أن لن أظل مدى الحياة مغفلا (عن الشخبطة الدانماركية)

أن لن أظل مدى الحياة مغفلا (عن الشخبطة الدانماركية)



لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين
و من هذا المنطلق جالت بخاطري عدة تساؤلات شغلتني من شدتها و شدة الحاحها و ربما ثبطتني عن طريقتي المعهودة في المشاركة في الحملات الدعائية التي تنتصر للاسلام بل و رأيت ان اوجه جل الحماس هذه المرة نحو اجابة تساؤلاتي و ليس للمشاركة في الحملة و كلما اشتد غضبي الذي هو غضب كل مسلم يحب رسول الله حبا يفوق حبه لامه و ابيه و زوجته و بنيه فكلما اشتد الغضب زاد العجب و قلت حدة الصوت و زاد غضب العقل على غضب العاطفة ربما لاول مرة في حياتي (على الاقل اول مرة اعرف معنى غضب العقل الذي يكبح غضب العاطفة )
تساؤلاتي و تساؤلات حزب المملين الذي انضممت اليه مؤخرا ؟
 اخر عهدي بوسائل الاعلام (صحافة فضائيات انترنت ) منذ عدة اسابيع انها كانت تبحث موقف الاخوان الذين حصلوا على 20% من مقاعد البرلمان من حرية الابداع و حرية الابداع (وفق ما اصطلحت عليه وسائلنا الاعلامية و نخبنا الثقافية السائدة ) هي حرية اي شخص في التجرؤ على المقدسات بل و كسرها و نزع قداستها
و لم تمضي ايام على تساؤل اهل الاعلام عن موقف الاخوان من رواية اولاد حارتنا (الرواية التي تعرض فيها نجيب محفوظ للذات الهية و للانبياء جميعا بشئ من اسقاط القدسية )
و لازلت اذكر رواية وليمة لاعشاب البحر التي تعرضت لله و رسوله و لكل مقدس بالسب و القذف و الازدراء و الاهانة و التحقير و التي نشرتها وزارة الثقافة بسعر اقل من التكلفة و مولت طباعتها من جيوب الشعب المصري المسلم فلما اشتد الغضب بطلاب جامعة الازهر استخدمت معهم كل الاسلحة و فقأت عيون الطالبات و ضربوا بالرصاص المطاطي و الحي و اغلقت جريدة الشعب و حل حزب العمل ليس لانهم مصدر الرواية المسيئة للدين لكن لأنهم من هيجوا الطلاب و كدروا الامن العام و هددوا السلام الاجتماعي


اشتد الضغط الاعلامي وقتها و وصف الغاضبون على الرواية بأنهم غوغاء و دعاة الغضب بأنهم يحاربون الابداع و تصايح الجميع لحماية الابداع
و لازلت اذكر مقالة الاستاذ فهمي هويدي الذي أحترمه و أجله جدا الا في هذه المقالة التي نشرت منذ خمس سنوات و ثمانية اشهر التي اعتبر فيها غضبة الاسلاميين غير مبررة و انه آن الاوان لوقف المعارك الكلامية و الحرب الأهلية الباردة بين الاسلاميين و العلمانيين و التوحد ضد الهجمة الصهيونية
و كان تعليقي على هذه المقال وقتها انها ليست حربا اهلية فالحرب الاهلية تدور بين افراد يجمعهم رابط (قومية او دين او عرق) بينما من اساء الى الله و رسوله ليس من اهلنا فهم عمل غير صالح


و فوجئت بصلاة تهجد في الحرم يدعى لها الناس في الثلث الاخير من الليل للدعاء على الدانمارك التي رفضت الاعتذار عن رسوم كاريكاتيرية نشرت بصحيفة
و على حد علمي ان مثل هذه الصلاة لم تقام وقت دك بغداد بالطائرات الصليبية و ضرب المسلمين بكل انواع الاسلحة
و لم نسمع عن تحرك ائمة الحرم وقت مذابح جنين و قانا
قالت لي زوجتي يمكن الظروف تغيرت و تاب القوم فتذكرت انه منذ اقل من ثمان اشهر مضت تحركت مسيرات صهيونية لهدم المسجد الاقصى و لم نسمع بتحرك أئمة الحرم رضي الله عنهم
و معلوماتي أن الدعوة للمقاطعة (مقاطعة بضائع امريكا و بريطانيا ) هذه الدعوة ممنوعة و مجرمة في المملكة و يتم فصل ائم المساجد الذين يتعرضون لها بل و تبنت الدولة هناك دعوات تزعم بطلان المقاطعة شرعا و انها حرام
قالت لي زوجتي ان امريكا شوكتها قوية بينما الدانمارك ليست كذلك لذا ربما يكون هناك ضوء اخضر و وجد القوم أن الجو مهيأ لاعلان غضبهم لله و رسوله
قلت و لكنهم لا يخطبون و لا يلقون موعظة في مسجد الا من ورقة يحملها الامام في يده و لا يجوز له الكلام من خارج الورقة حتى و لو كان مادحا امريكا فلابد ان لا يخرج عن النص
و دعوة مئات الالوف للقنوت على الدانمارك موضوع كبير و ليس مجرد خروج عن النص


ثم رأيت قنوات فضائية و حملة فداك يا رسول الله و كلام و كأننا أمة بجد لها إعلام حقيقي يعبر عنها بحق و حقيق فرحت لأول وهلة لفرط سذاجتي
و لكن فئران الدنيا كلها لعبت في عبي و قلبي و عقلي و تذكرت أن اعلامنا الرسمي (لا مؤاخذة ) و اعلامنا غير الرسمي( نصف لا مؤاخذة) و على حد معلوماتي أنه لا يوجد حتى الآن اعلام ناطق بالعربية يخلو من (اللامؤاخذة )
قالوا لي: تغلبت على ذهنك نظرية المؤامرة
قلت : لو نفيت المؤامرة ابقى لا مؤخذة


و لازالت التساؤلات مستمرة ؟
هو في ايه ؟
هل تذكرت النخب فجأة و دون مقدمات ان لهم رسول من الله و ان لديهم رسالة و قرآن جدير بالتوقير و التعظيم ؟
هل نفهم من ذلك أن مفهوم حرية الابداع و لله الحمد قد تغير لدى الاعلام العربي فجأة و تاب القوم عن غيهم ؟
هل سنسمع قريبا عن موجة من التبرؤ و التوبة و اعتذار اعداد من الكتاب عن تجاربهم السابقة التي تتجرأ على الله و آياته و كما نشر القوم اساءاتهم سينشرون اعتذارهم كركن اساسي من التوبة ؟


يا أيها القراء افتوني في اسئلتي إن كنتم فاهمين !


__________________
فبراير 2006

تعليقات

التسميات

عرض المزيد