عدد القتلى ليس مؤشر انتصار


بديهيتان ينبغي ان لا تغيبان عن عقل المتابع العربي للعدوان الاسرائيلي على فلسطين
البديهية الاولى : ان الاعلام الاسرائيلي يتعمد تقليل خسائره البشرية لاسباب تتعلق باستقراره ككيان استيطاني جاء ليعيش حياة رغدة بالذات اذا كان كثير من الاسرائيليين يحملون بالفعل جنسيات فرنسية و امريكية و روسية و لديهم عقارات و فرص افضل للحياه في خارج فلسطين فهم ليسوا مضطرين للبيات في الملاجئ


البديهية الثانية : الانتصار و الهزيمة في المعارك لا تقاس و لم تقاس و لن تقاس بعدد قتلى الطرفين و الا فنحن خسرنا حربي اكتوبر و الاستنزاف لو قسناهما بعدد شهدائنا مقارنة بعدد قتلى العدو
النصر و الهزيمة يقاس بتحقيق نتائج استراتيجية لها علاقة و ارتباط بمدى تحسن او اضعاف مركز الطرفين المتصارعين
يعني لما عدوك يعلن امتلاكه منظومة دفاعية لا يمكن اختراقها و يبدأ يصدرها للعالم فتقوم انت باختراقها فمجرد تسجيلك اختراق حتى لو لم يعلن عنه اعلاميا فقد حققت نجاح استراتيجي "و هذه هي القيمة الحقيقية لعمليات ايلات التي سبق و قام بها الجيش المصري ايام حرب الاستنزاف" فهذه العمليات لم يعلن عنها على نطاق واسع وقتها بل تم التعتيم على الكثير من معلوماتها من طرفي الصراع لان هدف العملية لم يكن اعلامي و لا حتى ايقاع اكبر عدد من قتلى في صفوف الجيش الاسرائيلي لكن عمليات ايلات كان لها دور استراتيجي مفيد مهد لدور سلاح البحرية المصرية في حرب اكتوبر كما كان لعمليات ايلات دور في تخفيض حجم عدوان سلاح البحرية الاسرائيلية على شواطئ مصر بل تم تحييد سلاح البحرية الاسرائيلي تماما في الصراع مع مصر


و لا شك ان تطور صواريخ المقاومة من قصف مستوطنة على بعد مئات الامتار الى قصف تل ابيب بل و قصف مواقع محددة في تل ابيب يعتبر في ذاته تطور و انتصار للمقاومة لانه يعزز و يقوي مركزها الاستراتيجي و يضعف مراكز الكيان الاستيطاني


و في النهاية اعترف بحق و حرية راي كل من له تحفظات على حماس او الاداء السياسي الفلسطيني او اي تحفظات اخرى لكن الهدف فقط التركيز على البديهيتين الغائبتين عن كثير من نقاشاتنا


‫#‏عدد_القتلى_ليس_مؤشر_انتصار‬



تعليقات

التسميات

عرض المزيد