مندوب مبيعات شاطر

تسويق شجري
من صغره و هو يحلم بأن يكون اكبر بائع لفلاتر المياه في العالم لذا صنع من بيع الفلاتر قضية كبرى و طرحها تحت عنوان "حق الانسان في الحصول على الماء النظيف"
و ظل كلما يقابل انسان صغير او كبير يحدثه عن اثر المياه النظيفة على حياة الفرد و المجتمع
دخل الجامعة و كان الجامعي الوحيد في وسطه الاجتماعي بالكامل و تسلم وظيفة في مدينة نائية و اخذ يعظ الناس و يخطب فيهم موضحا اثر الماء الملوث على النفوس و العقول و الصحة و ان كل الشرور على وجه الارض منبعها الماء الملوث
و كان يتجنب اهل العلم و الثقافة و الخبرة لانهم كانوا لا يستجيبون لدعواه بشأن الماء النظيف
و لكن ربنا رزقه بستة من المريدين الاميين الاصغر سنا و خبرة و شعروا بانقلاب حقيقي في حياتهم بعد ان جربوا الماء النظيف الذي شربوه من يد هذا الشاب البركة
و وعدهم الشاب ان يجعل منهم نواة تأسيس لاكبر مؤسسة فلاتر مياه لينعم الجميع بالماء النظيف و يعم الخير الدنيا كلها
و بدا هذا المندوب بفكرة تسويق شجري شبكي غاية في البساطة و الفعالية "اشتري فلتر و اقنع غيرك بشراء فلتر و تجنب الجدل مع اي صاحب خبرة او متعلم خرب الماء الملوث عقله" و في غضون شهور قليلة اصبح لديه شبكة ضخمة من بائعي الفلاتر بدأوا ينتشرون في كل القرى و النجوع البعيدة ثم بدأ انصاف و ارباع المتعلمين يقتنعون بالانضمام لشبكة بيع الفلاتر و ظل نوعية و مستوى المنضمين للشبكة يزداد بالاضافة الى زيادتها حجم الشبكة عدديا
بعض من شاركوه عملية البيع فقدوا اعتقادهم بجدوى بيع الفلاتر او بان الماء الملوث هو سبب كل الشرور  و كان الرجل غاية في الحنكة و الاحكام حين لم يدع شبكة المسوقين تتاثر عندما يستقيل احد فروعها
و ظل بائع الفلاتر يزداد ربحية و مكانة في نفوس مندوبيه و ظل يجمعهم في مؤتمرات حاشدة ليريهم مدى انتشارهم و قوتهم و اثر الماء النظيف على حيويتهم و نضارتهم مما كان له اكبر الاثر في جذب اهتما المزيد من المناديب
حاول البعض منافسته و مجاراته و البيع على حس دعايته لكنه كان اذكى منهم اذ اظهر تسامحه مع اي منافس و العبرة بنقاء مياه الفلاتر التي لا يتذوقها و لا يشعر و لا يميز بينها الا اصحاب التكوين الفطري النظيف كما نوه ان اي عيوب تظهر في اتباعه و مناديبه و زبائن فلاتره اما انها اثار لمرحلة التلوث السابقة و اما انهم يظهرون الشرب من الفلاتر بينما يشربون من الماء الملوث الذي ادمنهوره او انهم ربما لم يركبوا فلاترهم بواسطة مختص معتمد من رجاله الاوفياء
و ظلت شجرة مجده تكبر و تزداد و تتسع بدون اي دليل على صحة دعايته الا كثرة مريديه

تعليقات

التسميات

عرض المزيد