جواز الدهل من فؤاده قائم - فين ايامك يا عتريس

توقع ابناء القرية ان تكون قصة عتريس معهم قد انتهت بحرقهم لبيته و انهاء اسطورته و سطوته و تخليص فؤادة تماما من زيجتها الباطلة من عتريس
و لكن ما حدث ان فؤادة بعد انتهاء عتريس ذهبت الى بيت عمها المفتري الذي اساء معاملتها و حملها ان تقبل العمى و لا تقبل الحياة في كنفه مما جعل فؤادة مستعدة ان تقبل باول عريس يتقدم لها
فتقدم لخطبتها كثيرون
لم تكن فؤادة لملمت جراح تجربتها السوداء مع عتريس و موت ابيها و امها و سوء معاملة عمها و زوجة عمها و طمع السفهاء بها
و كانت كلما ابدت ميلا نحو احد خطابها فزعوها بشتى الطرق : هذا شخصيته قوية و سيعيد تجربة عتريس و هذا كان على علاقة بعتريس و هذا لو تزوجتيه سينتقم منك اقارب عتريس
حتى لفظت كل خطابها و لم يتبقى لها سوى اثنين ابن عم عتريس و هو احد المتبقين من عصابته و عبيد الدهل
و قبلت فؤادة على مضض الزواج من الدهل من باب ان الزواج سترة و ربما دهولة عبيد تكون افضل من طغيان عتريس و لأنه ابن عائلة كبيرة العدد ربما تحميها من انتقام من تبقى من عصابة عتريس
التمست فؤادة الف عذر لعبيد في بداية زواجهما و كانت تعلم ان مبيت عبيد الدهل في فراش كان لعتريس في يوم ما ربما له تأثير كبير على حالته المزاجية و الصحية و مع الايام ممكن الامور تتحسن
كانت في البداية متوجسة من الارتباط الزائد لعبيد الدهل بأهله و عشيرته حتى تعهد لها بأنهم لن يتدخلوا في شئون بيتها لكنهم مع الوقت تدخلوا و اساءوا التدخل
و كانت كل فترة تأتيها الانباء عن اتصالات بين عبيد الدهل و اعداء الدهاشنة و كان يذيل مراسلاته بتوقيع صديقكم الوفي :عبيد الدهل
حتى انه هداه تفكيره المريض ان يطلب من اعداء الدهاشنة قرض بسيط لا قيمة له و لكن حتى يعطي اعداء الدهاشنة الامان و يأخذ منهم الامان
و ظل طيلة الوقت خائف يرتعد منها و من عائلتها و من اعداء عائلتها دون سبب واضح لدرجة جعلتها تتساءل كل يوم الاف المرات لماذا اقدم على خطبتي و هو لا يستطيع لا دفع مهري و لا نفقتي و لا قادر على حمايتي و لا حتى استطاع الباءة حتى يتزوج ،و صبرت نفسها بأن الايام كفيلة بأن تداوي عجزه و تصلح شأنه
و هاجت سخرية نساء القرية من فؤادة التي اشعلت القرية من اجل انهاء زيجتها الباطلة من غتريس سيد الرجالة الذي ظلمته ثم ها هي في كنف الدهل
و ترامت اليها الانباء من كل حدب و صوب عن ان الدهل على اتصال بعتريس الذي فوجئ الجميع بأنه نجا من حريق بيته يوم ان تجمعت القرية لحرقه و انه هارب في قرية قريبة و انه سبب كل المشكلات التي تحدث في القرية منذ فارقها
و علمت فؤادة بان عبيد الدهل يسير في خطتين شريرتين
علمت ان عبيد الدهل يشكو لطوب الارض سوء عشرتها و تفضله عليها و ابقائها على ذمته و انه بالفعل قد عزم الزواج عليها , كما علمت ايضا بخطته الاخرى بأن يؤجرها لعتريس ليلا لينفق على زيجاته نهارا و ليداري للابد اي اشاعة عن عجزه الذي سيختفي فور ولادة فؤادة للبنين و البنات
و عندما اعترضت فؤادة و استعادت عزتها و شموخها القديم عايرها الدهل انها لم تكن تجرؤ على ان تفتح عيناها في عين عتريس و نسي كيف ان وقفتها المشهودة في وجه عتريس هي التي ايقظت القرية كاملة من استسلام استمر لسنوات
و قرر عبيد ان يخلع رداء دهولته للابد و سولت له حماقته ان يرتكب افعال دموية تعيد لها و للقرية ذكريات عتريس
شجعها عمها المتواطئ مع عتريس على طلب الطلاق و هي لم تكن تنتظر احد لتطلب الطلاق و اصرت على عبيد الدهل و عشيرته ان يتركوا بيتها و ان يرحل عبيد الى غير رجعة
رفض عبيد الطلاق
و قضت المحكمة بتطليق فؤادة التي تزوجت مرتين و لازالت بكرا
و رغم حكم المحكمة و وقفة فؤادة و سجن عبيد الدهل الا ان عشيرته ظلت تسير في الطرقات و هي تهتف "جواز عبيد من فؤادة قائم .. قاااااائم .........قاااائم" و يستمرون في حصارها يريدونها لانفسهم بالتناوب باعتبارها من تركة عبيد الدهل
و عادت فؤادة مثقلة بمراراتها المجتمعة
فها هي اضافة لكل همومها السابقة تزيد عليها الان هموم سيرتها المتبعثرة على ألسنة سيدات و رجال و اطفال القرية و اختلاف الناس على بطلان زواجها من عتريس و صحة حكم طلاقها من عبيد الدهل و مدى صحة تقرير الطب الشرعي عن عذريتها
و مما زاد الهموم هموما انها كانت تحلم باحد من فرسان القرية و ما اكثرهم و لكن الحلم اصبح بعيد المنال بعد ان اصبحت سمعتها مضغة على كل لسان و عصابة عتريس و عشيرة الدهل يحاصرونها من كل جهة
و في ظل تلك الاجواء السوداء يتقدم عتريس مرة اخرى في صورة اكثر زهوا من ذي قبل طالبا من فؤادة ان تقبل الزواج منه طامعا ان تتزوجه هذه المرة برضاها حيث لم يعد لها من خيار سواه
و لازالت فؤادة تصارع امواج الجنون و خواطر قتل النفس و صوت ينادي من بعيد: "اصبري يا فؤادة سوف يجعل الله لك فرجا و مخرجا"

تعليقات

التسميات

عرض المزيد