كدت التمس العذر لفرعون لما فعله ببني اسرائيل لولا هذه الاية

كدت التمس العذر لفرعون لما فعله ببني اسرائيل لولا هذه الاية
"إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين"
و لم اتعاطف مع بني اسرائيل لعلمي بقرفهم و خيبتهم و ايذائهم لنبي الله موسى الذي حررهم و ناضل ليعطيهم فرصة العيش كأدميين و لكنهم عبدوا العجل لانه من ذهب و اتبعوا السامري لانه بياع اوهام و عرف يشتغلهم صح و حنوا لايام الذل و العبودية و زهقوا من الحرية و نعم المن و السلوى و قالوا :و لا يوم من ايامك يا فرعون ايام البصل و الثوم
و اسوأ صفاتهم عل الاطلاق بالنسبة لي انهم "كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه" تبرير تبرير تبرير حتى الكفر
و من كثرة غيظي من بني اسرائيل قلت يستاهلوا و ربما لو كنت في عصرهم لتطوعت في جيش فرعون
لكني تذكرت الاية "إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين" و حاول عقلي ان يفيق هوايا
لكن الهوى حاول ان يهوى بالعقل و رد قائلا : ربما فرعون كان خاطئا ليس لانه كان يعذب و يقتل بعض بني اسرائيل و لكن لانه لم يقتلهم جميعا كما فعل رسول الله ببني قريظة
لكن سرعان ما افقت على ان احد الفروق الجوهرية بين قتل رسول الله لبني قريظة و بين فرعون
ان رسول الله اعطاهم حسن الجوار اولا فلما نقضوا العهد قتل رجالهم و ذوي المسئولية و القدرة على القتال فيهم و اطلق ضعفائهم و احسن اليهم و استوعبهم في المجتمع المسلم فنشأ من بينهم جيلا نظيفا و منهم ام المؤمنين السيدة صفية
لكن فرعون استثمر و وظف و تحالف مع مجرميهم و رجال اعمالهم مثل قارون و استعان بكراهية الناس لطغيانهم ليبرر ذبح اطفالهم و تعذيب ضعفائهم
انها علاقة شديدة التركيب و التعقيد
انتهت بان خلص الله مصر من بني اسرائيل بخروجهم و غرق فرعون و جهازه العسكري و الامني و الاعلامي و اكابر منافقيه
و بذلك تخلصت مصر من فرعون و بني اسرائيل بضربة واحدة
و لعل هذا و الله اعلم هو المعنى المشار اليه في سورة القصص ( ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ( 5 ) ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون ( 6 ) )
خاصة ان بني اسرائيل لم يرثوا الارض لانهم خرجوا منها بينما من ورثوا الارض حقيقة هم المصريون المستضعفون الذين عانوا كثيرا من الصراع المصطنع بين نظام فرعون و بني اسرائيل
كل هذه افكار و خواطر و تأملات دارت في عقلي و قلبي الله اعلم بمدى صحتها

تعليقات

التسميات

عرض المزيد