محمد لم يكن سلفيا و ماركس لم يكن ماركسيا و دارون لم يكن داروينيا و لا المسيح كان مسيحيا

لما بتدخل التطبيق في النظرية و تعتبر التطبيق جزء لا يتجزأ من اصل النظرية هتلاقي نفسك تلقائي بتقيف نظرتك للواقع على مقاس النظرية و بدل ما تبقى النظرية خريطة تسهل لك فهم الواقع علشان تتعامل معاه بشكل اكفأ تلاقي نفسك ارتبكت و اتكعبلت و اي جاهل يتعامل مع الواقع اكفأ منك و تلاقي نفسك تحولت من داعية تنوير و اصلاح و تطوير الى تطبيق عملي يثبت للجهال ان العلام بيبوظ الدماغ و الفكر عدو الانسان الاول
لذلك كارل ماركس لم يكن ماركسيا لانه ثبت عنه انه كان يعارض نفسه كلما جد له جديد و لو امتد به العمر قرنين من الزمان لظل يطور نظريته بلا كلل او ملل و ربما كان سيعادي من تمسكوا بالنسخة الاولى من كتبه و نظرياته
و كذلك لم يكن المسيح مسيحيا
و محمد لم يكن سلفيا بل كان فيلسوفا متأملا معارضا للتقليد و الغلو في اتباع من سلف لم يثبت من سيرته انه كرر نفسه مرتين
و ناصر لم يكن ناصريا بل انه استهزأ بمن يريدون تطبيق الاشتراكية من الكتاب
و كذلك غاندي الذي غير فقهه السياسي عندما انتقل من جنوب افريقيا الى الهند التي اصر على اعتزال نخبتها و صمم على قراءة الهند من قعرها لا من قمتها و المفاجأة الاخيرة بالنسبة لي انا شخصيا ان دارون لم يكن داروينيا فقد كان محافظا متدينا تباطئ في نشر نظريته سنوات و لما اضطر لنشرها تعمد كتابتها بصياغة علمية يصعب على العامة قراءتها او فهمها حتى لا يشوش عليهم ما استقروا عليه
ظني ان اكثر ما يدفع المثقف للتحول الى جزء من قبيلة العلمانيين او السلفيين او الناصريين او الداروينيين انه يريد مظلة تظله و فصيلة تئويه و طائفة تحميه او يخوض الصراع من خلالها فأكثر من يهتم بالشارات و الاشكال و الرموز هي الجيوش حتى يسهل عليها سرعة تمييز العدو من الصديق و يسهل تنظيم الصفوف و لا يختلط الحابل بالنابل "و هو مثل عسكري حربي بامتياز" لكن الحياه المدنية تختلف عن ذلك اختلافا كبيرا اذا كانت الحزبية السياسية هي ضرورة الزمان و هي الحل المناسب لضمان تحقيق الديموقراطية التي تتطلب وجود شبكة علاقات مسيسة قادرة على انتزاع السلطة و ممارستها و المنافسة حولها الا ان الحزبية السياسية لها اضرار يعرفها السياسيون لكنهم يعتبرونها اثار جانبية لدواء مر لابد منه لكن التحزب فيما لا ضرورة له هو الضرر المحض الذي لا فائدة منه ظني ان الواقع يفرض علينا تخفيف حدة التصنيف والفهم بعمق و الممارسة بتلقائية

تعليقات

التسميات

عرض المزيد