في السيرة النبوية دروس اخرى غير صلح الحديبية - كيف تصرف النبي في ظل الظروف الحساسة التي مرت بها المدينة المنورة

في غزوة الاحزاب قريش جمعت جيش ضخم و كان غرضها الحرب على الاسلام لكن اكبر حليف لقريش كانت قبيلة غطفان و التي استطاع النبي ان يفاوضها على فض تحالفها مع قريش مقابل اخذ ثلث ثمار المدينة (معلقا هذا التفاوض على شرط قبول اهل المدينة)
شخص رسول الله قابل للحوار و النقاش و الرفض
فلما تاكدوا انه اجتهاد بشري من العبقري و فكرة بشرية قام بها الصادق الامين اجمعوا على رفضها رغم ما لرسول الله من مكانة في صدورهم و عقولهم

ثم عرض النبي الامر على زعماء الانصار فكان سؤالهم هل امضاء هذا التفاوض مع غطفان هو امر من الله ام اجتهاد من
و كانت نتيجة تفاوض رسول الله مع غطفان ان اثبت النبي لغطفان و لقريش و المسلمين ان غطفان لم تأت لمحاربة الاسلام و لكنها اتت لحصد مغانم
و كان كشف الحقيقة عامل مساعد في تثبيت قلوب المؤمنين و القاء الشقاق في قلوب خصومهم (و ليس الاتجار باخفاء الحقيقة و محاولة الاستفادة من وجود الاحزاب لاثبات المؤامرة العالمية على الاسلام)
كما ان كشف حقيقة تحالف قريش و غطفان امام مجتمع المسلمين في المدينة و طرحه على مائدة التشاور و رغم رفض الانصار لاجتهاد النبي كان عاملا مساعدة لقيادة النبي للمعركة و ليس معوقا له و لقيادته و لم يقل النبي للانصار وافقوا على ما توصلت له من اتفاق مع القوم و ان هذا اخر المطاف و لا مجال للمزايدات يا انصار و الاخت فلانة حلمت ان هذا الاتفاق فيه كل الخير و الاخ فلان قال لشعبته من الانصار يا جماعة هناك مؤامرات خفية (و ليس كل ما يعرف يقال) و لازم تقبلوا التفاوض و الا فان الفرس و الروم و الحبشة سينضمون للمؤامرة العالمية و يقضون على الاسلام
و لم يقل لهم احد اتعارضون رسول الله وقت الازمة و تشككون في اجتهاد من اصطفاه الله و تخذلون رسول الله و تستغلون الظروف الحساسة التي تمر بها المدينة و الاعداء على ابواب المدينة يحاصرونها و تقفون في صف المنافقين و زعيم الفلول ابن سلول
لم يستثمر رسول الله الفزاعات التي كانت حاضرة و قائمة بالفعل على ابواب المدينة و ثغراتها و انما عالج الفزع بالشورى في وقت الفزع و بالبشرى بنصر الله حين ساد التشاؤم
اللهم صلي و سلم و بارك عليك يا رسول الله
و على من سار على نهجه و هداه

تعليقات

التسميات

عرض المزيد