ليخرج حزب النهضة التونسي من اللهاث داخل شرنقة الماضي

مؤتمر حزب النهضة التونسي
مؤتمر حزب النهضة التونسي
عند النظر الى تحول حركة النهضة التونسية الى حزب سياسي من زاوية "ان تأتي متأخرا خير من ان لا تأتي" فهي خطوة موفقة وألقت حجرا في الماء الآسنلكن من زاوية المبادرة او حتى مسايرة العصر او حتى اللحاق بأخر عرباته فهذا امر يحتاج الى نظر 
فقد كان اخوان النهضة بمثابة طفل ظل يلح على اباه ان يشتري له "هاتف محمول" وظل الاب يمانع ويعترض بحجج شتى حتى كبر الولد وصار يافعا واستقل ماديا وقضى الابن عدة سنوات من حياته بدون هاتف جوال احتراما وهيبة لحضور الاب المعنوي فلما زادت اعمال الابن وما استطاع ان يعيش بدون هاتف فاضطر ان يواجه الاب بمشروعه في شراء هاتف ولكنه اشترى اقدم اصدار عرفه في صباه وهو الاصدار الذي لا يساير زمانه كما كان يبغي ويتمنى ولا هو الاصدار الذي يرضي الاب الذي يرى ان افضل هاتف ان تكون بلا هاتف وتلك محنة المحافظين في كل زمان ومكان وبيئة مسلمة او اوروبية انهم دائما في دور المكابح الاجتماعية والفكرية والسياسية "الفرامل" وربما هو دور مطلوب بدرجة ما لكن ان تختص به فئة من البشر وان يكون اقصى تطورها هو المراوحة بين ان تكون مكابح صدئة تمنع المجتمع من الانطلاق وبين ان تصير مكابح اكثر ليونة تقلل سرعة الاندفاع وقت اللزوم ثم تعود مجددا للسير في الطرق التي سبق ورفضتها وتستمر مسيرتها عكس التيار ثم السير ثانيا في اتجاه التيار لتعويض ما سبق ثم العكس في ملحمة اسطورية اغريقية 
فعليهم ان ينجزوا ذلك سريعا لينتهوا من مرحلة التأسيسي الفكري السياسي الى مرحلة البناء السياسي على ما اختاروه من اساس ثم تكون المرحلة الثالثة وهي الممارسة السياسية العادية زي ما خلق الله بتمارس سياسة بدون طرطور ولا طربوش ولا عمامة ولا اي فذلكة هدفها ايقاف عجلة شعوبهم حتى يتهيؤا للحاق شعبهم بدلا من ان يسبقوه ويرتادوا له ويقودونه الى افضل المسالك التي تم ارتيادها نظريا وعمليا ولتتجاوز النهضة تلك الفجوة الزمانية وتستطيع مواكبة اخر اصدارات سياسية تناسبها في السوق قبل ما يعيد السوق الغاء المعاصر وطرح المستقبل على النهضة ان تنجز وتسرع في مؤتمرها القادم لتختار بين ثلاث اصدارات سياسية من وسط اصدارات لا نهائية 
هل يميل النهضة الى اصدار اليمين المحافظ ام اليسار الديمقراطي ام الليبرالية الاجتماعية ؟

تعليقات

إرسال تعليق

التسميات

عرض المزيد