الفوائد المتوقعة لحملة "تمرد"

كما لا يعجبني تعالي الاسلامي بتدينه و مزايدة الثوري كذلك لا يعجبني تسفيه الاكاديمي لتلقائية العوام و حيوية الشباب
و قد ظهر ذلك في سخرية الاستاذين فهمي هويدي و المعتز بالله عبد الفتاح من حملة تمرد
قد تختلف مع حملة تمرد او تلفت نظر القائمين عليها لامور تراها مهمة لكن كما  ترفض ان يطالك التكفير و ان تطالك المزايدات فعليك ان لا تسخر من محاولات الاخرين و تتهمها بالطفولة و المراهقة حتى و ان اقتنعت بذلك
و احب ان اكتب هنا الفوائد المتوقعة لحملة تمرد حتى و لو لم تسقط الرئيس الفاشل
1- اول رد فعل لتمرد كانت حركة تجرد و هدفها النزول للشارع لجمع توقيعات مؤيدة للرئيس
و بالتالي نجحت تمرد في اعادة انصار مرسي الى الشارع مصدر الشرعية  الذي نسوه من يوم احتفالهم في ستاد القاهرة بذكرى نصر اكتوبر و ما استتبعه من ممارسات استغنائية و استعلائية على الشركاء السياسيين و على رجل الشارع الذي منحهم صوته

2- و من فوائد تمرد المتوقعة خروج الثوار من قواقعهم و مظاهراتهم الخاصة التي يسودها الهتاف و التبليغ و نشر البيان و غيرها من اجراءات الحوار من طرف واحد الى الحوار مع عامة المواطنين في الريف و العشوائيات و المواصلات حيث لن يعطيك المواطن توقيعه قبل ان يسمعك كلمته التي يجب ان تفهمها و تعقلها و الا فقدت تعاونه
و اذا كان هدف تمرد الحصول على ملايين التوقيعات خلال مدة شهر و نصف و هذا معناه حوار يومي لكل متمرد مع عشرات او مئات المواطنين
و هذا درس تعليمي و كورس تدريبي سياسي صعب و قاسي سيفرز طاقات و مهارات سياسية و خطابية و فنية و ادبية مفيدة لمصر


3- و من فوائد تمرد و تجرد المتوقعة بالنسبة لرجل الشارع ان كلا الحملتين سيعززان ثقة المواطن بنفسه و كلاهما درس عملي له انه مصدر الشرعية و مصدر السلطة و انه ليس المواطن الذي ينافقوه قبل الانتخابات ثم يخرجون له السنتهم بعد الانتخابات و لسان حالهم يقول ساخرا : ابقى قابلني بعد اربع سنين
و ربما ينعكس هذا على اداء المواطن الانتخابي في اي انتخابات قادمة

4- ايجابية متوقعة في حالة نجاح تمرد و هي نفس النقطة التي ذكرها الاستاذ فهمي هويدي و كذلك المعتز بالله عبد الفتاح في معرض حديثهما عنها كنقطة سلبية
و هي ان اي رئيس قادم عليه ان يظل طيلة مدة ولايته يقظ و متحفز لارضاء شعبه و عدم الاستهانة باي فصيل او قطاع من المواطنين مهما صغر حجمه
و هذه هي قيمة الديمقراطية التشاركية التي تجعل المسئول مسئول طوال الوقت و ليس بنظام ابقى قابلني لما اخلص فترتي
خاصة اننا في مصر حاليا لازلنا نفتقر الى نقابات قوية و اتحادات عمالية فعالة و جمعيات حماية مستهلك و اجهزة رقابية مؤثرة و اعلام محلي و اقليمي مؤثر و توازن سياسي ممتلئ بالبدائل

لهذه الاسباب احترم "تمرد" و مبسوط من "تجرد" بشرط ينزلوا الشارع و يجمعوا توقيعات حقيقية

تعليقات

التسميات

عرض المزيد