الاتحاد المائي الديمقراطي

اتحاد قطرات الماء
الاتحاد المائي الديمقراطي

هكذا يفعل النهر عندما تعترضه السدود
لاشك ان المياه بسيطة جدا جدا اشعة الشمس تبخرها و نسمة الهواء تحملها و.... لكنها اذا اجتمعت و تحركت في مسار واحد في اتجاه واحد مجتمعة او متتابعة فانها تحطم و تقتلع صخور من الارض و تفتتها و تحيلها الى تراب ربما ترسب بعضه في القاع و طفى بعضه على السطح في محاولة أخيرة و مستميتة من الصخور لأن تقول انا لازلت موجودة و ظاهرة فإن زعمت المياه أنها فتت قلبي فإني علوتها و رفعت رايتي فوق رأسها .........
و لكن ......... المياه لم تكن بهذه السذاجة بل إنها قد حملت الزبد (بقايا الصخور الطافية ) لتفرق بين اجزائه و تشتت فلوله ثم لا تلبث ان تلقي به في أية زاوية ثم يظهر وجه الماء النظيف لتصرخ قطرات الماء : من اشد منا قوة إن إتحدنا و نظمنا مسيرتنا ، ليأتي ابن ادم ليعلم ان اتحاد قطرات الماء قد أزاح الجبال و فتت الصخور و حطم السدود
و تتدفق المياه في زحف هادر لا يقف له شئ معلنة: لن نغلب اليوم من قلة
. و كي تعلم المياه أنها قد إغترت بكثرتها و قوتها و أن القوة المطلقة لله وحده فانها تبتلى بسد صخري هائل لا يتفتت أبدا فهو من حجر جرانيتي صلد و صلبراهنت المياه أنها ستقف أمام السد تنتظر المدد المتتابع من ملايين القطرات التي تتدفق إليها يوميا ممنية نفسها بأنها ستظل تعلو الى أن تصير أعلى من الصخور الصلدة فتتجاوزها في شلال ضخم و هادر و هو أسلوبها القديم

و لكن ... فوجئت المياه بكمين محكم
اذ أن وقوفها أمام السد كان و بدهاء منقطع النظير حيلة من الصخور لإيقاف هديرها و إيقافها و هي تعلم أن الماء إذا وقف أسن و تعفن
كما أن منسوب الماء كلما علا كلما تسربت آلاف القطرات إلى مسارات جانبية و قد أرهقها الوقوف و الخوف من التبخر فتسربت إلى مستنقعات جانبية و قد أدى بها الملل و الضجر و الخوف من الهلاك إلى الهلاك ذاته
و أصبحت القطرات في مأزق فالأول مرة تجد كل قطرة نفسها وحدها مسئولة عن تدبير أمرها و الحفاظ على حياتها فهي بين مآزق عدة
إما أن تطفو على السطح فتبخرها الشمس أو يحملها الهواء و إما أن تنزل الى القاع فتأسن و تتعفن
و إما أن تتسرب الى المستنقعات و هو الهلاك المحض
و تتعقد المشكلة
فتتقدم قطرة إلى القيادة المائية الحكيمة متسائلة : نحن أقوى أم الصخور ؟
القيادة : نحن كنا طوال الوقت أقوى لكن لا ندري ماذا حدث أو تغير و لكن علينا الثبات عسى ان تتكسر يوما ما تلك الصخور المتصلدة
القطرة : علينا ان نتحلى بالثبات أم الجمود ؟
القيادة : ليس من صفات إتحادنا أبدا الجمود و لم نكن كذلك و إنما علينا بالثبات على إتحادنا و ليس الثبات في مواقعنا نحن من صفاتنا الحركة بينما الجمود من صفات هذه الصخور المتصلدة
القطرة : الصخور لعبت بما تجيد فهي تجيد الجمود بينما نحن نجيد الحركة فلماذا لا نستخدم ما نجيد ؟
القيادة : ماذا تريدين أيتها القطرة تريدين أن تتسربي إلى المستنقعات ؟
القطرة : لا و لكن ........
القيادة : لكن ماذا ؟
القطرة : هل يمكنني إن أعرض فكرة لم نألفها و لم نتعود عليها في نهرنا ؟
القيادة : بالطبع فنحن نستفيد باي فكرة او إقتراح يحقق رسالة إتحادنا المائي الكبير
القطرة : لقد كنت من قبل في أنهار بلاد فارس قبل أن أتبخر و يحملني السحاب إلى هذا الاتحاد المائي الضخم
و كنا اذا وقفت أمامنا تلك الصخور الصلدة فإننا نشتتها بدلا من أن تشتتنا
القيادة : كيف ؟
القطرة الفارسية : قبل أن أجيبك أحتاج أن اعرف هل هذا الصخر المتصلد ليس فيه اي نقاط ضعف مطلقا نستطيع العبور منها أو الضغط عليها بقوة
القيادة : يوجد و لكن ليس فيها منطقة واحدة تكفي لعبورنا جميعا كإتحاد مائي ضخم و كبير كما ترين
القطرة الفارسية : إذن ستنجح خطتي إن شاء الله
القيادة : و ما هي خطتك ؟
القطرة الفارسية : علينا أن نضغط على كل نقاط الضعف و الثغرات الصخرية الضيقة و نكسر منها ما نستطيع و نتدفق في المجاري الضيقة التي فتحت لنا بأقصى قوة و سرعة على ان نتعاهد أن تظل تلك القنوات الضيقة وفية لنهر واحد , تسير في نفس الاتجاه الواحد ، و على أن نصب في المجرى الواحد الذي قدر لنا أن نصل اليه ، فلا يحملنا تعدد القنوات على التفرق ، و انما مجرد الدخول من أبواب متفرقة تؤدي الى هدف واحد في النهاية .

القيادة : فكرة رائعة ........ سأحملها الى مجلس شورى الاتحاد المائي

((((((((((((خاطرة )))))))))))


__________________

تعليقات

التسميات

عرض المزيد