باللغة العربية الفصحى استيقظ وركز واصحى

في تصوري ان الفصحى هي اصدارة او اصدارات مناسبة للفصحاء للحديث والكتابة المنضبطة عن القضايا التي تحتاج الى عمق وضبط مصطلحات كي يكون الحوار والتواصل مثمرا وفعالا
بينما العامية او العاميات او اللهجات المحلية وهي موجودة منذ ظهور اللغة العربية وليست ناتجة عن الابتعاد عن اللغة العربية كما كنت انا شخصيا اتصور بل ان القران الذي اصبحت تنسب اليه اللغة العربية راعى في قراءته تلك التعددية اللغوية ولم يطلب من العرب التوحد على لهجة واحدة ليس فقط في حياتهم اليومية بل وفي قراءتهم لكتابهم المقدس المرسل لهم من الله ليخاطبهم بلغتهم بل بلهجاتهم المحلية المتاحة وقتها
و اتصور ان اللهجات المحلية والعامية هي المناسبة لممارسة النشاط اليومي المعتاد الذي لا يحتاج الى عمق بل الى بساطة وسرعة
يعني لما تتفاوض او تفاصل في صفقة تجارية تتحدث لغة السوق السريعة وعندما تصل لاتفاق وتحتاج الى توثيقه في عقد تكتبه بلغة فصحى منضبطة لغويا وقانونيا
وبالتالي لا يوجد صراع اساسا بين الفصحى والعامية الا اذا تم افتعال الصراع لاسباب مفتعلة "نخبة و حرافيش او اسلام وعلمانية او اصالة ومعاصرة" كما هي عادة العرب قديما وحديثا
و لو استطاع المثقف او الفيلسوف ان يعبر بالعامية عن نظرياته وتصوراته العميقة فهو انجاز عظيم يحسب له ويضمن له الرواج بين العامة
وان استطاع العامل او سائق التوك توك او الفلاح ان يكون فصيحا يفرض نفسه على النخبة المثقفة لتضعه في الحسبان فهو انجاز يحسب له
لكن التعبير الجزل الفخم الضخم عن احتياجات بسيطة يشبه تماما استخدام شاحنة ضخمة لايصال الوجبات السريعة في ساعة الذروة
لكن التعبير البسيط اذا استطاع ان ينقل معنى ضخم فانه بليغ وعبقري عبقرية من استطاع نقل شحنة بالاطنان في وقت قياسي
الخلاصة: الافصح هو الاسهل والاسرع والانسب في مهمة ايصال المعنى