الاصلاح السياسي بين الثورة و التربية و الجهاد المدني
الشغل الشاغل للمصلحين في امتنا هو التفكير في مخرج من الازمات السياسية المتمثلة في وجود حكام مصالحهم في تضاد تام مع مصالح شعوبهم
يرى البعض ضرورة الحل الثوري على اعتبار ان السمكة تفسد من راسها و ان الراعي اذا استقام استقامت الرعية
و يرى اغلب انصار هذ الرؤية انها للاسف غير ممكنة حاليا لان الشعوب خاملة و غير قادرة على تحمل تضحيات الثورات و يلقون بعبء الفساد الموجود على سلبية الشعوب التي استكانت استكانة الشاة لذابحيها
و غاب عن اصحاب هذه الرؤية كيف تتحول هذه الشعوب السلبية من وجهة نظرهم الى اسودا اذا ما تعرضت بلادها لاحتلال اجنبي و يتقدم العشرات من الشباب يوميا لتنفيذ عمليات استشهادية ليس لها نظير الا في شعوب المسلمين
فكيف نتهم امتنا بالسلبية و من يكون ايجابيا اذن اذا كانت امة الاستشهاديين امة سلبية خاملة خانعة
و يرى بعضنا اهمية الاصلاح من اسفل عن طريق التربية و اعادة تاهيل الشعوب و هو الحل المطروح منذ 110 سنة بقوة على يد الزعيم مصطفى كامل و اكتسب هذا الحل قوة اضافية بتبني الامام محمد عبده له و توافق الاخوان المسلمين عليه و كذلك الكثير من التيارات الدينية الاخرى بالاضافة الى الشيوخ و الخطباء الازهريين الذين يرددون في مجالسهم العامة و الخاصة مقولة صائبة و ان كان البعض يراها تقال في غير موضعها (ان الاصلاح يبدا من النفس و كيفما تكونوا يولى عليكم و يتم الاستدلال بالاية الكريمة ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم)
الحل الثوري اسوا الحلول من وجهة نظري
و الثورات اغلبها تحولت الى تاريخ دموي سئ
و ربما تكون الدماء التي تسيل بعد الثورات اكثر و انكى و اشد من الدماء التي تسيل قبلها و اثنائها
معظم النظم السياسية التي تحترم شعوبها الموجودة في العالم اليوم لم تقم عن طريق الثورات و لا اعادة تربية الشعوب من الصفر
و انما عن طريق بناء التوازن المؤسسي
في الولايات المتحدة الامريكية لم يستطيع بوش ان يتمسك بالسلطة و الامتناع عن تسليم الرئاسة لاوباما
ليس لان بوش رجل لديه تقوى عمر بن الخطاب
و ليس لان الشعب الامريكي شعب شجاع مستعد للتضحية و الجهاد بالنفس و المال من اجل الحفاظ على ديمقراطيته
و ليس لان الشعب الامريكي متربي على الاسلام و يصلي الفجر في جماعة
و لكن لان في امريكا مؤسسات و نقابات و اجهزة و جماعات ضغط و احزاب قادرة على الدفاع عن نفسها و عن مصالحها و كذلك الشعب الامريكي حريص دائما على جعل حزب الاغلبية في مجالس الشيوخ و النواب غير الحزب الذي بيده الرئاسة و الادارة الامريكية
تماما كما كانت قريش تمارس ديمقراطية السادة في دار الندوة
لم تكن قريش تمارس ديمقراطيتها لان ابو جهل رجل متحضر يؤمن بالشورى و الديمقراطية و لا لان اعداء الاسلام من سادة قريش كانوا قد تربوا على مبادئ الاسلام
و لكن لان قريش كانت مقسمة لعدة بطون متنافسة و متقاربة في القوة و بينهم توازن و لا يستطيع ابو جهل اجبارهم على شئ لا يرونه
و لهذا السبب لم يتخذوا قرار قتل الرسول في دار ندوتهم الا باقتراح يضمن التوازن القبلي و استطاعة محاربة بني هاشم
حيث قرروا ان ياتوا من كل قبيلة برجل واحد من اعز فتيانها (لضمان ان قبيلته لن تسلمه لبني هاشم) و بالتالي يجتمع اربعون شابا يمثلون اربعين قبيلة ليس لخوفهم من قوة النبي و لكن حتى يتفرق دمه بين القبائل
ما ضربته من امثلة من قريش و من امريكا كان هدفه ايضاح ان احترام الزعماء لشعوبهم ليس نابعا من تحضر الزعيم او صلاحه و تقواه و لا من مدى تحضر و ايجابية شعبه و انما لوجود تعادل و توازن في ميزان القوى
بينما فرعون كان مستبدا لانه جعل اهل مصر شيعا متناثرة ضعيفة يستضعف طائفة منهم
لذا يرى البعض ان الحل في مصر يتلخص في
1- بناء مؤسسات و تحالفات و جمعيات و كيانات قوية (حتى و لو كانت قبائل و عشائر) و تتسم بشئ من اللامركزية لتشتيت جهود النظام الحاكم لانه مركزي و لا يستطيع التعامل الا مع الكيانات المركزية
2- كم هائل من المبادرات الفردية الايجابية (مثل المدونات و حملات الفيس بوك و الكتابة على الحوائط و داخل دورات المياه و توجيه الاسئلة و المداخلات في المؤتمرات و الفضائيات و وضع التعليقات في الصحف الالكترونية و المواقع الشهيرة و رفع ملفات الفيديو على اليوتيوب و كل اشكال التعبير الفردي العلني عن الحقوق في مواجهة الحاكم الظالم )
3- التركيز على كسر تحالفات النظام و الضغط على جرائم المتحالفين مع النظام من اعضاء مجالس الشعب و ضباط الامن المتورطين في جرائم ضد الشعب
لان فضح هؤلاء سيضع النظام في مأزق
هل يضحي بسمعته من اجل سواد عيونهم ؟؟
ام يتخلى عنهم و يحاكمهم باعتبارهم كبش فداء يلقيهم للشعب كي يتلهى عنه ؟؟؟ و في هذه الحالة سيقل تفاني الضباط و المنافقين في خدمة الاستبداد حتى لا يدخلوا بارجلهم مذبحة كبش الفداء مما يؤدي الى اضعاف تحالفات المنافقين
هذه هي وجهة النظر التي يراها البعض و يؤيدونها و ارى امكانية نجاحها مع الصبر على الجهاد المدني المطالب بكلمة الحق في وجه الظالمين الذي هو افضل الجهاد
بقلم : محمد سعد حميده
يرى البعض ضرورة الحل الثوري على اعتبار ان السمكة تفسد من راسها و ان الراعي اذا استقام استقامت الرعية
و يرى اغلب انصار هذ الرؤية انها للاسف غير ممكنة حاليا لان الشعوب خاملة و غير قادرة على تحمل تضحيات الثورات و يلقون بعبء الفساد الموجود على سلبية الشعوب التي استكانت استكانة الشاة لذابحيها
و غاب عن اصحاب هذه الرؤية كيف تتحول هذه الشعوب السلبية من وجهة نظرهم الى اسودا اذا ما تعرضت بلادها لاحتلال اجنبي و يتقدم العشرات من الشباب يوميا لتنفيذ عمليات استشهادية ليس لها نظير الا في شعوب المسلمين
فكيف نتهم امتنا بالسلبية و من يكون ايجابيا اذن اذا كانت امة الاستشهاديين امة سلبية خاملة خانعة
و يرى بعضنا اهمية الاصلاح من اسفل عن طريق التربية و اعادة تاهيل الشعوب و هو الحل المطروح منذ 110 سنة بقوة على يد الزعيم مصطفى كامل و اكتسب هذا الحل قوة اضافية بتبني الامام محمد عبده له و توافق الاخوان المسلمين عليه و كذلك الكثير من التيارات الدينية الاخرى بالاضافة الى الشيوخ و الخطباء الازهريين الذين يرددون في مجالسهم العامة و الخاصة مقولة صائبة و ان كان البعض يراها تقال في غير موضعها (ان الاصلاح يبدا من النفس و كيفما تكونوا يولى عليكم و يتم الاستدلال بالاية الكريمة ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم)
الحل الثوري اسوا الحلول من وجهة نظري
و الثورات اغلبها تحولت الى تاريخ دموي سئ
و ربما تكون الدماء التي تسيل بعد الثورات اكثر و انكى و اشد من الدماء التي تسيل قبلها و اثنائها
معظم النظم السياسية التي تحترم شعوبها الموجودة في العالم اليوم لم تقم عن طريق الثورات و لا اعادة تربية الشعوب من الصفر
و انما عن طريق بناء التوازن المؤسسي
في الولايات المتحدة الامريكية لم يستطيع بوش ان يتمسك بالسلطة و الامتناع عن تسليم الرئاسة لاوباما
ليس لان بوش رجل لديه تقوى عمر بن الخطاب
و ليس لان الشعب الامريكي شعب شجاع مستعد للتضحية و الجهاد بالنفس و المال من اجل الحفاظ على ديمقراطيته
و ليس لان الشعب الامريكي متربي على الاسلام و يصلي الفجر في جماعة
و لكن لان في امريكا مؤسسات و نقابات و اجهزة و جماعات ضغط و احزاب قادرة على الدفاع عن نفسها و عن مصالحها و كذلك الشعب الامريكي حريص دائما على جعل حزب الاغلبية في مجالس الشيوخ و النواب غير الحزب الذي بيده الرئاسة و الادارة الامريكية
تماما كما كانت قريش تمارس ديمقراطية السادة في دار الندوة
لم تكن قريش تمارس ديمقراطيتها لان ابو جهل رجل متحضر يؤمن بالشورى و الديمقراطية و لا لان اعداء الاسلام من سادة قريش كانوا قد تربوا على مبادئ الاسلام
و لكن لان قريش كانت مقسمة لعدة بطون متنافسة و متقاربة في القوة و بينهم توازن و لا يستطيع ابو جهل اجبارهم على شئ لا يرونه
و لهذا السبب لم يتخذوا قرار قتل الرسول في دار ندوتهم الا باقتراح يضمن التوازن القبلي و استطاعة محاربة بني هاشم
حيث قرروا ان ياتوا من كل قبيلة برجل واحد من اعز فتيانها (لضمان ان قبيلته لن تسلمه لبني هاشم) و بالتالي يجتمع اربعون شابا يمثلون اربعين قبيلة ليس لخوفهم من قوة النبي و لكن حتى يتفرق دمه بين القبائل
ما ضربته من امثلة من قريش و من امريكا كان هدفه ايضاح ان احترام الزعماء لشعوبهم ليس نابعا من تحضر الزعيم او صلاحه و تقواه و لا من مدى تحضر و ايجابية شعبه و انما لوجود تعادل و توازن في ميزان القوى
بينما فرعون كان مستبدا لانه جعل اهل مصر شيعا متناثرة ضعيفة يستضعف طائفة منهم
لذا يرى البعض ان الحل في مصر يتلخص في
1- بناء مؤسسات و تحالفات و جمعيات و كيانات قوية (حتى و لو كانت قبائل و عشائر) و تتسم بشئ من اللامركزية لتشتيت جهود النظام الحاكم لانه مركزي و لا يستطيع التعامل الا مع الكيانات المركزية
2- كم هائل من المبادرات الفردية الايجابية (مثل المدونات و حملات الفيس بوك و الكتابة على الحوائط و داخل دورات المياه و توجيه الاسئلة و المداخلات في المؤتمرات و الفضائيات و وضع التعليقات في الصحف الالكترونية و المواقع الشهيرة و رفع ملفات الفيديو على اليوتيوب و كل اشكال التعبير الفردي العلني عن الحقوق في مواجهة الحاكم الظالم )
3- التركيز على كسر تحالفات النظام و الضغط على جرائم المتحالفين مع النظام من اعضاء مجالس الشعب و ضباط الامن المتورطين في جرائم ضد الشعب
لان فضح هؤلاء سيضع النظام في مأزق
هل يضحي بسمعته من اجل سواد عيونهم ؟؟
ام يتخلى عنهم و يحاكمهم باعتبارهم كبش فداء يلقيهم للشعب كي يتلهى عنه ؟؟؟ و في هذه الحالة سيقل تفاني الضباط و المنافقين في خدمة الاستبداد حتى لا يدخلوا بارجلهم مذبحة كبش الفداء مما يؤدي الى اضعاف تحالفات المنافقين
هذه هي وجهة النظر التي يراها البعض و يؤيدونها و ارى امكانية نجاحها مع الصبر على الجهاد المدني المطالب بكلمة الحق في وجه الظالمين الذي هو افضل الجهاد
بقلم : محمد سعد حميده
تعليقات
إرسال تعليق