العسكر و الاخوان و السجن و البرلمان و اختلال الميزان

أول خطوة سياسية خطاها الاخوان بعد فوزهم باصوات الشعب المتعطش للاستقرار هي طمأنة العسكر على ماضيهم و مستقبلهم
طمأنوهم على الماضي بانهم لن يفتحوا اي ملف سابق و لو توافرت فيه كافة أدلة الادانة
و البعض يعلم ان الاخوان تحت يدهم مستندات و وثائق منها مئات احكام النقض المثبتة للتزوير و البلطجة و هي كافية تماما لسجن فلول الوطني دون ان نتسول قانون العزل
و طمأنوهم على الملفات بأن اول خطوة سياسية و قانونية فعلوها و هم على عتبة البرلمان و على باب نقابة المحامين ان تتقدم لجنة الحريات ببلاغ الى النيابة ليس للدفاع عن حرية و كرامة و اعراض المسحولين و المقتولين و انما ضد شركاء الثورة فاذا كان الاشتراكيون اخطأوا بمجرد التحريض على احداث لم تقع و لن تقع فإن القتل و السحل حدث و يحدث و سيحدث و ثابت بالاوراق و الكتابة و الصوت و الصورة و الاعتراف و القرائن و البيانات الرسمية
طمأنوهم على المستقبل في معركة الرئاسة بوقوفهم بشراسة و بلا اجر و بلا مكاسب سياسية حقيقية و حتى دون توفر بديل لديهم وقفوا ضد ابو الفتوح الذي جمع معادلة المزاج المصري كلها في تاريخه فهو اسلامي و ثوري
طمأنوا مخاوف العسكر ممن وقف ضد الرئيس بثبات و هو طالب صغير في مقتبل العمر و الذي لن يحني رأسه و قد اقترب من الاخرة و قد ازداد خبرة و الذي قد يأتي مدعوما باصوات الملايين و المفترض انه لن يحني رأسه لعصابة تريد حرق البلد من اجل متاع زائل
الاخوان طمأنوا العسكر بأن يبحثون لهم و بالنيابة عنهم و معهم عن شخص لطيف ظريف يحظى بدعم الاعلام الموالي للعسكر و دعم الماكينة الانتخابية القوية في القرى و المدن
طمأنوا العسكر ان الدستور اولا

الدستور اولا في ظل حكم العسكر
الشعب متعطش للاستقرار و هو يئن تحت وطئة الفوضى و اذا قدم له دستور بالكنافة سيقبل و سيصوت بـ "نعم" لانه لو قال "لا" ستبدا اجراءات طويلة و معقدة و تستمر معاناته لمدة سنة اخرى بدون رئيس و لا دستور و اصوات البلطجية و رصاص القناصة و صراخ البنات لا تهدا
لازم الشعب و هو يتيم بلا رئيس لازم يوافق على اي دستور
بعد ان اخذ الاخوان نصيبهم من الكعكة (نصف البرلمان) لم يعد لهم حاجة بالاستعجال في باقي الخطوات التي يتعطش لها الشعب

هذه هي خطتهم كما استنتجها من سلوكهم الحالي و تاريخهم الطويل الذي يبدأ مع كل سلطة بشهر عسل دافئ ثم ينتهي بكارثة عليهم و على الوطن
و في النهاية احب ان اسجل شهادة ان الاخوان ليسوا لصوص و لكنهم دراويش اخذوا من التدين قشور الزهد و القناعة و لم ياخذوا منه الحكمة و نفاذ البصيرة و سعة الحيلة و استفراغ الوسع و اجهاد و ارهاق العقل و توسيع نطاق الشورى و يتخيلون ان هذا السيناريو فيه مصلحة البلاد و العباد
يا رب اكون غلطان
و ربنا يستر
بقلم : محمد سعد حميده
25-12-2011

تعليقات

التسميات

عرض المزيد