الطيبين هم رسل السلام و الوئام و المحبة و هم يظنون انفسهم ابناء اصلاء للمشروع الاخواني
و عند اقتراب مرحلة التمكين يتم تهميش هؤلاء الطيبين او التخلص منهم تدريجيا حتى لا يكونوا عبئا على المشروع السلطوي الاحتكاري العنصري و تظهر المخالب
و بالتالي فان وجود تيار الاخوان وسط مجتمع ينبض بالبدائل السياسية و الاجتماعية و الفكرية يحولهم الى بكتيريا نافعة لجسم المجتمع و لا تضره


هل يجب على الدولة ان تفرج عنهم جميعا و تفتح لهم المجال مرة اخرى كما كان وضعهم في الفترة الانتقالية الاولى ؟ و اذا كانوا هم انفسهم لا يكفون عن افتعال الازمات و القلاقل و مهاجمة اقسام الشرطة و تعطيل المرور و الحياه في كافة مدن مصر ؟
ارى ان يتم التصدي لاي فعل مخالف قانون من جهتهم بكل حزم و حسم و دون تصعيد و دفع الامور نحو الانفجار الذي يخططون له و عدم الوقوع في افخاخ مظلوميتهم المزعومة
و اي معاملة غير عادلة لهم تحييهم و تنشر افكارهم في مجتمع اعتاد ان يفكر بقلبه و يعتنق افكار من يتعاطف معه
كما ارى ان على الدولة ان لا تسمح لهم بالعودة الا من خلال كيانات قانونية فلا نسمع بحزب ذراع سياسي لجماعة و انما الحزب حزب و الجمعية الاهلية جمعية اهلية تخضع للرقابة في قبول و انهاء العضويات و لها نظام مالي خاضع لرقابة الجهاز المركزي و لها نظام لائحي يضبط مناصبها الادارية و تصعيد اصحاب الكفاءات من افرادها و تيح لاعضائها و افراد المجتمع مخاصمتها امام القضاء ان اخلت بلوائحها التنظيمية

هل وجود رئيس له خلفية عسكرية مثل السيسي او عنان او ما يستجد من اسماء يؤدي الى نتيجة افضل في مقاومة الخطر الاخواني ؟
بالعكس تماما فتغول الاخوان و تغول العسكر كلاهما ينبعان من منبع واحد و هو ضعف الثقة في المجتمع و قتل اللامركزية و تغول لكيان الدولة على حيوية المجتمع و اي انتصار يحققه العسكر على الاخوان هو انتصار الجولة الاولى فقط
و لا يوجد دولة استبدادية واحدة في العالم استطاعت الانتصار على التطرف انتصارات نهائيا
اعطوا المجتمع فرصة كي يخرج كوادره المدنية القادرة على المنافسة كما حدث في نقابة الصيادلة و الاطباء و كثير من الاتحادات الطلابية و الجمعيات الخيرية الصغيرة المنتشرة في الارياف و المدن

تعليقات

التسميات

عرض المزيد