السيستم واقع

ربما من هدايا القدر لمصر ان لصوصها و حراس تخلفها اصابهم التخلف اسوا و اقوى و اقصى و اقسى عقوبة ممكن يقوم بها المنتدى ضد مرشح بعينه ان يمنح انصار هذا المرشح الفرصة كاملة كي يقوموا بتشويه صورة مرشحهم بما يفعلونه من حماقات و لولا خوفنا من فقد المنتدى لاغلى عناصره من النبلاء و العقلاء و المثقفين و اصحاب الافكار و اهل الراي لتركنا للسفهاء الفرصة كاملة للاضرار بمرشحيهم كما فعلت الدبة بصاحبها و كان عندنا عضو مستفز جدا استولى على شطر الحماقة لنفسه و طمع في الشطر الاخر تركنا له الباب مفتوحا و لم نواجهه الا بتصدي العقلاء بالموعظة الحسنة و الجدال بالحسنى و بعد قليل امره سادته انه يخرس تماما و يكف عن الاضرار بهم (كما اتوقع و الله اعلم) طباخ السم يذوقه و قانون الواسطة و اختيار الاسوا قد يضر بطباخي السم قبل ان يخربوا البلد ان اللصوص اذا عزموا على تكوين عصابة اجرامية وضعوا للانتماء لهم شرطا لا يجوز المساس به ان لا يمارسوا اللصوصية فيما بينهم و على راي عبد الفتاح القصري (الكار ده اذا دخلته السرقة يبوظ) لذا فقد تجد عصابات تجتمع بالعشرات و لا تكاد تسمع لهم همسا بينما تجمعات لاناس يطلقون على انفسهم حزبا...

كما ان الطبيب غير مؤهل لادارة محطة كهرباء فان رجل الخدمات لا يصلح لعضوية مجلس الشعب كل يوم و التالي نرى و نسمع و نقرأ دعايات انصار المرشحين الذين يلجئون لوسيلة شائعة في تزكية مرشحهم (رجل الخدمات او سيدة الخدمات) كما ان الطبيب رغم عظم مكانته و شرف مهنته لا يستطيع ان يعمل محاسبا و لا الحداد يستطيع ان يصنع غرفة صالون و كما ان المحامي غير مؤهل لفلاحة الارض و زراعتها فان فعل الخير و تقديم المساعدات للناس قد تكون مؤشر جيد على ان الانسان مؤهل للعمل في جمعية خيرية او الاشراف على لجنة جمع الصدقات او المشاركة في حملة التبرع بالدم مجلس الشعب له دورين اثنين لا ثالث لهما (تشريع القوانين و مراقبة اعمال الحكومة) و بالتالي كي نقول ان فلان يصلح لمجلس الشعب يجب ان نختبر فيه نوعين من المؤهلات النوع الاول : الشجاعة و الجرأة في مواجهة اصحاب النفوذ و السلطان و قدر من الذكاء و الدهاء (حتى يستطيع مواجهة و مراجعة و مراقبة اعمال الحكومة و محاسبة الوزراء تحت قبة البرلمان) النوع الثاني : ان يكون لدى المرشح افكار و تصورات لمشروعات قوانين و سياسات لحل بعض مشكلات الدولة او حتى مشكلة معينة (ليكون مؤهلا للقيام بالواجب...