و لان العالم اصبح قرية صغيرة فلن تسلم اي بقعة من بقاعه من اثار المستنقع الذي نعيش فيه


لدي اعتقاد راسخ ان المواطن السكندري العادي الذي اضطر الى نزول عمله و هو يسبح في مياه المجاري و اضطرت ابنته ان تؤدي امتحان التيرم في ذلك الظرف و كذلك مواطن رفح الذي اضطر للتهجير من بيته انه سيفقد جزء مهم و كبير و عظيم من انسانيته و ادميته
و ستتغير شخصيته تغير ربما لا يكون سريع و مفاجئ لكنه مؤكد و قوي و سلبي
و لما نرى فينا و حولنا المصائب نتعجب هل هؤلاء بشر
فالمتطرف و الارهابي و كذلك البلطجي و المتحرش لم يتحول الى تلك الحالة نتيجة رسمة او مقالة او حالة استفزته

درسوا لنا قديما نظريات و تشريعات و اساليب معالجة تفرق بين المجرم صاحب التكوين الاجرامي و بين المجرم بالصدفة
و اذا ظلت مدارسنا على وضعها و عشوائياتنا على حالتها ان لم تكن تزداد بؤسا و قضاءنا على شموخه و شرطتنا على نفس نهجها و مراكز شبابنا و قصور ثقافتنا على حالتها و سينيماتنا على سبكيتها و عدليتها
لو ظل الحال على ما هو عليه فستظل مصر تنتج مليون انسان مشوه سنويا مشوه تكوينا "يبقوا مجرمين او متحرشين او لصوص او ارهابيين او تجار سلاح و مخدرات او متحرشين او مواطنين شرفاء " على حسب نوع الماكينة التي ستستوعبهم و تشكلهم و تشغلهم
و لان العالم اصبح قرية صغيرة
فلن تسلم اي بقعة من بقاعه من اثار المستنقع الذي نعيش فيه
و اذا لم يصدر لنا العالم جزء من انسانيتنا المفقودة او المسلوبة سنصدر له الجريمة و الارهاب
و اذا لم نساعد انفسنا للافاقة من كوارثنا سيضطر العالم على ان يردم الارض فوقنا و يبكي بعض الشرفاء من اجلنا عدة ايام او شهور ثم يرتاح الناس مننا للابد

تعليقات

التسميات

عرض المزيد