وعي الفلاح المصري في مثل (حمارتك العرجة)
بواسطة محمد سعد حميده » السبت يناير 31, 2009 7:59 am
عالم الاجتماع الجزائري مالك بن نبي قسم الافكار الى افكار فعالة و افكار ميتة (تلك الافكار التي نرثها او نستوردها و ليس لها فائدة في ظروفنا حيث انقضت مدة صلاحيتها او شروط فعاليتها) وافكار اخرى مميتة (و هي تلك الافكار التي قد تقتل صاحبها او تسبب له او لمجتمعه الضرر ان هو حملها في راسه مع انها كانت صالحة في وقت ما لكن لظروف الزمن او المكان فقدت صلاحيتها و تحولت من دواء نافع الى سم قاتل)
و وفقا لهذا فاننا نحمل موروثا رائعا و دورنا ان نتعامل معه بايجابية و فرز و هذا ما سنراه في مشهدين المشهد الاول
منذ سبع سنوات و تحديدا يوم 21 ابريل 2002 كنا نقدم واجب التواصل (و لا نقول العزاء) لاهل الشهيد المصري ميلاد محمد حميدة في قرية نجع القنيشات مركز الدلنجات بمحافظة البحيرة
ذلك الشهيد الشاب ابن الفلاحين الذي حاول عبور الحدود نحو اهلنا في فلسطين ليشارك في المقاومة و تلقى رصاصات اسرائيلية استشهد على اثرها
كانت قرية الشهيد بعيدة جدا عن مظاهر المدنية و مناطق العمران حتى انك بعد ان تنزل من اخر وسيلة مواصلات فانك تسير على قدميك في طريق ترابي ما يقارب 4 كم حتى تصل الى قرية الشهيد التي لم يكن بها من مظاهر الحداثة الا جهاز دش واحد فقط في احد بيوت القرية منه كانت القرية تتابع اخبار اهلنا في فلسطين
في هذا المكان النائي و نحن نؤدي واجب التواصل مع اسرة الشهيد علمنا بهذه الواقعة البسيطة و العميقة في نفس الوقت
اثناء العزاء كان هناك تواجد اعلامي مكثف من الصحف العربية و الامريكية
و في حوار طويل بين الفلاح البسيط الطيب و بين اعلامي امريكي من الوزن الثقيل جدا و بعد ان افاض الفلاح البسيط في وصف مشاعرنا تجاه مقتل اطفالنا في فلسطين (و كان وقتها اقتحام مخيم جنين في الضفة الغربية) اراد الاعلامي الامريكي ان يستغل الفلاح البسيط الطيب و يشوه صورتنا الاعلامية لدى الغرب فباغت الاعلامي الفلاح بسؤال ماكر :
ماذا كان شعورك عند انهيار البرجين في 11 سبتمبر ؟
اشفقت على الفلاح من سؤال الاعلامي الذي ادركت تماما مكر سؤاله و كيف سيسوق الاجابة في اعلامه المعادي
فاذا برد دبلوماسي قوي بل من اقوى الردود الدبلوماسية التي قراتها او سمعتها في حياتي
امسك الفلاح الطيب بيد الاعلامي الامريكي من عند معصمه (المنطقة التي يسخدمها الاطباء في جس نبض المرضى) في حركة خاطفة و تلقائية و رد على السؤال الماكر باجابة لا تقل مكرا و دهاءا : انت شعرت بايه لما القوات الاسرائيلية اقتحمت جنين و قتلت الاطفال
نفس الشعور الذي شعرت انت به و شعر به الرئيس بوش تجاه اطفال جنين هو الذي شعرناه يوم انهيار البرجين
و من حينها ادركت بالمثال العملي التجريبي ان الثقافة و التعليم قد تكون سلبية و مميتة اذا قتلت الابداع و النقاء الفطري لدى الانسان و ان الثقافة الحقيقية هي التي تنضج الفطرة و تهذبها و ليست ما يقتل الفطرة و تضع مكانها فئران و ثعابين ملونة
و المفاجاة انني اليوم و انا احاول استعادة الذكرى و التاريخ فبحثت في الانترنت فوجدت بالصدفة تعليق لخبير امريكي لا يهمني تعليق الخبير و لكن ما يهمني في اي موضوع هو خبير
انه يحمل خبرة و درجة دكتوراه في طبائع قبائل اولاد علي (تلك التي ينتمي اليها الشهيد و اسرته) فتأكد لدي ان ما نستهينه من قوتنا هو لدى الاخرين موضع دراسة و تخطيط و تفرغ
**********************************************************
المشهد الثاني : حوار الطريف
حيث تحدث احد المتحمسين لنصرة المقاومة في غزة عن اهمية سلاح الصواريخ القسامية و قال ان سر قوتها في بدائيتها حيث انها لم تنبت من تكنولوجيا الغرب و بالتالي من الصعب جدا صناعة مضاد لها
ثانيا: لان المقاومة اذ تصنع جزء من سلاجها بيدها و من مقومات البيئة فان هذا فيه بعد استراتيجي الا و هو الحفاظ على حركة المقاومة ان تكون مرهونة بجهة تمولها من خارجها كما حدث من قبل للمجاهدين الافغان و حدث لمنظمة التحرير الفسطينية قديما حين كان كل فصيل يتم دعمه من دولة مما ادى لصراعات عنيفة كان الاردن و لبنان مسرحا لها
و قد وعي الفلسطينيون الدرس فاصبحوا يستخدمون خامات و فعاليات البيئة بدرجة اكبر في مقاومتهم
بدءا من الحجارة و مرورا بالمقلاع (نبلة) و السكين ثم استخدام الشهداء لاجسادهم و مرورا بالمحطة الحالية صواريخ محلية الصنع
و هنا رد شخص مؤمنا على كلام المتحدث : صحيح حمارتك العارجة تغنيك عن سؤال اللئيم
: و لكن يا حاج الصواريخ بدائية و نادرا ما تقتل احد
: يا بني العيار اللي ميصيبش يدوش
و ارضك اللي مالكش رجل فيها يضيع حقك فيها
فعلا صواريخك البدائية تغنيك عن ضغوط الممولين
كما اغنتنا خراطيم المياه في حرب رمضان عن تحكمات الشرق و الغرب
فهل يعي صناع القرار في بلادنا العربية و رجال الاعلام في وطننا العربي هذا البعد الاستراتيجي في هذا المثل الفلاحي
و هل نعيد الاعتبار الى حكمة الاجداد و نتحول من جلد الذات الى مراجعتها ؟
الله يخرب بيت المتثاقفين في دماغهم فئران و ثعابين
اللهم امين
و وفقا لهذا فاننا نحمل موروثا رائعا و دورنا ان نتعامل معه بايجابية و فرز و هذا ما سنراه في مشهدين المشهد الاول
منذ سبع سنوات و تحديدا يوم 21 ابريل 2002 كنا نقدم واجب التواصل (و لا نقول العزاء) لاهل الشهيد المصري ميلاد محمد حميدة في قرية نجع القنيشات مركز الدلنجات بمحافظة البحيرة
ذلك الشهيد الشاب ابن الفلاحين الذي حاول عبور الحدود نحو اهلنا في فلسطين ليشارك في المقاومة و تلقى رصاصات اسرائيلية استشهد على اثرها
كانت قرية الشهيد بعيدة جدا عن مظاهر المدنية و مناطق العمران حتى انك بعد ان تنزل من اخر وسيلة مواصلات فانك تسير على قدميك في طريق ترابي ما يقارب 4 كم حتى تصل الى قرية الشهيد التي لم يكن بها من مظاهر الحداثة الا جهاز دش واحد فقط في احد بيوت القرية منه كانت القرية تتابع اخبار اهلنا في فلسطين
في هذا المكان النائي و نحن نؤدي واجب التواصل مع اسرة الشهيد علمنا بهذه الواقعة البسيطة و العميقة في نفس الوقت
اثناء العزاء كان هناك تواجد اعلامي مكثف من الصحف العربية و الامريكية
و في حوار طويل بين الفلاح البسيط الطيب و بين اعلامي امريكي من الوزن الثقيل جدا و بعد ان افاض الفلاح البسيط في وصف مشاعرنا تجاه مقتل اطفالنا في فلسطين (و كان وقتها اقتحام مخيم جنين في الضفة الغربية) اراد الاعلامي الامريكي ان يستغل الفلاح البسيط الطيب و يشوه صورتنا الاعلامية لدى الغرب فباغت الاعلامي الفلاح بسؤال ماكر :
ماذا كان شعورك عند انهيار البرجين في 11 سبتمبر ؟
اشفقت على الفلاح من سؤال الاعلامي الذي ادركت تماما مكر سؤاله و كيف سيسوق الاجابة في اعلامه المعادي
فاذا برد دبلوماسي قوي بل من اقوى الردود الدبلوماسية التي قراتها او سمعتها في حياتي
امسك الفلاح الطيب بيد الاعلامي الامريكي من عند معصمه (المنطقة التي يسخدمها الاطباء في جس نبض المرضى) في حركة خاطفة و تلقائية و رد على السؤال الماكر باجابة لا تقل مكرا و دهاءا : انت شعرت بايه لما القوات الاسرائيلية اقتحمت جنين و قتلت الاطفال
نفس الشعور الذي شعرت انت به و شعر به الرئيس بوش تجاه اطفال جنين هو الذي شعرناه يوم انهيار البرجين
و من حينها ادركت بالمثال العملي التجريبي ان الثقافة و التعليم قد تكون سلبية و مميتة اذا قتلت الابداع و النقاء الفطري لدى الانسان و ان الثقافة الحقيقية هي التي تنضج الفطرة و تهذبها و ليست ما يقتل الفطرة و تضع مكانها فئران و ثعابين ملونة
و المفاجاة انني اليوم و انا احاول استعادة الذكرى و التاريخ فبحثت في الانترنت فوجدت بالصدفة تعليق لخبير امريكي لا يهمني تعليق الخبير و لكن ما يهمني في اي موضوع هو خبير
انه يحمل خبرة و درجة دكتوراه في طبائع قبائل اولاد علي (تلك التي ينتمي اليها الشهيد و اسرته) فتأكد لدي ان ما نستهينه من قوتنا هو لدى الاخرين موضع دراسة و تخطيط و تفرغ
**********************************************************
المشهد الثاني : حوار الطريف
حيث تحدث احد المتحمسين لنصرة المقاومة في غزة عن اهمية سلاح الصواريخ القسامية و قال ان سر قوتها في بدائيتها حيث انها لم تنبت من تكنولوجيا الغرب و بالتالي من الصعب جدا صناعة مضاد لها
ثانيا: لان المقاومة اذ تصنع جزء من سلاجها بيدها و من مقومات البيئة فان هذا فيه بعد استراتيجي الا و هو الحفاظ على حركة المقاومة ان تكون مرهونة بجهة تمولها من خارجها كما حدث من قبل للمجاهدين الافغان و حدث لمنظمة التحرير الفسطينية قديما حين كان كل فصيل يتم دعمه من دولة مما ادى لصراعات عنيفة كان الاردن و لبنان مسرحا لها
و قد وعي الفلسطينيون الدرس فاصبحوا يستخدمون خامات و فعاليات البيئة بدرجة اكبر في مقاومتهم
بدءا من الحجارة و مرورا بالمقلاع (نبلة) و السكين ثم استخدام الشهداء لاجسادهم و مرورا بالمحطة الحالية صواريخ محلية الصنع
و هنا رد شخص مؤمنا على كلام المتحدث : صحيح حمارتك العارجة تغنيك عن سؤال اللئيم
: و لكن يا حاج الصواريخ بدائية و نادرا ما تقتل احد
: يا بني العيار اللي ميصيبش يدوش
و ارضك اللي مالكش رجل فيها يضيع حقك فيها
فعلا صواريخك البدائية تغنيك عن ضغوط الممولين
كما اغنتنا خراطيم المياه في حرب رمضان عن تحكمات الشرق و الغرب
فهل يعي صناع القرار في بلادنا العربية و رجال الاعلام في وطننا العربي هذا البعد الاستراتيجي في هذا المثل الفلاحي
و هل نعيد الاعتبار الى حكمة الاجداد و نتحول من جلد الذات الى مراجعتها ؟
الله يخرب بيت المتثاقفين في دماغهم فئران و ثعابين
اللهم امين
تعليقات
إرسال تعليق