و ربما خطأ الرماه يوم احد انهم خلطوا طلب الدنيا بالاخرة

اي انسان مهما كان لو فحصت قلبه ساعة صدقة السر او فعل الخير المستتر ستجد قلبه ابيض مثل البغي التي سقت كلب فغفر الله لها
لكن اول ما تدخل اعتبارات توظيف فعل الخير في مشروع اكبر و لو كان مشروع فعل خير ايضا فان الشيطان يجد لنفسه مكان
فلو كل واحد فينا صاحب نفسه و خدها على جنب و عزمها على كوباية شاي و سأل نفسه هو عاوز ايه بصدق و ما هي الوسيلة الامثل للوصول لهذا الهدف
سنجد في سلوكياتنا اختلاف كثيرا
فمن كان هدفه نشر فكرة سيسلك سبل نشر الفكر و من كان هدفه تعليم و تعلم فليسلك سبل التعليم و من كان هدفه اطعام الفقير فليتوجه لاطعام الفقير و من كان هدفه المشاركة السياسية فليستخدم الوسائل المعروفة و المشروعة لهذا الهدف و من كان هدفه دنيا يصيبها او امراة ينكحها فهو هدف مشروع "مش عيب و لا حرام" لكن عيب جدا ان يسلك له سبلا ليست مشروعة او سبلا مشروعة و لكنها مصممة لاهداف اخرى

ازمتنا من يطعم لينال صوتا او يخطب لينال مجدا او ان يترك الطبيب باب الخير في مستشفاه او المدرس في مدرسته لانه خير مستور مفضلا ابواب خير لا يجيدها و لكنها تعطي شهرة و مجد
و ربما خطأ الرماه الجوهري يوم احد انهم خلطوا طلب الدنيا بالاخرة
فلو كانت الغنيمة مطلبهم فقد كان امامهم مائة طريق افضل من ان يخرجوا للحرب و هم قلة في حرب دفاع عن عقيدة اساسا
و ان كان غرضهم الجهاد فليحافظوا على تتبع هدفهم حتى النهاية كما يتتبع الاسد هدفه فلا يتفرع عن هدفه لوجود اغراء جانبي يشتته و يضيع جهوده عبثا
احيانا الاشرار في مجتمعاتنا يتفوقون و ينجحون في مهامهم لانهم يعرفون جيدا ما يريدون و لا يخجلون من مصارحة انفسهم بنواياهم السوداء
و من عرف غايته بوضوح سهل عليه اختيار الطريق الامثل للوصول اليه
المشكلة دائما عند الناس الطيبين عندما يخجلون من انفسهم و يضحكون عليها فيقضون اعمارهم في التيه ثم يتعجبون من تفوق الاشرار

تعليقات

التسميات

عرض المزيد