يقولون للفتنة : اندلعي حيث شئت فسوف تأتينا ثمارك

يقولون للفتنة : اندلعي حيث شئت فسوف تأتينا ثمارك





امطري حيث شئت فسوف ياتيني خراجك
هذه الجملة مأثورة عن الخليفة العباسي هارون الرشيد مخاطبا بها السحابة
و هي تعبر عن حالة من التمكن و الشعور بالسيطرة فأينما أمطرت السحابة في اي مكان وجهتها به الرياح سوف تمطر في ارض يحكمها و تفيض فيه الخيرات و ياتيه منها الخراج
و هذا حال الحلف الصهيوأمريكي الذي يقول للفتنة (اندلعي حيث شئتي فسوف نستفيد منك)
نشكو من لجوء البعض للتفسير الـتآمري للتاريخ و لعلنا نجد بعض العذر لانصار نظرية المؤامرة
فهم يشاهدون دائما ان اي حدث يحدث في العالم يصب في النهاية لصالح اطراف معينة حتى أن تلك الاطراف احيانا تنجح في استثمار تلك الضربات التي توجه ضدها و كأنها تعاقدت مع أعدائها على القيام تلك الضربات أو أوحت لهم بها
كل ما في الامر أن الموضوع لا يتعدى أن القوم قد اتقنوا فن ادارة الازمات ذلك الفن الذي يسمح لمتقنه أن يقلل آثار الأزمة الى اقل حد و احيانا قد يستفيد من الازمة اقصى استفادة و يظهر و كأنه قد خطط لها منذ الف عام
بل احيانا تجد اطراف لا يكتفون بالجهل بفن و علم ادارة الازمات بل يتعدى ذلك الى الجهل حتى بإدارة الانتصارات فتجد بعض الناس جعل اقصى امنية له ان يحقق انتصار في مجال ما و جعلها قضية حياه او موت و اصبحت قضية النصر بالنسبة له الوسيلة و الغاية حتى اذا حقق النصر فإنه لا يدري بعد ذلك كيف يوظف إنتصاره
و مما يعقد الأمر على المنتصر الجاهل ان يكون المنهزم بارع في ادارة الازمة فربما يوظف هزيمته لجلب استعطاف الاخرين و شحذ همة المتعاطفين و النفخ في تيه و غرور المنتصر الجاهل حتى يتسنى له سرقة انتصار المنتصر و يبدو الامر في النهاية و كأن المهزوم (مدير الازمة ) قد انهزم هزيمة تكتيكية مخطط لها مسبقا لتحقيق أغراض على المدى الطويل و ربما استشعر المنتصر الجاهل نفسه انه قد خدع و حقق نصرا وهميا لا قيمة له مما يعمق شعوره بانعدام الثقة و خيبة الأمل و اليأس
و لعل علم و فن ادارة الازمات هو من ضمن اهم نقاط الاجابة على السؤال لماذا يزرع المسلمون و يحصد غيرهم ؟
ليس في الامر دعوة الى جلد الذات و انما الرغبة في تعلم فن ادارة الازمات

__________________

تعليقات

التسميات

عرض المزيد