ماذا لو تخلت اجهزة الدولة عن دعم السيسي ؟

سمعت مرة محاضرة في التخطيط الاستراتيجي و طرح المحاضر احدى طرق التخطيط و هي باستخدام السيناريوهات المتعددة
بمعنى ان يتم وضع تصور للحدث يشمل كل السياقات و الاحتمالات مهما كانت احتمالات تحققها نادرة الحدوث و يتم تقسيم فريق التخطيط الى مجموعات صغيرة كل مجموعة تتناول احد السيناريوهات الافتراضية المقترحة في جلسات العصف الذهني و يتم التعامل معه كأنه امر واقع مطلوب التعامل معه

و طريقة التخطيط تلك تفسر سبب سرعة التعامل النسبي لدى الادارة الامريكية مع سيناريوهات لم تكن متوقعة لدى اغلب المحللين مما يزيد اقتناع اصحاب نظرية المؤامرة بنظريتهم حيث يرون سرعة رد الفعل المدروس للاستفادة من الحدث المفاجئ

و من هذا الباب اطرح بعض السيناريوهات ذات الاحتمال الضعيف او النادر  من باب تنفيذ نصيحة عمو حسني اذ قال في عبارته التاريخية "خليهم يتسلوا"

تعالوا نتسلى و نطرح سيناريوهات ما بعد استقالة السيسي من الجيش بغرض نزول الانتخابات
و هنا طبعا يتجلى السيناريو الواضح الصريح المعروف سلفا و هو السيناريو الغالب بان اجهزة الدولة تدعمه و تتحول الانتخابات الى مسرحية هزلية و يحصل الرجل على 98%

هنا طريقة التخطيط باستخدام السيناريو لا تتوقف عند تصور السيناريو الغالب و لكن لابد من طرح السيناريوهات ذات الاحتمال الضعيف و يتم فتح الباب لكل الاحتمالات مع تشجيع الكافة على طرح اشد الاحتمالات غرابة و ابعدها عن الواقعية او حتى الخيال السياسي و كلما كثرت السيناريوهات ضعيفة الاحتمال او نادرة الحدوث كلما ازدادت قدرات العقل الاستراتيجي و كلما كان الافراد و المؤسسات مؤهلون نفسيا و عقليا لالتقاط اللحظة الفارقة "على راي عمو بتاع البوستر "
و انا هنا اطرح "2"سيناريو و المجال مفتوح امام العقل البشري لان يتخيل مئات السيناريوهات و الواقع دائما اكثر ثراءا من فقر الخيال الذي يجعلنا دائما عايشين في نظريات عصر اللمون و اخف الضررين و طريقة يا اما تفتح ايديك يا تتمد على رجليك

السيناريو الضعيف الاول
ان اجهزة الدولة لا تتدخل في العملية الانتخابية و تترك السيسي يدير حملته الانتخابية وحده و يجري وراء اجهزة الاعلام و يبحث عن الممولين بنفسه دون اي ضمان من اجهزة الدولة لهؤلاء او دعم او تنظيم "كما حدث مع عمرو موسى في انتخابات الرئاسة الاولى"  و هنا ينفتح الباب على مصراعيه امام كافة المرشحين و كافة من يرون في انفسهم الرغبة في الترشح بمن فيهم مرشحي الفلول و حرس الدولة القديمة من امثال شفيق و عمرو موسى و عنان و هنا يسقط من السيسي شارة انه الوحيد الممثل لنموذج الدولة القديمة المشهورة ظلما وزورا بالاستقرار

ما هي مؤهلات هذا السيناريو ضعيف الاحتمال في التحقق
1- المؤسسة العسكرية لها سوابق في التخلي عن رجالها في اللحظات الحرجة "تخلت عن السادات و المراجع لملف مقتل السادات بالتفصيل سيجد هذا مفصلا - تخلت عن مبارك - العسكر دفعوا بعمر سليمان ثم تخلوا عنه - تخلو عن شفيق - تخلوا عن مجلسهم العسكري كاملا في صفقة السيسي و مرسي - تخلوا عن دعم عنان  "

2- قد لا توجد مصلحة لدى وزير الدفاع الجديد في الزج بنفسه في دعم السيسي بينما قد تكون مصلحته اكبر بعد تحصن المنصب في الدستور الجديد ان يأتي رئيس مدني غير قادر على اختراق مؤسسة الجيش و غير قادر على الحصول على مفاتيح الدولاب الاداري للدولة الا من خلال تعاونه اكثر مع المؤسسة العسكرية و هي فرص لن يحصل عليها من السيسي على اساس انه معاه البير و غطاه و دافنينه سوا

السيناريو الثاني ضعيف الاحتمال ايضا
ان تظل مساندة و انحياز اجهزة الدولة مع السيسي حتى غلق باب الترشح تماما و انغلاق المنافسة شبه المستحيلة على لبلب "حمدين صباحي" و هو وحده في حلبة المصارعة امام عنتر "السيسي"
و هنا تترك اجهزة الدولة العجوزة الانتخابات تسير بشكلها الطبيعي و ندخل قصة عصر اللمون و توحيد الثورة خلف حمدين كما احتشدت خلف مرسي من قبل و استكمال مسلسل مرسي بتمامه و نقصانه  مع تحقيق ميزة اكبر للعسكر الا و هي ان حمدين ظاهرة ثورية صوتية منزوعة الفاعلية بلا اهل و عشيرة و ياخذ فترته و شايه و قهوته يتكلم في الحد الادنى و الاقصى و قطع الكهربا و يحضر اجتماعات و مؤتمرات و يقابل الرؤساء
في حين تظل المؤسسة العسكرية هي نظام الحكم العميق كما ظلت نظيرتها التركية اكثر من 70 سنة

و هذان السيناريوهان على ضعفهما يطرحان علينا اسئلة
ما موقفك في حالة السيناريو الاجباري ذو الاحتمال القوي "الانتخابات الهزلية ام 98%" ؟

ما موقفك في حالة السيناريو الضعيف الاول : "انتخابات مفتوحة بلا اي حظر على الترشح او الدعاية او الحريات" ؟
و ما هي المظاهر التي تجعلك تظن ان الانتخابات مفتوحة و فرصها متساوية امام الجميع ؟
و هل نتوحد لحظتها خلف مرشح ثوري ام نترك انفسنا للتعددية و ما تحمله من مخاطر التفتت و التشتت ؟

ما موقفك في حالة السيناريو الضعيف الثاني : "انتخابات مسار اجباري حتى الترشح ثم فرص شبه متكافئة في اخر اسبوعين" ؟
هل عندك استعداد لعصر اللمون مرة اخرى او تجرب عصره للمرة الاولى ؟
هل تترك الفرصة لفوز السيسي مع كافة احتمالات عودة الدولة القديمة ؟

هل لدينا امكانيات حقيقية لاقامة دولة مدنية تنتزع مقدرات الوطن من ايدي اللصوص و العسكر ؟
هل لو خيرنا بين نموذج دولة مبارك و بين نموذج تركيا حيث نستبدل الرؤساء و المقاعد بينما مفاتيح البلاد في يد غير مرئية و غير منتخبة و خارج دائرة المراقبة و المحاسبة؟ هل ساعتها تقبل بمنطق ان نختار اخف الضررين ؟
و ما هو في رايك اخف الضررين ؟

تعليقات

التسميات

عرض المزيد