فيلم الارض بين ثورة 1919 و ثورة 2011 (النخب و الثوار و السلطة)
شاهدت بالامس فيلم الارض رواية عبد الرحمن الشرقاوي و اخراج يوسف شاهين
ربما اكون شاهدت الفيلم كثيرا كاملا او مقاطع في صغري و كان بالنسبة لي مصدر سخرية "كنا رجالة و وقفنا وقفة رجالة"
لكن لما شاهدت الفيلم كاملا و تأملت في مشاهده و حواره و شخصياته و مساراته لم اكد اصدق ان هذا الفيلم تم انجازه قبل ثورة 2011
اخطر و اقسى ما في الفيلم على نفسي كان فكرة تفرق الثوار و انفضاضهم عن جهادهم (الشيخ حسونة و الشيخ يوسف) و لم يعد متمسكا برمزية الثورة غير محمد ابو سويلم الذي كان نصيبه من الثورة استمرار تدفقها في وجدانه و سمعته بينما لم تكن الثورة ممثلة في افعاله ربما هو لم يبيع الثورة و لكنه لم يعد قادرا عليها(حيث كانت الافعال الثورية يقوم بها غيره من الشباب مثل عبد الهادي و لكن ابو سويلم هو من يتهم بها وفق سمعته القديمة و مظهره كفقير شامخ)
و يتضح في الفيلم الهبوط الدائم لسقف المطالب الثورية
في بداية الفيلم كان الغضب من ان الري عشرة ايام فقط ثم اصبح النضال من اجل منع خفض حصة الري الى خمس ايام و قمة الجهاد ان تعود حصة ري العزبة الى عشرة ايام كما كانت
و يستمر النضال من اجل عدم اقامة مشروع السكة الزراعية الذي سيصادر اراضي الفلاحين لصالح سكة تخدم اراضي الباشا ،حتى مشهد نهاية الفيلم و هي اللقطة الشهيرة بسحل ابو سويلم المربوط في حصان المأمور هذا المشهد لم يكن تمسكا بالارض التي ستضيع في السكة الزراعية و انما كان تمسكا فقط بجني محصول القطن من الارض التي لم يعد في مقدور ابو سويلم او غيره ان يمنع نزع ملكيتها
و تظهر رمزية الانفلات الامني التي تكررت في الفيلم
و في السياق اشارة الى قتل الفلاحة المهمشة خضرة ليس لانها تستحق القتل و لا لانها تمثل اي قيمة تذكر غير ان قتلها كان مجرد سيف مسلط على رقاب الفلاحين حيث شيوع الاتهام في جريمة قتل خضرة
هذا الاتهام الشائع الذي قد يتم تخصيصه و تفصيله على فلان او علان ان ثار او انتفض او رفض
و قد ظهر هذا جليا حين قام العمدة بضرب هلفوت القرية "صلاح السعدني" في الفلكة في مشهد ظاهره الاجبار على الاعتراف و في باطنه تهديد "لاتخن تخين" في القرية كما صرح بهذا العمدة
و لا ينتهي المشهد الا بمفارقة ان يطلب محمود بيه الكلب الخاص به و الكلب في رعاية عمدة القرية لينتقل العمدة من تهديد و وعيد "اتخن تخين" الى الهرولة و هو حامل كلب البيه
اشارات كثيرة عن الانفلات الامني المصطنع و خلو منصب العمدة و فارق زمني بسيط و لكنه مخيف لدعاة الاستقرار بين رحيل عساكر الهجانة و قدوم رجال الشرطة في ظل موت العمدة و تسريح غفر القرية و هذا الفراغ الامني استغله الفلاحون في جني القطن و لم يستغلوه في السلب و النهب
و عن الرموز و النخب في فيلم الارض
نجد من يذهب للتفاوض باسم القرية ثم يفشل في التفاوض ازاء قوة السلطة و اغرائها و افسادها للمفاوض و استثناء مصالحه من الضياع (حدثت مرة من محمد افندي و مرة من الشيخ حسونة)
وصيفة التي بدت في الفيلم كرمز لراية الثورة التي خرجت من بيت ابو سويلم لتكون من نصيب عبد الهادي في نهاية الفيلم
حتى وصيفة كانت في البداية فتاه عابثة تحب عبد الهادي بقدر ما و لكنها كانت تفضل الاقامة في البندر و تتمنى ان يتقدم لخطبتها محمد افندي
و كذلك كانت تعبث حتى مع طفل في الابتدائية مقابل اي هدية رخيصة من ريحة البندر او حتى عملة نقدية (نص ريال)
الفيلم شرح الجميع و لم يستثني احد
الامل كان رمزيا اذ ان وصيفة كرمز لراية الثورة لم تجد امامها من يستحق ان يحملها الا الثائر الحقيقي و الرجل الحقيقي و المعدن الاصيل الحقيقي "عبد الهادي" الذي اسعده الحظ بعدم ضياع فدانه في مشروع السكة الزراعية
نعم ضاع ابو سويلم كاخر ما تبقى من جيل ثورة 1919 و ضاعت ارضه و لكنه سلم الراية لجيل عبد الهادي رغم تمنعه طول الفيلم عن تسليم الراية و تمنع الراية نفسها و ترفعها و تفضيلها لمن ينقلها الى حياة البندر
هكذا كانت ترجمتي لدلالات الفيلم و فهمي له و خواطري العامة حوله
ربما اكون شاهدت الفيلم كثيرا كاملا او مقاطع في صغري و كان بالنسبة لي مصدر سخرية "كنا رجالة و وقفنا وقفة رجالة"
لكن لما شاهدت الفيلم كاملا و تأملت في مشاهده و حواره و شخصياته و مساراته لم اكد اصدق ان هذا الفيلم تم انجازه قبل ثورة 2011
اخطر و اقسى ما في الفيلم على نفسي كان فكرة تفرق الثوار و انفضاضهم عن جهادهم (الشيخ حسونة و الشيخ يوسف) و لم يعد متمسكا برمزية الثورة غير محمد ابو سويلم الذي كان نصيبه من الثورة استمرار تدفقها في وجدانه و سمعته بينما لم تكن الثورة ممثلة في افعاله ربما هو لم يبيع الثورة و لكنه لم يعد قادرا عليها(حيث كانت الافعال الثورية يقوم بها غيره من الشباب مثل عبد الهادي و لكن ابو سويلم هو من يتهم بها وفق سمعته القديمة و مظهره كفقير شامخ)
و يتضح في الفيلم الهبوط الدائم لسقف المطالب الثورية
في بداية الفيلم كان الغضب من ان الري عشرة ايام فقط ثم اصبح النضال من اجل منع خفض حصة الري الى خمس ايام و قمة الجهاد ان تعود حصة ري العزبة الى عشرة ايام كما كانت
و يستمر النضال من اجل عدم اقامة مشروع السكة الزراعية الذي سيصادر اراضي الفلاحين لصالح سكة تخدم اراضي الباشا ،حتى مشهد نهاية الفيلم و هي اللقطة الشهيرة بسحل ابو سويلم المربوط في حصان المأمور هذا المشهد لم يكن تمسكا بالارض التي ستضيع في السكة الزراعية و انما كان تمسكا فقط بجني محصول القطن من الارض التي لم يعد في مقدور ابو سويلم او غيره ان يمنع نزع ملكيتها
و تظهر رمزية الانفلات الامني التي تكررت في الفيلم
و في السياق اشارة الى قتل الفلاحة المهمشة خضرة ليس لانها تستحق القتل و لا لانها تمثل اي قيمة تذكر غير ان قتلها كان مجرد سيف مسلط على رقاب الفلاحين حيث شيوع الاتهام في جريمة قتل خضرة
هذا الاتهام الشائع الذي قد يتم تخصيصه و تفصيله على فلان او علان ان ثار او انتفض او رفض
و قد ظهر هذا جليا حين قام العمدة بضرب هلفوت القرية "صلاح السعدني" في الفلكة في مشهد ظاهره الاجبار على الاعتراف و في باطنه تهديد "لاتخن تخين" في القرية كما صرح بهذا العمدة
و لا ينتهي المشهد الا بمفارقة ان يطلب محمود بيه الكلب الخاص به و الكلب في رعاية عمدة القرية لينتقل العمدة من تهديد و وعيد "اتخن تخين" الى الهرولة و هو حامل كلب البيه
اشارات كثيرة عن الانفلات الامني المصطنع و خلو منصب العمدة و فارق زمني بسيط و لكنه مخيف لدعاة الاستقرار بين رحيل عساكر الهجانة و قدوم رجال الشرطة في ظل موت العمدة و تسريح غفر القرية و هذا الفراغ الامني استغله الفلاحون في جني القطن و لم يستغلوه في السلب و النهب
و عن الرموز و النخب في فيلم الارض
نجد من يذهب للتفاوض باسم القرية ثم يفشل في التفاوض ازاء قوة السلطة و اغرائها و افسادها للمفاوض و استثناء مصالحه من الضياع (حدثت مرة من محمد افندي و مرة من الشيخ حسونة)
وصيفة التي بدت في الفيلم كرمز لراية الثورة التي خرجت من بيت ابو سويلم لتكون من نصيب عبد الهادي في نهاية الفيلم
حتى وصيفة كانت في البداية فتاه عابثة تحب عبد الهادي بقدر ما و لكنها كانت تفضل الاقامة في البندر و تتمنى ان يتقدم لخطبتها محمد افندي
و كذلك كانت تعبث حتى مع طفل في الابتدائية مقابل اي هدية رخيصة من ريحة البندر او حتى عملة نقدية (نص ريال)
الفيلم شرح الجميع و لم يستثني احد
نهاية الفيلم
نهاية فيها امل رغم قسوة مشهد السحل في نهاية الفيلمالامل كان رمزيا اذ ان وصيفة كرمز لراية الثورة لم تجد امامها من يستحق ان يحملها الا الثائر الحقيقي و الرجل الحقيقي و المعدن الاصيل الحقيقي "عبد الهادي" الذي اسعده الحظ بعدم ضياع فدانه في مشروع السكة الزراعية
نعم ضاع ابو سويلم كاخر ما تبقى من جيل ثورة 1919 و ضاعت ارضه و لكنه سلم الراية لجيل عبد الهادي رغم تمنعه طول الفيلم عن تسليم الراية و تمنع الراية نفسها و ترفعها و تفضيلها لمن ينقلها الى حياة البندر
هكذا كانت ترجمتي لدلالات الفيلم و فهمي له و خواطري العامة حوله
تعليقات
إرسال تعليق