لو كان رسول الله بيننا ماذا سيكون موقفه من كارثة غرق العبارة ؟

لو كان رسول الله بيننا ماذا سيكون موقفه من كارثة غرق العبارة ؟





ان تشاغلنا عن قضية العبارة الغارقة هو نوع من العبث و الاستهتار فاذا كان الرقم المعلن لعدد الغرقى هو ألف (و الحقيقة غالبا اكثر من ذلك ) و قد تبين من خلال المتابعات أن الامر ما بين الاهمال الجسيم في مواصفات الامان اضافة لاهمال اشد جسامة في عمليات الانقاذ و ما بين احتمال قائم لأن يكون اغراق العبارة تم عمدا لاسباب غير مفهومة و التقصير في الانقاذ كان عمدا و من المؤكد أن التعتيم عن سير التحقيقات هو تعتيم متعمد و مصحوب بإصرار غير عادي على طمس الحقائق
و إذا نظرنا للرقم المعلن وجدناه رقم مقارب لمن يستشهد في المعارك الحربية بل إن شهداء عام كامل من الجهاد ضد الصهاينة في انتفاضة الأقصى المبارك أقل من هذا الرقم و مع ذلك نرى دعوات للهرولة نحو التفاوض لوقف نزيف الدمو اذا نظرنا لكل القضايا التي تشغل الراي العام المحترم اليوم نجد أن ازمة العبارة و اختفاء افراد الطاقم (بصورة مريبة) تعد القضية الأهم
فلو كان رسول الله بيننا (الذي نزعم فداؤه بالدم و الروح ) ما كان سيغمض له جفن قبل أن يحقق في شبهة القتل العمد او جريمة الاهمال الجسيم التي ازهقت ارواح اكثر من الالف من البشر(وفق الرقم المعلن) أم أننا نزعم فداء النبي صلى الله عليه وسلم في المعارك الآمنة فقط

و لو أن دعاة الاصلاح السياسي جادين في دعواهم مخلصين يريدون الاصلاح السياسي رغبة منهم في رفعة الانسان المصري فلا اظن أن مقتل الف مصري على يد النظام الحاكم (اهمالا او عمدا الله اعلم و في الاثنين جريمة ) و التعامل الوحشي مع عشرات الالاف من اهالي الضحايا فلا أظن أن هذه قضية خارجة عن فكرة الاصلاح السياسي
رحم الله مصطفى كامل الذي اقام الدنيا و لم يقعدها من اجل اعدام مصري و جلد عدد من ضحايا قرية نائية من قرى مصر (دنشواي)
و يتساءل الجميع عن سلبية الانسان المصري و عن عدم التفافه حول دعاة الاصلاح و التغيير
أولو كان بين هؤلاء الزعماء زعيما غيورا لما هدأ له جفن حتى يقتص من الظالم و يأتي بحق المظلوم
و الآن لدينا صحافة نالت جزء غير قليل من حريتها و نشطاء الانترنت و المحمول و شرفاء الاعلام الفضائي و مائة و عشرون نائبا شرعيا عن الشعب في البرلمان المصري قدمنا في سبيل وصولهم للمجلس الدم و الروح (اكثر من اربعة عشر شهيدا هم شهداء معركة انتخابات مجلس الشعب)
افلا نستطيع جميعا أن نفعل ما يرضي الله و رسوله فنقول كلمة حق عند سلطان جائر
افلا نستطيع جميعا أن نقنع الناس أن الكلام عن الاصلاح السياسي ليس حديث الابراج العاجية و انما هو يبدأ و ينتهي عند هموم المواطن البسيط
الا تجدها الاحزاب الورقية فرصة لأن تثبت للشعب أنها مستعدة للكفاح من أجل رفعة هذا الشعب
أوليست هذه فرصة للاخوان المسلمين أن يثبتوا جديتهم و قدرتهم على تحمل مسئولية هذا الشعب الذي قدمهم على غيرهم

و إذا كنا قد أخطأنا و اهملنا نحن ايضا في متابعة هذه الكارثة فحان الوقت لنتحرك خاصة و بعدما ثبت بالادلة القاطعة أن 37 من افراد الطاقم تم انقاذهم و تم اخفائهم لدى جهة غير معلومة لاخفاء الحقيقة و مالك العبارة (المعلن) تم تهريبه و لم ترفع عنه الحصانة الا بعد سفره للخارج

فلا داعي لأن نستمر في الخطأ و لنتحرك الآن بتفعيل تلك القضية


__________________
فبراير 2006

تعليقات

التسميات

عرض المزيد