التخطيط و جدولة الحياه اليومية
انا شخصيا احب و اقدر جدا الاشخاص الذين يملكون مهارات التخطيط لحياتهم تخطيط استراتيجي "طويل الامد" يعني يخطط لزواجه و انجابه و تعليمه و سفره
و اقدر من لديه قدر معقول من النظام اليومي "احب المخططين و لست منهم"
لكن اشعر ان اي انسان يجدول حياته اليومية بما فيها مما لا يمكن جدولته اشعر انه يتحول بعد فترة قصيرة جدا الى انسان بلاستيك
لان الجدولة تعتمد على قياس الكم و الحياه اليومية فيها الكثير مما لا يمكن قياسه بالكم و اذا تمت قياسته بالكم فسد
"جزء قران" - قراءة خمسين صفحة من رواية - 14لمسة حانية بين الزوجين - سماع ربع ساعة من الموسيقى الهادئة
الحب و العبادة و الفن و الادب و الفلسفة يمكن تخطيطها تخطيط مرن على المدى الطويل لكن اخضاعها للقياس الكمي يفسدها و ينزع جوهرها و يعطي الانسان مؤشرات كاذبة
انا شخصيا اعرف شخص سحرته نظرية الـ"target" هذا الرجل و زوجته و اولاده نموذجيين بكل ما تعنيه الجداول من نمذجة من حيث العبادات و النوافل و ختام القران شهريا و اربع او خمس مرات في رمضان و تفوق الاولاد دراسيا و تقدمه المهني و الدراسي و المادي
الرجل وفقا للجداول التي يعبئها يوميا نموذجي و لو قورن بابي بكر الصديق لسبقه محاسبيا
لكن هذا الرجل خربــــــــان نفسيا بالمعنى الحرفي و الحقيقي للكلمة يكاد يفقد السيطرة على اعصابه اذا استشعر ان عشرة جنيه اسئ استخدامها او وضعت في غير موضعها - يشتعل قلبه بالغضب و يحمر وجهه اذا ذكر شخص بالخير و كان قريب منه في السن و لو في تخصص او مهنة مغايرة - لا يألف و لا يؤلف -لا يحب و لا يحب -لا يثق في احد و لا يثق به احد - يكره مرؤوسيه و يكرهونه
ما افسد هذا الرجل او اخفى عيوبه حتى تعاظمت هو انه لم يتوقف امام اية حتى يستطيع اتمام الجزء في موعده و ان توقف امام اية يعوضها في السكة باسراع باقي التلاوة او يكتب عنها مقالا و يرسله لجريدة و يرحل الوقت المنفق في الجدول من وقت الورد الى وقت الورد + وقت كتابة مقال
"لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم "
تعليقات
إرسال تعليق