تأملات في العزاء

تأملت في مناسبة نادرا ما تثير التأمل لكنها اثارت فضولي
"مناسبة العزاء" حيث وجدت ان العزاء فن و مهارة و خبرة
لدرجة اني رأيت اهل المتوفي يستدعون أشخاصا بعينهم مرة اخرى او مرات اخر و يسعدون بزيارة اشخاص بعينهم
اتذكر انني بعد دفن والدي الله يرحمه و كنا في عمرة رمضان في مكة امسكت بيد احد المعزين و لم يكن لي به سابقة علاقة و هو كان صديق لافراد اخرين في الاسرة و اصررت ان يبقى معنا و يسهر معنا و استجاب الرجل مشكورا و لا زلت اذكر له جميله و لم انساه و ان كان هو في بلد و انا في بلد و لم اراه او نتراسل منذ 17 سنة
و وجدت الناس تسعد بالمعزي الصامت المتضامن في صمته اكثر من المتحدث بكلام محفوظ او مقلب للمواجع
و يليه في المنزلة المعزي الذي يستطيع بمهارة ان يسوق الحوار في مواضيع خارجية و عامة غير مهمة و لا تحتاج الى تفكير عميق غير متوفر في نفس و ذهن الانسان الحزين و لكنه ينجح في تشتيت الانتباه جزئيا و مؤقتا عن مركز الحزن
و المعزي "السوبر" هو غالبا شخص صاحب تجربة قاسية و بمعنى ادق صاحب نجاح في تجاوز تجارب قاسية لان لكل منا تجربة قاسية لكن قليل منا من يستطيع ان يتجاوزها بنجاح
المعزي "السوبر" يعرف مدخله تماما لقلب المتلقي فقد يلقي نكتة مقبولة او يحكي حكاية او يذكر ايه او يكتفي بانصات المتضامن بقلبه
و وجدت الناس حتى و لو كانوا من عشاق المظاهر و الكلام المنمق الا انهم في ساعة كسرتهم لا يرتاحون الا لتضامن الموجوعين ربما لاتحاد الآلام

تعليقات

التسميات

عرض المزيد