عبد الوهاب المسيري الرجل الذي لم يحضر جنازته منافق

لم نشق على قلوب الناس و لكن نحكم بظواهر الاشياء و الله يتولى السرائر
و مما لفت نظر من حضر جنازة د/عبد الوهاب المسيري رحمه الله سواء في القاهرة او في دمنهور انه لم يحضرها احد ممن اشتهر لدينا كمصريين بنفاق و لم يحضرها احدا من المقربين للسلطة رغم صداقة بعضهم للمسيري في شبابه و من ضمنهم اسامة الباز و مصطفى الفقي و عدد من كبار رجال الدولة ممن يعرفون قدر المسيري و وزنه لكن وزن الكراسي و ما تبقى لهم من ساعات فيها عندهم كانت اشد و اثقل في موازين عقولهم و قلوبهم الطائشة
لم يشاركنا في المسيري منافق و لو حتى بالزعم و الادعاء
كانوا يستطيعون ان يتقمصوا روح صداقة الرجل و روح التعايش الكاذب و ادعاء ان ما بينهم و بين الرجل خلاف في الراي لا يفسد للود قضية و لكن كره الله انبعاثهم فثبطهم و تواروا في بيوتهم ربما اتى كل كلب حراسة بتذكرة سينما او مسرح ليثبت غيابه عن مشهد جنازة المفكر
تخاذلوا عن حضور جنازته كما سبق و تخاذلوا عن فتح خزانة الدولة لعلاج المفكر كما يفتحونها لعلاج الاغنياء من الراقصات
علم الله انهم سينفقون اموال الشعب لعلاج رجل يحبه الشعب و لكن سيمنون عليه و على الشعب و كأنهم انفقوا عليه من اموالهم التي نهبوها بعرق جبينهم او من منهوبات ابائهم
فثبطهم الله و صرفهم عن ادعاء المنة على الرجل و سخر الله لعلاجه من يعرف اوزان الرجال
خف القرضاوي من شبه منفاه في قطر ليصلى على الرجل و يحضر جنازته
و سيخف اولمرت لحضور جنازة مبارك
صلى بالناس اماما في صلاة الجنازة رجل من اعز و اشرف رجال و مجاهدي مصر و اصدقهم لهجة و حديثا
و سيصلي بالناس على مبارك السيد طنطاوي




حضر جنازة المسيري في القاهرة و دمنهور الاف و مئات من محبيه و ممن فاضت اعينهم بالدمع و هم يستمطرون رحمات الله على الرجل ليس فيهم منافق و لا بائع عرض او دين او وطن
رفعوا اكفهم بالدعاء و اغلبهم من الفقراء من يقفون امام رزقهم القليل الطيب حائرين اينفقونه في بعض القوت ام في شراء كتاب
رفعوا اكفهم بالدعاء و طعامهم من حلال و لباسهم من حلال
جنازة مبارك سيحضرها اولمرت و ابناء رابين و سيصلي من اجله بوش و كوندا و اولبرايت و ذوات السيقان العارية و سيرفع اكف الضراعة بالدعاء له صفوت الشريف جدا و يوسف والي و كمال الشاذلي و غيرهم ممن اذا اكل حلالا على سبيل الخطأ اصابته الحمى و لزم الطبيب


لن يحضر جنازة مبارك مؤمنا الا ان يكون مجبرا او جاء معتبرا
سيخشى مشيعوه من مخالطة اهل الشرف و الامانة
سترقص يوم وفاة مبارك الاف الامهات آملين خروج ابنائهم من المعتقلات
و ستزف الخبر الى ابنائها الف ام ان اباكم قد يخرج من احضان السجون
سيستبشر يومها كم مليون عاطل و سيفرح يومها المؤمنون بدفعة مقدمة من نصر الله و انفكاك جزء من النحس

مات المسيري و ترك علما ينتفع به و رؤية لادارة الصراع و بشرى بالنصر و سهما في تحرير القدس
و سيموت مبارك و قد ترك مالا منهوبا من دم الشعب و من اكباد و كلى و اجساد مسرطنة و نفوس محبطة

مات المسيري و الناس يتنافسون و كل يقول نحن اولى به
الاخواني يباهي الوسطي و الليبرالي يباهي اليساري و كل يدعي وصلا بالرجل و كل يتشرف بان له فيه نصيب
و مبارك سيموت و سيتبرا منه كلاب الحراسة

بيننا و بينهم الجنائز هكذا قال الامام احمد بن حنبل
عذب الامام احمد و لما سئل عن المعتصم احد الخلفاء المعذبين له قال عفوت عنه و احللته امام الله لانه جيش الجيوش لانقاذ امرأة استغاثت به فباي شئ نعفو عنك يا مبارك و قد منحت عدونا كل ما هو معنوي و مادي من كل صور المادة صلب و سائل و غاز و توعدت المستغيثة ان تكسر رجلها ان عبرت اليك
باي شئ نعفو عنك و قد سمعت احد قادة جيشك يباهي في العلن بان رئيسنا ضارب في ذراعه حقنتين ثلج و ان ما يجري في عروقه ماء بارد و ليس دم

ثم كان من كرامات الامام احمد ابن حنبل حشود اتت لتصلي عليه و تشهد جنازته حتى ان الارض لم تتسع للمصلين في المسجد و الاسواق فكان الناس يصلون عليه في سفنهم في نهر دجلة
و صلى عليه اماما عالم من علماء السلطان لا نذكر اسمه و لا ندري عنه الا انه كان شبيها بسيد طنطاوي فلما علم الناس في اواخر الصفوف من صلى بهم نحو الامام جانبا و اعادوا الصلاه بامام يظن ان له دعوة مستجابة
الحمد لله ان جنبنا اعادة الصلاة على المسيري فلم يقترب من جنازته منافق
طهر الرجل سريرته فطهر الله له جنازته
نسال الله ان يتقبله في الصالحين و يحشره مع النبيين و الصديقين و الشهداء و ان يغفر له خطاياه و ان يدخله الجنة دون حساب و لا سابقة عذاب

اللهم كما طهرت جنازة المسيري من المنافقين فاجعل في اعينهم سدا عن هذا المقال

تعليقات

التسميات

عرض المزيد