في التعامل مع القرآن العبرة بالتدبر و ليس كثرة القراءة


بواسطة محمد سعد حميده » الثلاثاء سبتمبر 02, 2008 7:03 am
ماذا سيكون تصرفك ان ابتلاك الله بابن بليد الذهن طلبت منه ان يقرا كتابا دراسيا فرفض فخبرته انك ستعطيه على كل صفحة يقراها جنيه فاذا به ينفذ امرك و يمر على صفحات الكتاب مرور الاغبياء و يتم عد الصفحات ثم يغلق الكتاب و يطلب منك ما وعدته بهو نحن في بداية شهر رمضان شهر النفحات الايمانية و القرآن
ستجد عشرات الملصقات و المواعظ التي تدعوك الى الالتزام بعدد معين من ختمات القرآن في رمضان
و ستجد من الزم نفسه بقراءة كم محدد من الاجزاء يوميا

ارجوك لا تسمع لهؤلاء الوعاظ الطيبين
ارجوك قاوم و بشدة اغراء الكم و الهاء التكاثر
لان ما قل و كفى خير مما كثر و الهى
القران للتدبر

اذن ما هو واجبنا مع القران في شهر القرآن
واجبنا هو التعايش مع القرآن و العيش به
هل رايت احدا من الناس يكلمك عن عدد مرات الشهيق و الزفير الواجبة عليك في اليوم و الليلة
ورد عن رسول الله و عن صحابته الكرام انهم كانوا يختمون القران باكمله احيانا في ثلاث ليال و احيانا يقوم الصحابي الليل كله لا يتلو فيها الا اية واحدة يظل يكررها و يحيي قلبه بها و ينهل منها المعاني الصافية لا يستطيع ترك الاية من جمال ما وجد فيها من رواء لعطش قلبه

تعامل مع كتاب الله كما تتعامل مع الماء الذي تتروي به عطشك و انهل منه قدر استطاعتك و طاقتك
يقول عبد الله ابن مسعود (لا يكون هم احدكم اخر السورة) اي ان يقرر المسلم لنفسه وردا ثابتا و انه سيقرا من سورة كذا الى سورة كذا و يكن هم القارئ انجاز ورده حتى يشعر بالاطمئنان كانه متعاقد على مقاولة
كما لا نجد في كتاب الله اية تحث على الاكثار من القراءة في حين نجد عشرات الايات التي تدعو الى تدبر القرآن (افلا يتدبرون القرآن اما على قلوب اقفالها )
(الم يئن للذين امنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله و ما نزل من الحق )

(لو انزلنا هذا القرءان على جبل لرايته خاشعا متصدعا من خشية الله )

و اول ايات سورة البقرة تصف القرآن بانه (هدى للمتقين ) اي سيجدون فيه ما يهديهم و يرشدهم للنجاح و الفلاح في الدنيا و الاخرة

كما نجد عشرات الايات و الاحاديث التي تحذر من عدم التفكر في ايات الله

كما نجد عشرات الايات و الاحاديث التي تدعو الى ان هذا الكتاب المنزل نزل للتطبيق
اي ان دورنا مع كتاب الله هو قراءة اياته قراءة من يريد ان يعرف ماذا قال الله في كتابه ثم اخذ قول الله كاوامر وجب تطبيقها
و الا فاننا نكون شبها لاهل التوراة (مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل اسفارا )

و نقع في التناقض بين ما نتلو و نقرا و بين ما نطبق و ننفذ (و تنسون انفسكم و انتم تتلون الكتاب )

لقد حان الوقت كي نشغل عقولنا المعطلة او المتفكرة في حل المسابقات و الفوازير
انزل الله كتابا الى خلقه كي يقرأه البشر و يعلموا ما فيه و يستجيبوا لنداء الله و يطبقون هذا الكتاب لينجحوا في الدنيا و الاخرة و في هذا يقول رسول الله
(من اراد الدنيا فعليه بالقران و من اراد الاخرة فعليه بالقران و من ارادهما معا فعليه بالقران )
فهل اذا امسك احدنا القران او اي كتاب و ظل يردد و يقرأ و يغمغم دون وعي هل سيحقق اي نجاح لو كان هذا ممكنا لكان الببغاء صاحب شأن و لكان الكمبيوتر او المسجل افضل من الانسان

كما اذكر نفسي قبل ان اذكركم يقول الامام في الصلاة قبل ان نبدا في الصلاة (ليس للمرء من صلاته الا ما عقل منها )
فليس في ديننا طقوس تؤدى بالجسد و تجلب الحظ لمجرد فعلها
و لهذا فان شرائع ديننا كلها لا تجب الا على عاقل و بعضها لا يجب الا على عاقل و حر ايضا

فاذا سالك احد الناس كم قرات اليوم من القران قل له
تقصد ما قرات بلساني ام تقصد ما قرات بعقلي و قلبي ام تقصد ما تقبله الله مني و وضع في ميزان حسناتي
فانك بذلك تدعوه الى مراجعة نفسه

و لا نستطيع ان نغفل ان كل حرف في كتاب الله يجازى عنه بعشر حسنات و هذا تشجيع من الله لقارئ القران حتى يكثر من القراءة
و لكن هل تحرك اللسان دون وعي تعد قراءة ام ترديد

اعاننا الله و اياكم على الانتفاع من كتاب الله العظيم

تعليقات

التسميات

عرض المزيد