هل التيه و فقدان البوصلة يؤثر على الحالة الايمانية ؟


بواسطة محمد سعد حميده » الأربعاء سبتمبر 10, 2008 6:47 am
هل الحالة الايمانية للانسان و للعاملين بمؤسسة ما لا تتاثر بحالة التيه و غياب التخصص و ضياع البوصلة ؟

هل الحالة الايمانية لا تقوم الا على الركن الوجداني فقط و لا تستند الى الجانب المعرفي و المهاري في الانسان و المؤسسة ؟

اليس اسناد الامر الى غير اهله من علامات الساعة و من امارات الفتن
و الفتنة اساسا سميت فتنة لما تفعله من فتنة العقول و القلوب حتى انها تجعل الحليم حيران
و من شواهد اسناد الامر الى غير اهله في المجتمع المصري (الفهلوة - بتاع كله - على ما تفرج - لغاية ربنا ما يحلها - افضل الموجودين - غياب التخصص)

اليس تحرك جند الله نحو المعركة الغلط او في التوقيت الغلط او في المنزل الغلط ثم تاخر النصر او غياب النصر يمثل لجند الله فتنة تجعلهم حيارى و مصدومين
او لم يقل اشرف جند الله من صحابة رسول الله بعد هزيمة احد (انى هذا) فرد عليهم الله سبحانه و تعالى في قرآن يتلى الى يوم الدين (قل هو من عند انفسكم ) و تبدا الايات في تصحيح المفاهيم لدى الصحابة حتى لا تفتن قلوبهم و اخذت الايات تبين لهم معايير النصر و الهزيمة و قوانين و سنن النصر و الهزيمة


حتى على مستوى الحياة الشخصية

اليس فهم احدنا لحديث على نحو خاطئ او تنزيله على الواقع بطريقة غلط اليست هذه تفتن قلبه
و من امثلة ذلك اعرف رجلا كان شاب ملتزما طيبا غاية في الطهر و الصدق كافح ليتزوج من ذات الدين و كان فهمه قاصرا في فهمه لكلمة ذات الدين على ذات الحجاب و قد كان الحجاب نادرا
فاذا به يتزوج من خضراء الدمن بل كانت اسوا من خضراء الدمن لان خضراء الدمن التي حذر منها رسول الله كانت المراة الجميلة في المنبت السوء و لكن صاحبنا تزوج من امراة دميمة (تصور نفسه يضحي في سبيل الله) في المنبت السوء حتى ان اسرتها كانت تتجر بالمخدرات
و راى صاحبنا في حياته من الويلات من جراء هذه الزيجة الغلط ما يكفي لفتنة مدينة و بالفعل ظلت عائلته باكملها تخاف و تكره كل من رفع للاسلام شعارا بسبب تاثرهم بتلك الزيجة الغلط

و اعرف نموذج اخر ترك كلية مرموقة و مركز اجتماعي متميز في ظروف غلط و فهم غلط و هو يظن نفسه مجاهدا في سبيل الله و تدهورت به الاحوال و ضربته موجات الحياه و مزقته كل ممزق

و غيره ممن تصور نفسه انه في موقف شبيه بابي بكر فاخرج كل ماله في موقف غلط و قال بثقة و ايمان كامل تركت لاهلي الله و رسوله و اذا بالله لم يخلف عليه
اوليس هذا فتنة له و لاهله و لمن حوله

و ما هو حال من قيل له هذه وصفة من الطب النبوي لعلاج مرضك فزادت علته عللا و اضاعت ما تبقى له من عافية و صحة او ليس هذا فتنة له و لمن حوله و تركت له بؤرة شك في قلبه

او لم تكن غلطة العابد يوم ان قال لقاتل التسعة و تسعين نفسا ليس لك توبة او لم تكن سببا لفتنة القاتل الراغب في التوبة و سببا في مقتل العابد و السبب ان العابد افتى فيما يظن ان له به علم (غياب تخصص)

كل ما ذكرت باعلى كانت مجرد امثلة من واقع الافراد و الجماعات تسبب فيه التيه و غياب الرؤية الى زلزلة و فتنة قلوب مؤمنة و صد عن سبيل الله لقلوب كانت مستعدة للايمان

فليست كل المشكلات الايمانية تحل بصلاة ركعتين في جوف الليل
بل هناك من المشكلات الايمانية ما يكون حله ان يرد الى اهل الذكر و الاختصاص فان غابوا او همشوا او حوصروا او حيل بينهم و بين صاحب الحاجة فساعتها لن تحل المشكلة الايمانية النفسية صلاة ركعتين و لا تلاوة ختمتين و لا ينبئك مثل خبير

تعليقات

التسميات

عرض المزيد