"الاسلام بين الشرق و الغرب" الانسان ليس مجرد حيوان متطور

"الاسلام بين الشرق و الغرب" لـ علي عزت بيجوفتش
كتاب "الاسلام بين الشرق و الغرب" لـ علي عزت بيجوفتش ربما يراه بعض قراء الفلسفة المتعمقين كتاب بدائي و ظني انه ابتدائي "يعني مهم للمبتدئين اللي زي حالاتي"
لكنه كتاب ممتع جدا عقليا و فيه مسحة ادبية راقية
و رأيي ان "
علي عزت بيجوفتش" بذل جهدا محمودا و غير تلفيقي في نفي التناقض بين الخلق و التطور 
 الكتاب لا يتعرض لاثبات و نفي نظرية التطور بل ظني انه يعترف بها و يؤيدها علميا لكنه يرفض فقط بعض ما بني عليها من نتائج فلسفية
حيث ساد بين الداروينيين تعريف الانسان باعتباره حيوان ربما يعتبرونه اذكى اخواته  لكنه في الاخر حيوان بشرطة "ناطق - ذكي - له تاريخ -الخ "
بينما محور الكتاب هو اثبات ان الانسان و ان كان تكوينه البيولوجي يثبت تلك الصفة الحيوانية لكن الانسان له ابعاد اخرى "جوانية" تجعله يختلف عن الحيوان اختلاف نوع و ليس اختلاف رتبة
على سبيل المثال وجود الخرافة لدى الانسان البدائي دليل اختلاف عن الحيوان الذكي
 الفن و الادب و الفلسفة و التأمل و نزعة الانسان للبحث العلمي و التجريب و ميل الانسان للترفيه و البحث عن السعادة و الدين كلها من وجهة نظر بيوجوفتش ادلة على وجود جانب روحي غير مادي في الانسان تميزه عن باقي المخلوقات
 و مما يلفت انتباهنا اننا في كل الحضارات اعتدنا ان نطلق وصف الانسانية على نوعين متمايزين من القيم
 القيم العليا و قيم تبرير الضعف البشري "مفيش نحلة كسلانة و لا طائر مالهوش مزاج يهاجر و لا نملة بتتاخر على شغلها و لا قرد بيشرب عشان ينسى"
في طريق الكاتب لاثبات انسانية الانسان اي تفرده عن باقي اجزاء الطبيعة يتعرض لنقاط مهمة وجديرة بالتأمل مثل الفرق بين العلم و الفن و بين الحضارة والثقافة و بين الثقافة الشعبية والثقافة الجماهيرية
 يعتبر الكاتب "
علي عزت بيجوفتش" ان الفن والابداع والنزعة الجمالية عند الانسان هي الدليل الاول و ربما الاقوى على وجود الروح لدى الانسان و من ثم على وجود الله 
 و يقارب بين الفن و العبادة و ان الفنان هو الاكثر تعبير عن الروح و لو كان ملحد و ان المؤسسات الدينية دورها دائما هو اخضاع الروح للمادة و هدفها السيطرة على اشواق الانسان الروحية و تحويلها الى حالة مادية من الخضوع و الاذعان للسلطة
 اعتبر الكاتب ان الثورة تعبير عن اشواق الروح و ان قامت على ايدي و اقلام ملحدة و ان اختلطت بعنف او جريمة

تعليقات

التسميات

عرض المزيد