"الخريطة ليست هي الميدان"

"الخريطة ليست هي الميدان"
يحتاج الانسان كي يستطيع دراسة الحياه من حوله ان يصغر و يرمز كل ما هو كبير و ضخم حتى يستطيع تبسيط المعلومة لتدركها حواسه "فنحن لا يمكننا رؤية النيل من المنابع و حتى المصب الا في الخريطة"
و كذلك يكبر و يعظم الكائنات الدقيقة حتى يستطيع ان يدرس تفاصيلها "مثل البكتريا و الميكروبات"
و يحتاج ايضا ان يرمز لكل القوى المؤثرة في الحياه و لكنها غير قابلة للادراك البصري "الكهرباء - الالكترونات"

المشكلة حين ينسى الانسان ان الخريطة مجرد تمثيل للواقع و ليست هي الواقع ذاته و يتخيل انه اذا فهم مكونات الخريطة و حفظها و تصورها جيدا فان ذلك بذاته يجعله قادرا على فهم الواقع تماما بنفس درجة فهمه للخريطة

و حين يبحر الانسان المكتفي بالخريطة في الواقع فيجد جسر مستجد او ترعة جديدة تم شقها بعد رسم الخريطة او طريق نشأ فيه مطبات و سدود و عوائق لم توضع على الخريطة فانه سرعان ما ينحاز للخريطة و يكذب الواقع و احيانا يكون على اتم استعداد ان يصطدم باقصى سرعة بجدران الواقع بحجة انها خدع بصرية و دليله انها ليست موجودة على الخريطة

تعليقات

التسميات

عرض المزيد