الصمود في وجه حراس التخلف

الصمود في وجه حراس التخلف

حراس التخلف مصطلح سمعته من د/سيد دسوقي حسن المفكر الاسلامي و رئيس قسم هندسة الطيران جامعة القاهرة
و للمصطلح دلالات متعددة
من اهمها ان التخلف في بلادنا ليس حالة طبيعية من حالات امتنا يمكن الشفاء و التعافي بمجرد الاخذ باسباب التقدم و الرقي و انما هناك من يحرص على ابقائنا متخلفين و يعين حراسا لهذا التخلف
حراس التخلف هم اعداء اي نجاح تحققه امتنا
و لحراس التخلف مجالات عدة يعملون بها (التعليم و الصحة و الاعلام و الفن و الاقتصاد و السياسة)
هنا ساهتم بفرع واحد من فروع نشاط حراس التخلف
حراسة التخلف السياسي لمصر
ان كان نظام الحكم في مصر متخلف باتفاق المهتمين بالشان السياسي المصري فلا داعي لمزيد من الاثبات في هذا الشأن لان من لم يقتنع بتخلف النظام السياسي المصري فلن يكفيه مقال

و لكنني اريد ان الفت النظر الى حالة التخلف السياسي لدى النشطاء السياسيين من اطياف المعارضة المصرية
فقد نجح حراس التخلف تماما في تفريغ المعارضة المصرية من اي قدرة على النجاح
فقد صنع حراس التخلف مرشحات و صمامات قوية و متتابعة
حيث يقيم النظام مجموعة من الصمامات و المرشحات لاظهار المعارض الاضعف و الابقاء على الاقوى خارج الحلبة و خارج اطار الشرعية
و بالنسبة للضعفاء ممن سمح لهم النظام ان يدخلوا الحلبة السياسية فانه يختار الاغبى ثم يختار من بين الاغبى الاقل امانة ثم يختار من بين الضعفاء الاغبياء قليلي امانة الاقل كرامة
ثم بين هؤلاء الاقل شجاعة

و الاختيار لا يكون عن طريق التعيين و لكن عن طريق الاستبعاد
استبعاد الاقوى ثم استبعاد الاذكى ثم استبعاد الامين ثم استبعاد العزيز ثم استبعاد الشجاع

و وسائل الاستبعاد متعددة و عن طريق عدة صمامات

صمام التخلف الاول :الوسيلة التقليدية (الاعتقال و البطش ) وضع سيف الطوارئ على من يريد الدخول الى لعبة السياسة وفق شروطه هو و لا يقبل ان يدخلها وفق شروط حراس التخلف كاملة

صمام التخلف الثاني : وسيلة الاغراء المشروط : تعالى قل رايك بكل حرية و ربما نكافئك و نعطيك مقر و رخصة و اعانة مالية بشرط
1- ان تستاذن اولا
2- ان تسكت في الوقت المناسب
3- ان تستبعد فلان من القيادة لانه مستفز (استبعاد اكثر العناصر كفاءة ادارية)
4- ان لا تتشاور مع فلان لانه مغضوب عليه (فلان هنا صاحب اراء سديدة)
5- ان لا تترك فلان يسمم عقل شبابكم لان افكاره خطيرة (فلان هنا مفكر صاحب بصمة عجز عن التحرك بافكاره فقرر انه يتركها لاحد بعده لعل شباب الجيل القادم يستطيع فعل ما عجز عنه)


الصمام الثالث : الترهل على دكة الاحتياط
بعد ان يتم افراغ كل تيار من العناصر النشطة القادرة على النجاح يبقى خطر تبلور هذه العناصر المطرودة و محاولة تكوين جزر تنمية جديدة
و هنا تاتي اهمية هذا الصمام صمام دكة الاحتياط الذي يؤدي الى ترهل هذه العناصر و تحويلها الى عواجيز فرح و اصحاب خبرات و انتقادات مترهلة غير مقنعة للاعبين الضعفاء الاغبياء (الذين سمح لهم حراس التخلف باللعب)
و مع الوقت تزداد الفجوة بين اللاعبين بلا خطة و بين الافكار التي يزداد ترهلها لبعدها عن التطبيق
و كلما زاد الضعف و اسودت الامور يزداد الصراخ و الاستنفار الموجه للجمهور (افيقوا يا سلبيين يا ساكنين يا ساكتين)
يستجيب بعض الجمهور للصراخ فياخذ مكانه اما بجوار اللاعبين بلا خطة و اما بجوار المترهلين بلا لعب

صمام التخلف الرابع : فرق تسد: انى يكون له الملك علينا و نحن احق بالملك منه
وفق هذا الصمام يتم اخراج اسوا مافي كل تيار تجاه التيار الاخر
مما يؤدي لخوف المسيحيين من الاخوان و خوف الاخوان من الناصريين و خوف الناصريين من الاخوان و ساعة الجد تجد الحزب الوطني اقرب للاخوان من الكنيسة و اقرب للناصريين من الاخوان و اقرب للكنيسة من الجميع

و داخل كل تيار تجد مجموعات و داخل كل مجموعة تحت السلم تجد صراع على القيادة حتى و لو كانت القيادة على 6 افراد
[صورة مرفقة: f1.jpg]

المشكلة في حالة وجود حراس للتخلف و التيه اننا لدينا عدوين
التخلف و حراس التخلف
فاذا قضينا على حراسه سنظل متخلفين و لكن ساعتها يمكننا عن طريق التجربة و الخطأ ان نستلهم الطريق الصحيح
فتخبط الاعمى في طريقه المظلم افضل من اخضاعه لدليل مجرم
[صورة مرفقة: f1.jpg]

الشق الثاني و المهم في الموضوع
هو توصيف الحل بعد توصيف المشكلة حتى لا نقع في دائرة عواجيز الفرح الذين يقفون عند النقد و فقط دون بذل الجهد في توصيف الحل

الحل في كلمة موجزة
اذا كان حراس التخلف يملكون القوة المادية و المساندة الاجنبية
فعلينا (كدعاة نهضة) ان نملك القوة النفسية و ايمانية و نستند الى مساندة الهية و ايمان بحقوقنا و مواهبنا و قدراتنا التي يخشاها العدو فلم يكتفي بانهاكنا و تركنا مثخنين بالجراح و انما ترك فينا من يحرس الجراح و يعمقها

الحل تفصيلا
حراس التخلف يقفون كحجر عثرة في طريق نهضتنا و يخضعوننا لشروط لعبتهم مستخدمين قوتهم المادية و شعورنا بالضعف و الاضطرار الى الدخول الى لعبتهم و مرشحاتهم و صمامتهم دون اعتراض او مراجعة

لست ادعوا للصدام مع حراس التخلف
و لست ارفض مبدا التداخل معهم اذ ان التداخل معهم ضروري لانهم ولاة الامور و بيدهم تصريف الحياه
ارى الامر وسطية بين الصدام معهم و بين الانصياع التام لقوالبهم المصممة لقصم ظهورنا و كسر احلامنا و اجهاض نهضتنا
لنكن أقوياء في مواجهة البطش
و ليست القوة في الثبات امام البطش فقط و لكن في عدم المزايدة على الاخرين و في عدم قبول مزايدات الاخرين فلا ادخل معركة اكبر من طاقتي النفسية فاذا علمت ان السجن سيحطم نفسيتي فلا اصعد معركتي لمرحلة السجن و لا انكر على من تتحمل نفسيته ان يفعل
و ان جادت نفسي بدفع القليل فلاعترف بقدراتي النفسية و لا اسفه عطاءات الاخرين او المزايدة عليهم او قبول مزايداتهم علي
علي ان احتفظ بطاقتي النفسية و استثمارها قدر طاقتي العقلية

لنكن أقوياء نفسيا حين نفكر في عروض و صفقات حراس التخلف و لا يحملنا ضعفنا و قوتهم على قبول شروطهم بلا حد ادنى من تحفظات

لنكن أقوياء نفسيا اذا ما وجدنا مجتمعاتنا و مؤسساتنا تلفظنا استجابة لحراس التخلف
قوتنا في مقاومتنا اولا ثم الحفاظ على كياننا اذا لفظنا ثانيا { ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين } (آل عمران:139)

لنكن اقويا في مواجهة الاغراءات المشروطة
فما قدم حراس التخلف لنا اغراء الا اذا كانوا يعلمون اننا نستطيع ان نحصل عليه بانفسنا فقرروا ان يعطونا اياه طواعية خوفا من جهادنا للحصول على الاكثر

لنكن أقوياء في اخوتنا فلا نضحي باخ او صديق او فصيل او فريق بسبب ضغط مادي

لنكن أقوياء لو خذلنا الاخرون فمن يتوكل على الله فهو حسبه

لنكن أقوياء اذا وجدنا انفسنا على دكة الاحتياط فلا نركن للترهل فعلينا السعي و الجري و لو في المحل
فها هو يوسف عليه السلام خرج من السجن ليحكم الارض ماذا لو ترهل يوسف في السجن لجاع و مات هو و السجان و الرعية و كل الظالمين و المظلومين ايضا

ان مع العسر يسر ليست مجرد مواساة من الله لعباده بل هي سنة من سنن الكون
فما من حدث الا و له وجه ايجابي
كما ان هناك جاذبية ارضية تجتذب الاجسام و تحول دون الاقلاع و الطيران هناك قوانين الهواء و الحركة التي ترفع الاجسام
فاذا سخر الطائر قوانين الحركة اقلع و ان سخر قانون الجاذبية هبط و اذا فشل في تسخير الاثنين سقط و انكسر

و لنكن أقوياء في مواجهة دعاة الفرقة
و كما استطاع حراس التخلف ان يفرقوا بيني و بين حلفائي انا ايضا املك عقلا و قلبا استطيع ان اهيه لاحتواء الجميع
علي ان اكون واسع الافق بعيد النظر فاذا كان رفيقي في الصف قمة امله ان يرفع لافتته على عمل قمت انا به ليفتخر على حسابي فلا مانع بشرط ان ينجح العمل
و لندفع بالسيئة الحسنة
و لنخالق الناس بخلق حسن
نعم انها امور صعبة و لكنها ليست مستحيلة على من استقوى بالله و توكل عليه
و لنجاهد في الله حق جهاده
و لكن جهادا مدنيا بالحكمة و الموعظة الحسنة
جهاد كلمة الحق في وجه حراس التخلف
و من يتوكل على الله فهو حسبه ان الله بالغ امره
و لينصرن الله من ينصره ان الله لقوي العزيز



تعليقات

التسميات

عرض المزيد