عيبي اني طيب زيادة عن اللزوم

عيبي اني طيب زيادة عن اللزوم
"عيبي اني طيب زيادة عن اللزوم" رغم ان تلك العبارة اصبحت مثيرة للسخرية من كل شخص يتغزل في نفسه ومن عدم قدرة الانسان على رؤية عيوبه وتحميل كل مصائب حياته على الحظ والمجتمع وكل كائن حي او ميت دون ان يحمل نفسه اي شئ سوى ندمه على طيبته الزائدة مع الاخرين
لكن هل ممكن تكون طيبتك الزائدة عيب حقيقي محتاج الى ترشيد؟
هل ممكن تكون طيب بزيادة تسبب الاذى لنفسك ولمن حولك وتجعل الاخرين يتمنون ان تقلل طيبتك؟
بداية انا اتحدث عن الطيبة بمعنى حب الخير بمعناه الواسع  ولا اقصد في كلامي الغلب والمسكنة وقلة الحيلة والخيابة ونقصان العقل فيما اعتاد بعض او اغلب الناس ادراجها تحت مسمى الطيبة وذلك طيبة منهم زائدة عن اللزوم حتى لا يجرحون الضعفاء عندما يصفونهم باوصاف حقيقية قد تؤذيهم لكنها قد تفتح ابصارهم وهنا نجد انفسنا ننتقل تلقائيا وبتداعي المعاني الى طيبة العقل وطيبة الوجدان "طيبة القلب" 
الانسان الطيب عندما يكون عقلانيا قد يصدم الناس حفاظا عليهم بينما طيب العواطف والمشاعر قد لا يكترث بالعواقب البعيدة للامور ويهتم بتطييب خواطر الناس والعطف على اخطائهم وتبريرها والتغافل عنها وافتراض حسن النية من ورائها وتوقع انها قد لا تؤدي الى كارثة باعتبار ان القدر سيتدخل في اللحظة الحاسمة لينقذ الغلبان من مكر الشرير
الطيب زيادة عن اللزوم قد يتدخل في شئونك بسبب خوفه عليك او تمني الخير لك ولا شك ان هذا اذى وعدوان على حريتك وخصوصيتك
الطيب زيادة عن اللزوم قد لا يسايرك في وجهة نظرك ويعارضها بشدة وربما يبدو في معارضته لك مستبدا او عدوا او "بيكبر المواضيع" 
الطيب زيادة عن اللزوم خاصة اذا كان من النوع العقلاني الذي يهتم بعواقب الامور البعيدة مكروه اجتماعيا لانه بالفعل تشاؤمي غالبا غير مندمج غالبا محبط ومصدر ازعاج حقيقي للمحيطين به وربما في بعض الاحيان يكون سعيدا وسط الاحزان متفائلا وسط اليائسين فهو في جل الاحوال معيق ومقاوم لحركة التيار السائد
الطيب زيادة عن اللزوم قد يخفي عنك اعذاره حتى لا يزعجك فتظن به السوء و ترى اخطاؤه غير مبررة وقد يخفي احزانه فيحمله الناس فوق ما يحتمل ويتوقعون منه المزيد 
هل هذه دعوة لنبذ الطيبة والتنفير منها ؟ ام انها دعوة لفتح المجال للاخرين كي يزعجوك ويسمموا حياتك بحجة طيبتهم الزائدة؟
لا انها دعوة للطيبة الحكيمة المعتدلة التي لا تزيد عن اللزوم
دعوة لكل طيب زيادة عن اللزوم ان يلزم حدوده ويرفق بنفسه وان لا يتحمل مسئولية من لا يفترض انهم تحت رعايته بحكم العرف او القانون او الدين
دعوة لكل طيب زيادة عن اللزوم ان التطرف في الطيبة ايذاء له ولمجتمعه مهما تصور انه فدائي يقدم نفسه فداءا للمجموع
اعتذر عن تقديم خدمة فوق استطاعتك بابتسامة افضل ما تضحي من اجل الناس وانت عابس الوجه تئن من الوجع فقول معروف خير من صدقة يتبعها اذى
و ختاما انا مقتنع ان كثير من الناس اكبر عيوبهم انهم طيبين زيادة عن اللزوم

تعليقات

التسميات

عرض المزيد