كفاح الشواذ و فيلم هارفي ميلك

صورة هارفي ميلك في الفيلم
من حوالي شهر تقريبا شاهدت فيلم ‫#‏هارفي_ميلك‬ ‪#‎Milk‬ و يحكي قصة الزعيم المؤسس لحركة الشواذ في امريكا ترددت كثيرا قبل ان ارى الفيلم و ترددت كثيرا في الكتابة عنه بعد المشاهدة كما شعرت بالقرف احيانا ثناء مشاهدة الفيلم
لكن خلاصة ما خرجت به من الفيلم
*فكرة النضال في حد ذاتها لان التضاد يبرز المعنى و يوضحه و عبارة"نضال الشواذ" في ذاتها ذروة توضيح المعنى حيث نجد قيمة النضال في المجتمع الامريكي حتى في احط و ابشع مكوناته بينما نشهد في مجتمعنا و في انفسنا كسل و انكسار و هزيمة نفسية او حالة كربلائية انتحارية لا معنى لها
*رأيت كيف ان الشواذ ناضلوا ضد اتجاه المجتمع الذي بدا محافظا في مواجهتهم اكثر من نضالهم ضد اتجاه الدولة
صورة هارفي ميلك الحقيقي
*رأيت ان لا احد في امريكا تضامن مع الشواذ الا على سبيل التضامن التبادلي و لم يتحرك نشطاء متجردون يطالبون المجتمع باحترام حقوق الشواذ
*لم ينتصر الشواذ في جلب الاعتراف بهم الا بعد ان اعلنوا هوياتهم و ثبتوا عليها و لم تفلح كل محاولات "انا مش شاذ بس باحترمهم"
*رأيت ان نضال الشواذ لم يكن مجرد كفاح صالوناتي على هامش حياتهم و لكن كان قضية حياتهم كان صراع وجود بالنسبة لهم لان فشلهم في التكيف كان يؤدي ببعضهم الى الانتحار و بالتالي لم يكن امامهم بديل عن الانتحار سوى اجبار المجتمع على قبولهم
*رأيت ان نضال الشواذ قوبل بنضال مضاد محافظ و متشدد لكنه انهزم نتيجة جموده ربما نتيجة عاطفيته ربما ايضا لكن الاغلب في ظني لانه كان نضال دفاعي سلبي مهمته الرئيسية ان "العيال دي متحققش اهدافها"
*و رأيت ان المجتمع الامريكي مجتمع الاقليات المناضلة اكثر منه مجتمع الاغلبية
*و ظني ان الاختلاف بين الديمقراطيين و الجمهوريين اعمق و اوسع مما نتصور او كما كان البعض يصور لنا انهم وجهين لعملة واحدة لان تنافسهم او صراعهم هو صراع بين المحافظين المتشددين و المجددين بلا كوابح تقريبا
*قناعتي ان التيارات الفكرية و الثقافية التي لا تسعى للتبسيط و الاقناع و الالحاح و ربط نفسها بالحياه اليومية هي مجرد فقاعات ليس لها مستقبل و لا حاضر و ان الافكار لا تكتسب قوتها من مجرد عقلانيتها و رجاحتها الذاتية بقدر ما تكتسب قوتها من صلابة و الحاح حامليها في مواجهة الاكثرية و ان النضال الاكاديمي لا يغني عن النضال في الشارع و الميكروباص و ان النضال في الشارع لا يغني عن النضال الاكاديمي البحثي و ان المناضلين في بلادنا العربية اكثر تخلفا من حكامنا

تعليقات

التسميات

عرض المزيد