جدلنا اليومي عقيم لا ينتج .. نحن في مرحلة ما قبل المغالطات المنطقية
لاحظت ان حوارتنا في الشوارع و البيوت ممكن تنقل خبرات من خلال حكي المواقف و التجارب اليومية لكنها غالبا و دائما لا تنتج فكرة جديدة و لو بسيطة
لاحظت في حوارتنا اليومية افات متكررة و قاتلة و معتادة جدا لدرجة انك ممكن تتهم بالوقاحة و قلة الادب لو استوقفت محدثك و هو يمارسها
و غالبا اي جدل في اي بيت مصري حول قرار يخص الاسرة غالبا ما ينتهي بخناق او ان شخص يفرض رايه و اخر يستسلم
البعض حاول يعالج المرض ده بالحديث عن المغالطات المنطقية
لكن ظني الشخصي ان حوارتنا اليومية لازالت تحت مستوى الوصول للمغالطات المنطقية اساسا
المغالطات المنطقية تكون في حوارات المثقفين و الاكاديميين المصريين و كذلك عند المشايخ و السياسيين و الدعاه و ادوات توجيه الراي العام عندنا
الجدل المنتج للافكار يحتاج الى استخدام "بما ان" عدة مرات و يتم من خلالها استنتاج "اذا"
المغالطات المنطقية تكون غالبا في مدى ارتباط النتيجة "اذا" بالمقدمات "بما ان"
في الحوار اليومي لا يمكن حد يسيبك تكمل طرح مقدماتك بدون ما يطلع الكورة برة الملعب :) و لا حتى يسيبك لنفسك دقائق معدودة تحسبها و لا هو مستعد يحسبها
و يوم ما الحوار يسخن و يمشي في مسار من مسارات الجدل المنتج تلاقي واحد ابن حلال يطسك بثنائية من ثنائيات الفرخة و البيضة "الجبر و الاختيار - الاصلاح من تحت و لا من فوق - الحب من القلب و لا العين - التوكل و التواكل - خالتك و لا عمتك - امك و لا مراتك" اي حاجة المهم الفكرة تطير و الجدل ينتهي فورا بدون تحقيق اي اهداف مهما كانت بسيطة و ينتهي الجدل الذي كان على وشك شحذ الافكار بالنهايات المعلبة "اللي في الخير ربنا يعمله - محدش عارف الخير فين - ربنا يولي من يصلح- يا عالم من يعيش - هو انت ضامن قوي - يا سيدي دع الملك للمالك"
لذلك تجد مواريث تقعد بالخمسين سنة بدون تقسيم - مشروعات عائلية خاسرة و مستمرة - اراضي فضاء في منتصف المدن بلا قرار بيع او بناء او استثمار - علاقات متعلقة لا بتطلق و لا بتتجوز - افكار ميتة لا بتتدفن و لا بتتجدد - كراكيب فوق الاسطح لا بتتباع و لا بتستخدم - خلافات و رواسب في النفوس لا بنتحاسب و لا بنصفى و لا حتى بنتقاطع و لا بنتواصل
تعليقات
إرسال تعليق