العمليات الانتحارية نتاج ثقافة تجرم غريزة حب الدنيا و كراهية الموت

الموت في سبيل الله اسمى امانينا
احيانا الضرورة العسكرية في الحروب النظامية او في اعمال المقاومة تفرض القيام بعمل "فدائي-انتحاري-استشهادي" ولكنني ارى ان في المجتمعات العربية طريقة تعامل شديدة الحدية مع الحلال و الحرام او المشروع-الممنوع لأقرب وجهة نظري أطرح سؤالا هل لأن الطلاق حلال و متاح قانونا هل يجب ان ندعوا له و "نبروزه" و نجعله قيمة عليا يسعى لها الافراد و المجتمعات؟ و هكذا في كل امور الحلال و الحرام و المشروع و الممنوع في قضايا الفن و الادب و العادات و التقاليد و الافكار و الحياه اليومية العمليات التي يموت منفذها موجودة في جل ادبيات المقاومة و العسكرية في العالم و محاطة بقدر من التبجيل و الاحترام لكنني ارى ان هذا التبجيل و الاحترام في الثقافات العربية قد جاوز المدى لدرجة ان تحول الدواء المشروط بحدود و ظروف و جرعات الى قيمة مطلقة و غاية كبرى و ظهرت فلسفات رائجة شعبيا و في اوساط ثقافية فحواها تمني الموت و استرخاص النفس و تقدير مبالغ فيه للحظة الموت و الموت المشرف لدرجة انتشار الحسد و الفخر بقتلى اهمال الحرم المكي حين سقطت الرافعة و كذلك تجاه الحجاج المتوفيين عند جسر الجمرات وبالفعل اصبحنا اسرى نظرية ان سبب نكبة شعوبنا هو حب الحياة و كراهية الموت و تاصيل ذلك من حديث الغثائية و اقيم على ذلك ادبيات رائجة تتحدث عن صناعة الموت و الامة التي تتقن صناعة الموت توهب لها الحياه وهذا الفكر و ان كان مصدره الاخوان المسلمين و رسائل و شعارات حسن البنا تحديدا "الموت في سبيل الله اسمى امانينا" الا انه امتد الى كل فصائل الاسلاميين ثم تخطى الاسلاميين الى خصومهم او من لا ينتمون اليهم حتى اننا شهدنا في احداث السنة و النصف بين خلع مبارك و انتخابات الرئاسة زخم كبير لتدافع الشباب نحو الموت بلا قيمة في كثير من فعاليات اصبحت غير مذكورة الان "لا اتحدث عن الاحداث الكبرى مثل محمد محمود و غيرها لكن اتحدث عن فعاليات فعلا لم تعد مذكورة و لم يكن لها اي اهمية سياسية او ثورية" اعيد تلخيص وجهة نظري في عبارة موجزة (الانتحار و الاستشهاد ليس ازمة فتوى و لكنها ازمة ثقافة تقاوم الحب الغريزي للحياه و تقاوم الكره الغريزي للموت و الحرب)

تعليقات

التسميات

عرض المزيد