"هذا فراق بيني و بينك" كيف تترك الاخوان و انت محترم

"هذا فراق بيني و بينك" كيف تترك الاخوان و انت محترم




السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
موضوع غريب حقا ربنا يصبر علينا المشرفين


 

في الحكمة العربية
احبب صديقك هونا ما عسى ان يكون عدوك يوما ما , و ابغض عدوك هونا ما عسى ان يكون صديقك يوما ما
ذات مرة حدثني مدير شركة عن موظف لديه و اخذ يمدح و يلهج بالثناء عليه و فتح لي شاشة حاسوبه ليريني روعة اعماله و دقتها و جوانب الفن فيها (كان الموظف مصمم فوتوشوب) و بعد اسبوعين فقط جاءت سيرة نفس الموظف و اخذ يعد معايبه الاخلاقية و الفنية و فتح نفس الشاشة ليريني نفس الاعمال و يشير الى مدى قبحها و ضعف فنياتها فلما المحت له بتناقضه سكت و دخل في موضوع اخر


هل ضبطت نفسك متلبسا بفعل كهذا من قبل ؟؟؟؟
كن صريحا مع نفسك و لا تكذب
اياك و التطفيف في الميزان اياك ثم اياك من اتباع الهوى
و تأكد ان عقلك لو اتبع هواك فانك تستطيع ان تبرر اي شئ و سيمدك الشيطان بالف حجة تبدو سليمة من حيث الظاهر لتبرر اهواءك تستطيع ان تتمادى الى النهاية دون ان تعترف بعيب فيك او تقصير

قد تجد شابا منضما الى جماعة ينافح عن فكر جماعته و اشخاصها و رموزها و هذا حقه و تجده لا يتحدث عن رموز جماعته الا بدرجة من الاحترام تقترب من احترامه للصحابة و يغضب اشد الغضب اذا تناولتهم السنة النقد و يسفه كل من كان من غير جماعته حتى اذا احترمهم بلسانه فلا يعترف بحسناتهم قلبه
ثم تمر الايام و تتعدد المواقف لهذا الشاب داخل جماعته فاذا راى منهم حسنا زاد ذلك من احترامه الشديد لها حتى يصله الاحترام المتطرف الى اعتياد الاحسان من جماعته التي يرسم لها صورة وردية
و ينغمس الشاب اكثر في تلك الجماعة و يعيش جوها الاداري و يعامل افراد منها اجتماعيا و ماديا و تبدأ العيوب تتكشف للشاب الحالم تلك العيوب التي توارت خلف هالات التقديس فلم تأخذ حقها من التصويب و ربما تكون تلك العيوب هي امتداد لعيوب موجودة بعموم المجتمع الذي تربى الشاب على مخاصمته و التعالي عليه نفسيا باعتباره مجتمع لا تحكمه ضوابط الاسلام , و ربما تكون تلك العيوب لها جذور من المجتمع المحيط بتلك الجماعة و لكن السرية و الخوف على وحدة الصف و اهمال النقد و المراجعة و كل هذه العوامل قد زادت من تلك العيوب حتى جعلتها عيوبا كارثية لا يكاد يصدقها عقل سليم فما بالنا بعقل الشاب الحالم في مدينته الفاضلة
و هنا تبدأ الثورة النفسية لدى الشاب و التي تختلف من شاب الى اخر من حيث شدتها و نوعيتها و اتجاهها و لكنها غالبا لابد و ان تكون اثارها سلبية و من اشكال تلك الاثار السلبية

قلة الدافعية و الانشغال بالحياه الشخصية باعتبار ان (كله بيجري على مصلحته اشوف انا بقى مصلحتي) و تلك اكثر الاشكال انتشارا و لكن اقلها ظهورا لانها تمر في صمت

الانشقاق المتطرف و هذا ما اخصص له مقالي
حيث تنقلب الملائكة في نظر المنشق الى شياطين فاذا سمع عن نجاح لجماعته السابقة فيعلن انه ليس نجاح و لكن مجرد صفقة و اذا سمع بفشلها اعلن ان هذا نتاج اخطائها التي كثيرا ما حذر منها و يضع كل حسناتها و سيئاتها و كل خصال افرادها في خانة واحدة هي خانة السيئات
و تختلف تلك الثورة في مدى شدتها فعند البعض تصل الى حد المخالفة في الشكل و المظهر و السلوك الشخصي فيدخن من لم يكن يدخن من قبل و يتلفظ بالفاظ بذيئة من كان متعففا من قبل و تخلع حجابها من كانت محجبة

و هناك من يبقي على مرجعيته و سلوكه و يكتفي بالعداء و الفصام الفكري و المعنوي فيخالفهم فكرا و يجاهر بمعاداتهم و يسخر منهم و لا يتحدث عن اساتذته السابقين الا ساخرا او شاتما
و لا يرى لهم في يوم من الايام فضلا عليه

اخي الكريم المنتمي للاخوان -باعتبارنا في ملتقى الاخوان – هل خططت اذا ما اضطرتك الظروف لترك جماعتك ماذا ستفعل ؟
لا اقصد ان تخطط لترك جماعتك و انما اذا لم يكن بد من تركها ماذا ستفعل ؟
اذكرك ان سورة الطلاق و ايات تشريع الطلاق في القران لم تات لدعوة المسلمين لطلاق و انما لتعلم المسلمين كيفية انهاء علاقة مقدسة بشكل محترم و لائق
بينما المجتمعات التي لا تعرف تشريع الطلاق الاسلامي يقتل الزوج زوجته او يسعى لاثبات جريمة مخلة بالشرف بحق زوجته او يجننها او يدفعها للانتحار لانه لم يتعلم طريقا حضاريا و اخلاقيا لانهاء العلاقة

و هناك فقه لفسخ العقود في الاسلام و هناك فقه للاقالة من البيعة
حتى البيعة الكبرى بالخلافة فان متولي منصب الخلافة او الامامة يتولاها وفق شروط بيعة محددة الشروط فاذا ارتات الرعية مساسا بشروطها يمكنها ان تنذره بتحللها من البيعة و هناك فقه لخلع الحاكم

و اذكر نفسي و اياكم اننا في مجتمعاتنا نقيم مشاريع و شركات و ننتمي لجماعات و احزاب و جمعيات و ننظم اعمالا مشتركة و احيانا نخطط بدقة لكل شئ و لا نخطط كا يجب لحالة اذا رغب احد اعمدة المشروع في الانفصال
و احيانا ينضم الفرد الى جماعة في نشوة عاطفية و يخرج في ثورة عاطفية ولا يستطيع ان يحدد بدقة متى انضم و في اي تاريخ و في اي لحظة بل ان كثيرا ممن يظنون انفسهم منضمون الى جماعة معينة لا تعتبرهم تلك الجماعة منتسبين لها و لا تصارحهم بموقفها تجاههم و تحملهم باعباء و تطلب منهم اعمال و هم ليسوا اعضاء اصلا من وجهة نظرها

لذا لا تنتهي اعمالنا الا بفساد ذات البين التي هي الحالقة التي تحلق الدين كما اخبرنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم

و نختم بالتذكرة بقصة نبي الله موسى و العبد الصالح في سورة الكهف الذي حيث اتبع موسى العبد الصالح بناء على شرط "على ان تعلمني مما علمت رشدا" فاشترط العبد الصالح شرط "فلا تسألني عن شئ حتى احدث لك منه ذكرا " فلما اخل نبي الله موسى بالشرط ثلاث مرات قال العبد الصالح لنبي الله موسى "هذا فراق بيني و بينك "
المشروع ابتدأ بين نبي و عبد صالح و انتهى بين نبي و عبد صالح
"ربنا اغفر لنا و لاخواننا الذين سبقونا بالايمان و لا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا "

تعليقات

التسميات

عرض المزيد