للفقراء حسابات اخرى
منذ حوالي عشر سنوات جمعتني ظروف مع مسئول لجمعية يفترض ان تكون خيرية و تحدث الرجل في مناسبات متعددة عن سلبية بعض الفقراء و انهم كسولين و اغبياء و "مش غاويين شغل" الى اخر الكلام الكبير اياه ....... و حدثني عن سلبية الشعب و عن ضرورة ان يكون الانسان ايجابي فضرب مثلا بنفسه عندما خرج من صلاة الفجر و وجد امرأة تفتش في اكياس الزبالة و تبعثر محتوياتها "دماغك متروحش لبعيد و تفكره تصدق عليها لاء" فكان الرجل في منتهى الايجابية حيث شخط فيها و هددها اذا ظهرت في المنطقة مرة اخرى انه سيستدعي لها الشرطة و سيسجنها "و هو قادر على ذلك بحكم منصبه" ثم التفت الايجابي الخيري الي مستنكرا و متسائلا .. كم واحد شاف الست دي و هي بتوسخ الشارع و ماخدش موقف ايجابي ؟ طبعا كانت اجابتي هي الذهول التام و المطبق خاصة ان المقابلة كانت في مقر الجمعية المنوط بها مساندة الفقراء و هنا ترسخ في ظني ان هذا الرجل حرامي يسرق دعم الفقراء و بعدها بفترة قليلة جدا وجدت شواهد تثبت انه لص و طبعا انا لعبت دور في قمة السلبية و لم ابلغ عنه لسبب بسيط جدا ان الرجل بحكم منصبه هو المصفاه النهائية التي تصل اليها نتائج تحقيقات جرائم الفساد الاداري
و في عام 2005 جمعتني ظروف شغل بصاحب مؤسسة كان يتعجب من ان السيدة المسنة التي تنظف المكان تكتفي بالعمل فترة واحدة و كيف انها ترفض العمل فترتين و تاخذ راتبين بدل من راتب واحد و كيف ان تلك السيدة غاوية فقر و ليس لديها اي طموح ذاتي او رغبة لتأمين مستقبل عيالها و كنت انظر في وجه الرجل و كاد عقلي ان يطير و انا "مش عارف الراجل ده بيتكلم جد و لا بيهزر" خاصة ان حسابات المكان كانت معايا و عارف ان اجر تلك السيدة عن عملها فترة واحدة هو 45جنية شهريا لو حضرت كل الايام و يتم خصم جنيه و نصف عن كل يوم غياب و هو يريد ان يكون عندها طموح و تعمل فترتين لتحصل على 90 جنيه كاملين لتؤمن مستقبل اسرتها و ابنتها الجامعية و تحقق احلامها و تندفع نحو النجاح "هذا الرجل كان بيدي دورات تنمية بشرية و عايش الدور"
ما اردت قوله من القصتين ان للفقراء حسابات قد لا يفهمها من لم يجرب الفقر او جربه و نسيه تماما
الفقير قد لا يبحث عن عمل ليس من باب الكسل لكن احيانا لانه لا يملك مصاريف البحث عن عمل
الفقير احيانا اذا توفر معه مال قد لا يستثمرها في الحصول على كورسات و مؤهلات ربما لانه غير مؤهل اساسا لاستيعاب تلك التدريبات و ربما لان الحشيش نتيجته اسرع و اضمن باعتبار انه ياما تعب و لم يجد مقابل الفقراء احيانا لا تصلهم معلومات عن فرص العمل
الفقراء احيانا لا يستطيعون العمل لمدة شهر و انتظار الراتب بعد 30 يوم من بدء العمل
الفقراء لا يستطيعون العمل باجر منخفض في مقابل اكتساب خبرة
الفقراء قد يبيعون اداة المهنة التي تساعدهم بها احد الجمعيات من اجل وجبة تشبع جوعة يوم او لان زوج او اخو المراة المعيلة مدمن و حرامي
الفقراء لا يفهمون معنى المستقبل بالشكل الذي يفهمه من لديه رصيد في البنك يعني كلمة السنة الجاية بالنسبة لبعض الفقراء شبه كلمة يوم" القيامة العصر" بالنسبة لحضرتي و حضرتك لان السنة الجاية دي معناها بعد الف وجبة من الآن يعني "خيال علمي" و هذه الفكرة ينبني عليها تبعات اجتماعية و سياسية و اقتصادية حاول تستنتجها لوحدك
الفقراء ذاكرتهم ضعيفة جدا و قد يصور لهم الاعلام او رب العمل انهم رأوا اشياء لم تحدث
الفقراء مثل الاغنياء يصابون بالاكتئاب و الامراض النفسية جميعها و لكنهم لا يعرفون و لا يستطيعون التعبير و المرض النفسي في مجتمعات الفقراء نكتة و لهم طرقهم في تنفيث متاعبهم النفسية في صورة افعال خرافية و اجرامية بداية من فك السحر و استخراج الجن مرورا بالتحرش بالنساء و الرجال و افتعال العنف و الشجار اليومي و المخدرات و السرقة من اجل الحصول على المخدرات
التعامل مع الفقر باعتباره مجرد نقص موارد فقط و بالتالي يعالج بـ"شوية" صدقات و عطايا تموينية تعامل في افضل حالاته مجرد مسكن لا يعالج و عمره ما عالج
الفقر حالة اجتماعية و اقتصادية و صحية و ليست مالية فقط
الانسان الذي ينحصر فقره فقط في ضيق ذات اليد و مجرد ما يجد مال يتحول الى غني او مستور لا يعتبر فقير بالمعنى الحقيقي للكلمة و لكنه مجرد متعثر محتاج سندة مجرد سندة لكن الفقر الحقيقي مرض مكتمل الجوانب و الاركان يعالج ببرامج و علاجه على يد متخصصين لا متبرعين و لا متصدقين و لا متعاطفين
و في عام 2005 جمعتني ظروف شغل بصاحب مؤسسة كان يتعجب من ان السيدة المسنة التي تنظف المكان تكتفي بالعمل فترة واحدة و كيف انها ترفض العمل فترتين و تاخذ راتبين بدل من راتب واحد و كيف ان تلك السيدة غاوية فقر و ليس لديها اي طموح ذاتي او رغبة لتأمين مستقبل عيالها و كنت انظر في وجه الرجل و كاد عقلي ان يطير و انا "مش عارف الراجل ده بيتكلم جد و لا بيهزر" خاصة ان حسابات المكان كانت معايا و عارف ان اجر تلك السيدة عن عملها فترة واحدة هو 45جنية شهريا لو حضرت كل الايام و يتم خصم جنيه و نصف عن كل يوم غياب و هو يريد ان يكون عندها طموح و تعمل فترتين لتحصل على 90 جنيه كاملين لتؤمن مستقبل اسرتها و ابنتها الجامعية و تحقق احلامها و تندفع نحو النجاح "هذا الرجل كان بيدي دورات تنمية بشرية و عايش الدور"
ما اردت قوله من القصتين ان للفقراء حسابات قد لا يفهمها من لم يجرب الفقر او جربه و نسيه تماما
الفقير قد لا يبحث عن عمل ليس من باب الكسل لكن احيانا لانه لا يملك مصاريف البحث عن عمل
الفقير احيانا اذا توفر معه مال قد لا يستثمرها في الحصول على كورسات و مؤهلات ربما لانه غير مؤهل اساسا لاستيعاب تلك التدريبات و ربما لان الحشيش نتيجته اسرع و اضمن باعتبار انه ياما تعب و لم يجد مقابل الفقراء احيانا لا تصلهم معلومات عن فرص العمل
الفقراء احيانا لا يستطيعون العمل لمدة شهر و انتظار الراتب بعد 30 يوم من بدء العمل
الفقراء لا يستطيعون العمل باجر منخفض في مقابل اكتساب خبرة
الفقراء قد يبيعون اداة المهنة التي تساعدهم بها احد الجمعيات من اجل وجبة تشبع جوعة يوم او لان زوج او اخو المراة المعيلة مدمن و حرامي
الفقراء لا يفهمون معنى المستقبل بالشكل الذي يفهمه من لديه رصيد في البنك يعني كلمة السنة الجاية بالنسبة لبعض الفقراء شبه كلمة يوم" القيامة العصر" بالنسبة لحضرتي و حضرتك لان السنة الجاية دي معناها بعد الف وجبة من الآن يعني "خيال علمي" و هذه الفكرة ينبني عليها تبعات اجتماعية و سياسية و اقتصادية حاول تستنتجها لوحدك
الفقراء ذاكرتهم ضعيفة جدا و قد يصور لهم الاعلام او رب العمل انهم رأوا اشياء لم تحدث
الفقراء مثل الاغنياء يصابون بالاكتئاب و الامراض النفسية جميعها و لكنهم لا يعرفون و لا يستطيعون التعبير و المرض النفسي في مجتمعات الفقراء نكتة و لهم طرقهم في تنفيث متاعبهم النفسية في صورة افعال خرافية و اجرامية بداية من فك السحر و استخراج الجن مرورا بالتحرش بالنساء و الرجال و افتعال العنف و الشجار اليومي و المخدرات و السرقة من اجل الحصول على المخدرات
التعامل مع الفقر باعتباره مجرد نقص موارد فقط و بالتالي يعالج بـ"شوية" صدقات و عطايا تموينية تعامل في افضل حالاته مجرد مسكن لا يعالج و عمره ما عالج
الفقر حالة اجتماعية و اقتصادية و صحية و ليست مالية فقط
الانسان الذي ينحصر فقره فقط في ضيق ذات اليد و مجرد ما يجد مال يتحول الى غني او مستور لا يعتبر فقير بالمعنى الحقيقي للكلمة و لكنه مجرد متعثر محتاج سندة مجرد سندة لكن الفقر الحقيقي مرض مكتمل الجوانب و الاركان يعالج ببرامج و علاجه على يد متخصصين لا متبرعين و لا متصدقين و لا متعاطفين
تعليقات
إرسال تعليق