هل نؤمن بالتدرج في الاصلاح السياسي ؟


الاصلاح الاجتماعي
الاصلاح السياسي
في احيان كثيرة عند الحوار عن الاصلاح ندخل في جدل عقيم عن
الاصلاح من فوق ام من تحت
ايهما اولا الاصلاح السياسي ام الاجتماعي
التربية ام التغيير السياسي
الفرخة ام البيضة

هذه النوعية من الجدل عقيمة جدا لانها قاصرة النظر و لا تنظر للحياه بشمولها و عمومها و تداخلها و تفاعلها

و ما يهمنا الان هو الحوار حول التدرج في الاصلاح السياسي
لاننا ان اقتنعنا بان الاصلاح السياسي مثله مثل كل مجالات الحياه يحتاج الى تدرج و تتابع فاننا سننصرف عن الجدل العقيم و نبدا الفعل العظيم

حيث ان الكثيرين منا يؤكدون ان زمن الاصلاح السياسي لم ياتي بعد لان شعوب امتنا لم تزل بعد لا تستحق ان يحكمها عمر بن الخطاب و ان شعوبنا تحتاج الى عدة قرون من التربية و التاهيل لتكون مؤهلة لاحداث تغيير سياسي حقيقي
اصحاب هذا الراي غالبا يحكمهم تصور عجيب ان الامة عندما يتم صلاحها ستستبدل الطغاه بالتقاه بهذه البساطة

هذا التصور البدائي يتجاهل تعريف السياسة نفسها بانها فن تحقيق الممكن في حدود ما هو متاح

لا نريد ان نضيق واسعا او نبالغ في التصورات الحالمة

قد يكون من الاصلاح السياسي مثلا ان تتاح حرية التعبير فقط
و قد يكون من درجاته اقناع الحاكم او الضغط عليه ليفصل بين السياسة و الادارة مما يتيح لنواب الشعب محاسبة الوزراء و اسقاطهم اذا افسدوا دون المساس بشخص الحاكم
كل هذه امثلة لخطوات يمكن النضال و الجهاد السياسي من اجل تحقيقها
و يمكن تحقيقها اذا وضعت كمشروع سياسي له خطة و اهداف و دراسات
و لا يشترط ان ننتظر حتى يصير الشعب ثلة من خيار الصحابة حتى ندعوا الى تاجيل تلك الخطوات الى ما بعد نضج الشعب و محو اميته
بل كيف يتاتى لاي كيان اصلاحي في الدنيا ان يقيم اي اصلاح اجتماعي ما لم تكن هناك فرجة سياسية و مقومات اقتصادية و قانونية و اعلامية لهذا الاصلاح

عمليات الاصلاح متكاملة و ليست تبادلية حتى نتخيل انه يمكننا ان نغلق مسار من اجل الاخر
لا يمكن

كما ان عمليات الاصلاح متدرجة و متتابعة و ليست كتلة واحدة

و تبقى النقطة الاهم و هي التفاضل بين اوجه الاصلاح حيث يتنافس الناس في الكلام عن تفضيل مجال عن مجال او تغليب مجال عن مجال
و الرد على التصور في منتهى البساطة هي فكرة فروض الكفايات (فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين و ينذروا قومهم)
اي ان الاصلاح العلمي و الحضاري و السياسي و الاجتماعي و الاقتصادي كلها اوجه اصلاح مطلوبة بلا تفضيل او تقديم او تغليب احدهم على الاخرين
اهم ما في الامر ان يتم توزيع طاقات العاملين على اوجه الاصلاح بطريقة مناسبة و عادلة و وفق خطة مدروسة او وفق اليات المجتمع و ميول الافراد و الجماعات و المؤسسات
في اي المجالات اعمل بصفتي كفرد من الامة
يحكمني كفرد معيارين
معيار سد الثغر و معيار الكفاءة

معيار سد الثغر
قد يكون هناك مجال لا يمثل اولوية قصوى للامة و لكن لا احد يعمل فيه و لم تنتبه له الامة فعلي ان اتوجه للثغرات لاسدها
و هذا المعيار مهم جدا و غائب عن وعينا
حيث اننا نبحث عن المجال الذي اتجهت اليه اغلب الجهود و نذهب للعمل به رغم انه قد لا يحتاج الى مزيد من العاملين و ربما تكون هناك مجالات اخرى مفتوحة ليس فيها جهد يبذل

المعيار الثاني
الكفاءة

قد تكون الامة في اشد الحاجة لعالم فقيه في امور الشرع لكن مقوماتي الشخصية تتيح لي ان اكون اديب او طبيب و اتضح بعد البحث و التقصي انني لن استطيع سد الثغر في مجال العلم الشرعي
اذن علي ان ابحث عن مجالي الذي يسرني الله للعمل به (كل ميسر لما خلق له)

كانت هذه خواطر سريعة و تلقائية عن الاصلاح عموما و الاصلاح السياسي خصوصا و علاقته بباقي اوجه الاصلاح






تعليقات

التسميات

عرض المزيد