كلام عن نفسي ما تشغلش نفسك بيه
علمتني الدراسة والممارسة القانونية ان استخرج من الملف المتضخم المعلومة الصغيرة المهمة من بين تلال المعلومات والوقائع الكبيرة والصحيحة ولكنها مشتتة ولا تتعلق بجوهر القضية
ثم تبدأ رحلة البحث المنطقي -الاسرع من الكمبيوتر- عن السطر الحاسم من بين تلال المجلدات
ذلك السطر الحاسم الذي اذا وضعته بخط عريض مائل في مذكرتك او بحثك حسمت الموقف تماما
سواء كنت قاضيا او محاميا او محققا فانت لا يهمك الا المعلومة الموظفة في سياق وغير ذلك يتحول الى تلال من الدشت
لكن تلك الصفة وان كانت جيدة ونافعة في مجالها لكنها متعبة جدا في الحياه الاجتماعية اليومية
تخيل لو انك تسأل قريب لك عن طبيب متخصص فوجدته يحدثك عن قصة تعب ابن خالته عدلات التي توفى زوجها في حادث مفجع قبل ان يزوج ابنته بشهر واضطروا لتاجيل الفرح مرتين لان العريس كان ايضا عنده ظروف ثم ياخذ في السرد الى ان ينتهي ان الدكتور فلان هو افضل طبيب في التخصص الفلاني ...
تخيلت ؟
طيب ايه رايك بقى ان انا تقريبا لا اقرا مقال ولا كتاب ولا رواية ولا فيلم وثائقي ولا استمع لحديث الناس العادي والا اشعر في اغلبها بما تخيلته في نموذج ابن الخالة عدلات وان اغلب ما يظنه الناس مشهيات للحديث فهو في الحقيقة متعب ومشتت لامثالي
وايه رايك ان امثالي لا ينبهرون ابدا بمن كثرت معلوماته او بمن يستعرض كم المعلومات الجديدة التي يراها مذهلة واراها "دشت" مالم توظف في سياق
بينما امثالي ينبهرون بمن صنع سياقا معرفيا منطقيا باقل قدر من المعلومات الموثقة وكانه اخترع تكييف موفر للطاقة او سيارة تسير بهيدروجين مية الحنفية
تعليقات
إرسال تعليق