راشد الغنوشي أنجح الخاسرين و أنبل الفاشلين و أحكم المغامرين

حركة النهضة تونس
راشد الغنوشي
اثناء دراستي للقانون كنت اتعجب من نظرة القانون للتاجر المفلس باعتباره مذنب او على الاقل مخطئ خطأ يستوجب شئ من الادانة و ليس مجرد مجتهد فشل اجتهاده خاصة انه لا يوجد تاجر يرغب في الافلاس 
لكن مع شئ من التعمق فهمت ان مشرعي القوانين كونوا قناعاتهم من خبرات طويلة و عميقة بالعمل التجاري و يرون ان قواعد العمل التجاري ان تم اتباعها فلن يفلس التاجر ابدا مهما اجتهد و اخطأ فان خطأه سيكون في حدود الضرر الشخصي فلا يمتد الى عموم الناس من المتعاملين معه و لا يضر حركة السوق و ان التاجر المفلس كالسائق السكران قد تعدى ضرره الى غيره حين غامر بحياتهم بمجرد قيادته و هو سكران
فرأس مال السائق هو الوعي و رأس مال التاجر هو الموارد التي لا ينبغي ان يقيم مشروع يتجاوز حجمها الا في حدود متفق عليها بالخبرة و القانون
المصيبة في راشد الغنوشي و هو في وجهة نظري من أنبل القادة الاسلاميين و أعقلهم و أحكمهم الا انه اقام مشروعا يتجاوز كثيرا حجم رأس ماله الفكري و الثقافي و الفلسفي و ظني ان الرجل ربما يعي ذلك لكنه يتدرج في الاعلان عنه حتى لا يكون قد قاد بركاب سفينته الى عمق البحر ثم عاد وحده في قارب نجاه
هذا عن النبيل الحكيم
لكن كارثة من فقد النبل او الحكمة او كلاهما افظع و اشنع و اجرم و اضر

اقرأ ايضا 
حركة النهضة التونسية على خطى الاحزاب المسيحية الاوروبية و الحزب الجمهوري في امريكا

تعليقات

التسميات

عرض المزيد