معركة الساخر و الساحر

السخرية من النجار او الحداد او المدرس او المهندس قد تضايقه و تجرح كرامته و تؤذيه لكنها لا تفسد طبيعة عمله لانه يقدم عمل حقيقي يحتاجه الناس و سيضطر الساخر عاجلا او اجلا ان يعتذر و يتراجع امام احتياجه لصاحب هذا الانتاج
لكن السخرية من اداء الساحر و الكاهن و المشعوذ و المتاجر بالاوهام تفسد مهمته تماما لأنها تكشف خدعته و تفتح اعين الناس و تجعلهم يتساءلون هل هذا الاداء له قيمة حقيقية نحتاجها في حياتنا ام لا
فما من نبي او صاحب رسالة الا و تعرضت رسالته لاختبار السخرية و لكن الرسالة الجيدة النافعة للبشرية لا تسقط امام اختبار السخرية
و في حياتنا الشخصية كم قابلنا من افكار ربما سخرنا منها و استغربناها و لكننا في لحظة احتجنا لها لانها نافعة و مفيدة و كم من افكار عظمناها و حملناها في "النيش" و عشنا اعمارا دون ان نستخدمها
و الافكار و المؤسسات و المشروعات و الكيانات التي تفقد هيبتها و تسقط نهائيا بفعل برنامج ساخر معناه ان اساس هذه الكيانات اضعف من بيت العنكبوت خاصة ان هذا البرنامج لم يستخدم اي قوة مادية سوى انه دعى نسبة من المشاهدين لمجرد اعادة النظر لفكرتهم من زاوية مختلفة و السلعة الجيدة لا يضيرها النظر اليها او تقليبها من اي زاوية
و الفرق الاساسي و الجوهري بين الساخر و الساحر ان الساخر يستمد مكانته و تأثيره و حفظ كيانه من اثبات انه تافه و حقير يتلاعب بالكلمات ليضحك الناس بينما الساحر يستمد مكانته لا من قيمته النافعة للناس و لكن من توهمهم لاهميته و لهذا السبب ينتصر الساحر على الساخر و لكنه لا ينتصر ابدا على صاحب القيمة
‫‏معركة الساخر و الساحر و صاحب القيمة‬

تعليقات

التسميات

عرض المزيد