عندما يؤذي المسجد جيرانه في رمضان فمن يعظ الناس ؟


بواسطة محمد سعد حميده » الثلاثاء سبتمبر 23, 2008 5:14 pm
يبدو ان الكبت و استشراء الفساد في المجتمع واحساس الغيورين بأن الاسلام اصبح مهدد كما احس الافراد ايضا بأن كياناتهم تتعرض لخطر الابادة فاصبح هناك سلوك هستيري عجيب و رغبة عارمة في الصراخ لاثبات الذاتفي المسجد ترتفع اصوات مكبرات الصوت لاقصى درجة و اعلى موجة صدى ليتعرض جيران المسجد الى اقسى و اقصى ايذاء من نوعه
و لا ادري كيف نسي الواعظ وامام التهجد ان امراة ذكرت عند رسول الله بانها كانت صوامة قوامة ولكنها تؤذي جيرانها فقال انها في النار
شهر القرآن

خطبة الجمعة غارة مدوية يعلن من خلالها الخطيب ان الاسلام لازال موجودا
و يعلن من خلالها عامل المسجد المسئول عن مكبر الصوت ان مسجدنا اجدع مسجد وان ماكينة الصوت لدينا اشد ماكينة
اصحاب المحلات يعلنون بدورهم ولسان حالهم يصرخ قائلا (اصحي يا بشرية نحن في رمضان ) و كلما قلت المبيعات ارتفعت الاصوات لتؤكد ان هذا هو الموسم خشية ان تكون الناس قد نست او ان تكون الجيوب قد خلت او ادخرت
سائق الميكروباص يعلنها مدوية في الافاق : يا قوم انا مسلم ..... صمت اذن الدنيا ان لم تسمع لنا .... يا دنمارك انا مسلم رغم كيد الكافرين .... يا بشر انا مسلم ...صحيح انا منظري سئ و شعري و ملابسي تتشبه بابطال المصارعة الحرة وصحيح السيجارة في فمي وصحيح لساني بذئ و صحيح اني مستغل و مضيع فروض ديني لكني اصرخ واقول يا قوم انا مسلم وكلما استشعر الرجل بعدا عن الدين احتاج الى اعلان اكثر واوضح عن حقيقة اسلامه
وبعد نهاية رمضان
سيصرخ الجميع
سيصرخ التاجر باعلى مكبر صوت يا بشرية رمضان انتهى فكوها بقى
و سيصرخ السائق يا قوم انا مبسوط ولازم الدنيا تنبسط لانبساطي
و عندما تضايقه الحياه يعلنها للبشرية جمعاء انا حزين و لازم الكل يكون حزين
(قصر جراح اتهد على اللي بانيه)
وينقطع صوت المسجد او يخفت يظل امام المسجد يكبت في قلبه و يبكي الايام الخوالي ايام كان صوت المسجد مصحصح المنطقة من وقت الظهيرة و من بعد صلاة العشاء و بعد منتصف الليل للتهجد و قبل اذان الفجر و في كل الاوقات التي نص القران على اعتبارها من اوقات السكينة
يتذكر الامام وعامل المسجد ومسئول الميكرفون ويرفعون اكفهم داعين الله اللهم تقبل منا رمضان اللهم بلغنا رمضان القادم
و يدخل موسم اعلان الافراح وما ادراك ما الافراح بداية من اسماء الله الحسنى في غير موضعها و حتى يرقص شباب و بنات عائلات العروسين على انغام الطرب الاصيل و الكلمة الراقية و المعاني السامية و التهنئة الرقيقة للعروسين حين تعزف سيمفونية اغنية (دي عيلة واطية و نصابة)
كل هذا في مكبرات الصوت
يجب ان يعلم كل حاسد و حاقد ان فلان ابن فلان تزوج يا ولاد الـ........ و ان فلانة المحسودة تزوجت يا ولاد الـ...........
و ان اللي مخدتهوش القرعة اخدته ام شعر
و ان على المغتاظ و المتضرر ان يعلم ان صرخة الفرح ستظل مدوية خفاقة تصم اذان من اغلق عليه بابه و شباكه و وضع السدادات في اذنه و ان الجميع يجب ان يشارك و من كان مغلول او حسود فعليه ان يغادر المنطقة تماما حتى تضع الفرحة اوزارها
ليبدأ سرادق عزاء لميت من اسرة يعلم الجميع مدى تفرقها و خيبة املها و قطعهم لارحامهم و مدى عقوقهم لابائهم و ياتي سرادق العزاء فرصة لتعلن العائلة مدى سطوتها و انها ستاتي باعلى المقرئين صوتا و اشد الميكرفونات ازعاجا و اكثر الفراشات و السرادقات تعطيلا للمرور ليعلم الجميع ان الميت من كبار السادة المتوفين و ان عائلته لم تقصر ابدا في مجاملته و الحفاظ عليه حيا و ميتا و ان العائلة على قلب رجل واحد لا تقبل المزايدات و المهاترات و تشكيك المشككين

ولا نحتاج ان نتحدث عن عشاق المفرقعات من اطفالنا و شبابنا الحلوين و البمب و صواريخ سام 6 المنطلقة في كل ايام و ليالي شعبان و رمضان و شوال
اما اخواننا المراهقين ومحاولاتهم المستميتة لايجاد سيارة (مسروقة - مستعارة - مستاجرة) للتفحيط و الدوران بها امام اي بيت به فتيات و لابد دائما و ابدا من سارينة الشرطة و انذار الاسعاف و تنبيه المطافئ تنطلق من السيارة
هذا فضلا عن الصبيان من اصحاب الدراجات التي تحمل بوق سيارة نقل
و التكتك الصارخ بالوانه و اصواته و حركاته:"يوضع سره في اضعف خلقه"
الجميع شبابا وشيوخا نساءا واطفالا تجارا و دعاه اميين ومثقفين يرفعون شعارا "انا صاخب اذن انا موجود"
نريد ان نستبدلها باية تظهر في سلوكنا "وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض"

تعليقات

التسميات

عرض المزيد