الحرية الاعلامية بين النفث و التنفيس و التنفس
استفادتنا من مساحة الحرية الاعلامية بين النفث و التنفيس و التنفس
بداية و قبل طرح الفكرة التي اتمنى ان اعرضها بشكل شيق لابد ان نوضح المعنى اللغوي لكل من (النفث و التنفيس و التنفس)
نفس يُنفس تنفيسًا : فرّج ُيفرّج تفريجًا . تقول : نفَّسَ عن أولاده بعطاء سخيّ .
و في الحديث : "من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا ، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة" - صحيح مسلم .
-أما نفث (بفتح الكل دون تشديد) : نفخ . نفث الشئ من فيه : رمى به . و المصدر (نفث) بتسكين الفاء .
تقول : ينفث الجرح الدم . و تقول : تنفث الحية السم .
و يقول المولى عز و جل : "و من شر النفاثات في العقد" . و هن الساحرات اللاتي ينفخن في العقد .
-التنفس : يقوم الجسم بالاستفادة من الأوكسجين في أكسدة الغذاء داخل الخلايا، و تأمين الطاقة للجسم وتحويل الغذاء إلى مادة حية أو بروتوبلازم.
ناتي الى عرض الفكرة
مع دخولنا عصر ثورة الاتصالات و ازدياد مساحة التعبير الحر اختلف الناس في تفسير هذه المساحة من الحرية
فمنا من راها مساحة من الحرية المغلوطة هدفها دس السم في العسل او نفث افكار هدامة من شانها تقويض مجتمعاتنا المحافظة ذات الصبغة الاسلامية الاصيلة
و منا من رآها مساحة من الحرية الزائفة للتنفيس عن الضغوط حتى لا تتراكم الضغوط على الشعوب فتنفجر و تثور على حكامها و مستبديها و يستدلون بما يرونه من حرية تعبير دون تلمس تغيير حقيقي للافضل
و منا من رآها هامش من الحرية تم الحصول عليه لاسباب مختلفة متعددة قد يكون منحة من بعض الحكام و اضطرارا من بعضهم و من متطلبات عصر الانفتاح الاعلامي غالبا
و قد تتعدد استخدامات هذا الهامش الحر
فيستطيع العدو الخارجي ان يستخدمه لنفث افكاره الهدامة
و يستطيع الحكام استغلاله لتنفيس الضغوط حتى لا تتراكم
و تستطيع العناصر الواعية في المجتمع ان تستخدمها في عملية تنفس يتم من خلاله الاستفادة من الايجابيات و طرح السلبيات و تحويل الايجابيات لعملية منتجة تؤدي الى نمو الوعي و اعطاء الطاقة لمزيد من التحرر و الاستقلال و هزيمة الاستبداد و الاستعباد
كلنا يجيد التنظير و لكن هل توجد وسائل عملية يمكننا من خلالها ممارسة هذا التنفس او بمعنى اوضح كيف نستفيد من هامش الحريات و نحوله الى طاقة منتجة و ليس مجرد اداة تخدير للشعوب
بداية يجب ان نوضح نقطة هامة
ان الشعوب لها اساليب مختلفة في مكافحة الاستبداد و لكل شعب طريقة تناسبه و تعكس طريقة تفكيره و نمطه في الحياه
فهناك شعب يستجمع قواه ليطيح بمستبد ظالم عندما يلوح له في الافق ان هناك بديل متمثل في مستبد اخر و لكنه يبدو و كانه مستبد عادل او اكثر تسامحا
و في هذا المقام لابد ان استعرض وجهة نظري الشخصية (اعترف بانها شخصية) في قراءة اسلوب المصريين في التعامل مع الحكام
الشعب المصري خضع في تاريخه لاسلوبين من الحكم
الحكم المركزي و ما يصاحبه من تدخل الدولة في شئون الشعب و ادارتها لكل صغيرة و كبيرة في حياة الناس في مقابل ان تكفل لهم فرص الحياه (الفراعنة و الاغريق و الرومان و محمد علي و خلفه و حكام الثورة )
و اسلوب الحكم الشبيه باللامركزية : حيث يقوم الحاكم او الوالي بمهام حفظ الامن الخارجي و الداخلي و اقامة مشروعات الري الكبرى و بناء الجسور اما ما سوى ذلك من نشاط تجاري و صناعي و زراعي و تعليمي و ديني و قضائي و تحكيمي يترك في يد الشعب الذي يحكم حياته اليومية بنفسه من خلال الاوقاف الخيرية و الاهلية و هذا يفسر تحمل المصريين لعصر المماليك و ما يشاع عنهم من قسوة او ظلم
حيث كان للماليك مهمة محددة هي حماية امن البلاد الخارجي في مقابل تفرغ المصريين للفلاحة و النشاط الاقتصادي و عدم التجنيد الاجباري و دفع ضرائب مقابل هذه الخدمة
و سقطت شرعية المماليك عندما فشلوا في التصدي للحملة الفرنسية بينما استطاع المجتمع المتماسك الذي كان يحكم نفسه بنفسه ان يطرد الفرنسيين من مصر ثم يطيح بالمماليك نهائيا و يختار من بين ضباط الحملة العثمانية من يتوسمون فيه الشجاعة و المروءة ليقوم بالدور الذي فشل فيه المماليك (محمد علي) و لكن الضابط العثماني يطيح بخصومه ثم انصاره و يبدا في توطيد سلطته المركزية التي نساها الشعب منذ الفتح الاسلامي و يبدا في التدخل في الحياه اليومية و يدبر للمصري حياته كلها و يحتكر السلطة و الثروة و تتحول مصر في عهده الى دولة عظمى و لكن للاسف يفقد الشعب روحه الاستقلالية و قدراته على تنظيم نفسه بنفسه فيفشل الشعب فيما نجح فيه ايام كان حرا حيث يفشل في طرد الاستعمار الانجليزي بسبب فقده القدرة على المبادرة و التجمع و التنظيم الذاتي من دون وصاية السلطة المركزية و هي الصفات التي اكتسبها المصريون من قبل بسبب ادارتهم لشئون الحياه من دون تدخل الدولة فلما تدخلت الدولة بمركزيتها ضاعت روح المبادرة الجماعية و الفردية و القدرة التنظيمية و الكوادر القيادية و صودرت الاوقاف و بددت و اممت المشروعات و افسدت
ثم الان تقول الدولة للانسان المصري اين انت و لماذا تنتظر من الدولة ان تعطيك و تعلمك و تشغلك روح شوف مصلحتك بنفسك و اترك روح التواكل على دعم الدولة و حضنها الدافئ
و انا من انصار ان تكمل الدولة جميلها و تخرج من حياة الناس و تتركنا نخطط و نهندس حياتنا من جديد و من تحت الصفر و شعارنا في الحياه "يا نحلة لا تقرصيني و لا عايز منك عسل" يعني يا دولة لا تطارديني في رزقي و لا اريد دعمك فقط اضمني لي الامن الخارجي و الداخلي و اتركيني اقيم الجمعيات و النقابات و المشروعات الكبرى و الصغرى و الاوقاف و افسحي لي الطريق لاقوم بالتجمع السلمي و اقامة الجمعيات و المؤسسات و التنظيمات اللازمة لتعويض خروجك من حياتي حتى اعود مواطنا حرا دون ان اشاغبك بالثورة و تشاغبيني بالمعاكسات و القرارات و الروتين و المرافق و البلدوزرات
كيف نحول هذه المطالب الى واقع في حياتنا
كيف تفرض الامة كلمتها على الحكام و كيف يحدث التوازن بين نشاط المجتمعات و سلطات الدول
انتظرونا بعد فاصل نتمنى ان يكون قصير ان شاء الله
بداية و قبل طرح الفكرة التي اتمنى ان اعرضها بشكل شيق لابد ان نوضح المعنى اللغوي لكل من (النفث و التنفيس و التنفس)
نفس يُنفس تنفيسًا : فرّج ُيفرّج تفريجًا . تقول : نفَّسَ عن أولاده بعطاء سخيّ .
و في الحديث : "من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا ، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة" - صحيح مسلم .
-أما نفث (بفتح الكل دون تشديد) : نفخ . نفث الشئ من فيه : رمى به . و المصدر (نفث) بتسكين الفاء .
تقول : ينفث الجرح الدم . و تقول : تنفث الحية السم .
و يقول المولى عز و جل : "و من شر النفاثات في العقد" . و هن الساحرات اللاتي ينفخن في العقد .
-التنفس : يقوم الجسم بالاستفادة من الأوكسجين في أكسدة الغذاء داخل الخلايا، و تأمين الطاقة للجسم وتحويل الغذاء إلى مادة حية أو بروتوبلازم.
ناتي الى عرض الفكرة
مع دخولنا عصر ثورة الاتصالات و ازدياد مساحة التعبير الحر اختلف الناس في تفسير هذه المساحة من الحرية
فمنا من راها مساحة من الحرية المغلوطة هدفها دس السم في العسل او نفث افكار هدامة من شانها تقويض مجتمعاتنا المحافظة ذات الصبغة الاسلامية الاصيلة
و منا من رآها مساحة من الحرية الزائفة للتنفيس عن الضغوط حتى لا تتراكم الضغوط على الشعوب فتنفجر و تثور على حكامها و مستبديها و يستدلون بما يرونه من حرية تعبير دون تلمس تغيير حقيقي للافضل
و منا من رآها هامش من الحرية تم الحصول عليه لاسباب مختلفة متعددة قد يكون منحة من بعض الحكام و اضطرارا من بعضهم و من متطلبات عصر الانفتاح الاعلامي غالبا
و قد تتعدد استخدامات هذا الهامش الحر
فيستطيع العدو الخارجي ان يستخدمه لنفث افكاره الهدامة
و يستطيع الحكام استغلاله لتنفيس الضغوط حتى لا تتراكم
و تستطيع العناصر الواعية في المجتمع ان تستخدمها في عملية تنفس يتم من خلاله الاستفادة من الايجابيات و طرح السلبيات و تحويل الايجابيات لعملية منتجة تؤدي الى نمو الوعي و اعطاء الطاقة لمزيد من التحرر و الاستقلال و هزيمة الاستبداد و الاستعباد
كلنا يجيد التنظير و لكن هل توجد وسائل عملية يمكننا من خلالها ممارسة هذا التنفس او بمعنى اوضح كيف نستفيد من هامش الحريات و نحوله الى طاقة منتجة و ليس مجرد اداة تخدير للشعوب
بداية يجب ان نوضح نقطة هامة
ان الشعوب لها اساليب مختلفة في مكافحة الاستبداد و لكل شعب طريقة تناسبه و تعكس طريقة تفكيره و نمطه في الحياه
فهناك شعب يستجمع قواه ليطيح بمستبد ظالم عندما يلوح له في الافق ان هناك بديل متمثل في مستبد اخر و لكنه يبدو و كانه مستبد عادل او اكثر تسامحا
و في هذا المقام لابد ان استعرض وجهة نظري الشخصية (اعترف بانها شخصية) في قراءة اسلوب المصريين في التعامل مع الحكام
الشعب المصري خضع في تاريخه لاسلوبين من الحكم
الحكم المركزي و ما يصاحبه من تدخل الدولة في شئون الشعب و ادارتها لكل صغيرة و كبيرة في حياة الناس في مقابل ان تكفل لهم فرص الحياه (الفراعنة و الاغريق و الرومان و محمد علي و خلفه و حكام الثورة )
و اسلوب الحكم الشبيه باللامركزية : حيث يقوم الحاكم او الوالي بمهام حفظ الامن الخارجي و الداخلي و اقامة مشروعات الري الكبرى و بناء الجسور اما ما سوى ذلك من نشاط تجاري و صناعي و زراعي و تعليمي و ديني و قضائي و تحكيمي يترك في يد الشعب الذي يحكم حياته اليومية بنفسه من خلال الاوقاف الخيرية و الاهلية و هذا يفسر تحمل المصريين لعصر المماليك و ما يشاع عنهم من قسوة او ظلم
حيث كان للماليك مهمة محددة هي حماية امن البلاد الخارجي في مقابل تفرغ المصريين للفلاحة و النشاط الاقتصادي و عدم التجنيد الاجباري و دفع ضرائب مقابل هذه الخدمة
و سقطت شرعية المماليك عندما فشلوا في التصدي للحملة الفرنسية بينما استطاع المجتمع المتماسك الذي كان يحكم نفسه بنفسه ان يطرد الفرنسيين من مصر ثم يطيح بالمماليك نهائيا و يختار من بين ضباط الحملة العثمانية من يتوسمون فيه الشجاعة و المروءة ليقوم بالدور الذي فشل فيه المماليك (محمد علي) و لكن الضابط العثماني يطيح بخصومه ثم انصاره و يبدا في توطيد سلطته المركزية التي نساها الشعب منذ الفتح الاسلامي و يبدا في التدخل في الحياه اليومية و يدبر للمصري حياته كلها و يحتكر السلطة و الثروة و تتحول مصر في عهده الى دولة عظمى و لكن للاسف يفقد الشعب روحه الاستقلالية و قدراته على تنظيم نفسه بنفسه فيفشل الشعب فيما نجح فيه ايام كان حرا حيث يفشل في طرد الاستعمار الانجليزي بسبب فقده القدرة على المبادرة و التجمع و التنظيم الذاتي من دون وصاية السلطة المركزية و هي الصفات التي اكتسبها المصريون من قبل بسبب ادارتهم لشئون الحياه من دون تدخل الدولة فلما تدخلت الدولة بمركزيتها ضاعت روح المبادرة الجماعية و الفردية و القدرة التنظيمية و الكوادر القيادية و صودرت الاوقاف و بددت و اممت المشروعات و افسدت
ثم الان تقول الدولة للانسان المصري اين انت و لماذا تنتظر من الدولة ان تعطيك و تعلمك و تشغلك روح شوف مصلحتك بنفسك و اترك روح التواكل على دعم الدولة و حضنها الدافئ
و انا من انصار ان تكمل الدولة جميلها و تخرج من حياة الناس و تتركنا نخطط و نهندس حياتنا من جديد و من تحت الصفر و شعارنا في الحياه "يا نحلة لا تقرصيني و لا عايز منك عسل" يعني يا دولة لا تطارديني في رزقي و لا اريد دعمك فقط اضمني لي الامن الخارجي و الداخلي و اتركيني اقيم الجمعيات و النقابات و المشروعات الكبرى و الصغرى و الاوقاف و افسحي لي الطريق لاقوم بالتجمع السلمي و اقامة الجمعيات و المؤسسات و التنظيمات اللازمة لتعويض خروجك من حياتي حتى اعود مواطنا حرا دون ان اشاغبك بالثورة و تشاغبيني بالمعاكسات و القرارات و الروتين و المرافق و البلدوزرات
كيف نحول هذه المطالب الى واقع في حياتنا
كيف تفرض الامة كلمتها على الحكام و كيف يحدث التوازن بين نشاط المجتمعات و سلطات الدول
انتظرونا بعد فاصل نتمنى ان يكون قصير ان شاء الله
تعليقات
إرسال تعليق