حيرة الاستسلام والثورة والهجرة .. الحياه والموت .. العبور والعودة
*نحن لم نهزم بل انتصرنا في جولتين ولكننا نشعر بالهزيمة لاننا كنا نتخيل ان المعركة جولة واحدة فلما كسبنا الجولة الاولى وكنا نظنها خط النهاية شعرنا بخيبة الامل ثم فزنا في الجولة الثانية التي كانت اشد ايلاما واكثر اهمية ولكننا لم نفرح بها لانها كانت بوابة لجولة ثالثة لم ننتهي منها بعد رغم انها ليست الاصعب ولكن لان الالم والانهاك الذي اصابنا في جولتين من جهة ومن جهة ثانية عدم فهمنا لطبيعة معارك الحياه الممتدة بطول الحياه ومن جهة ثالثة شعورنا بخيبة الامل ولسان الحسرة يقول "اذا كان كل هذا الالم هو حاصل ونتيجة جولتين انتصرنا فيهما فما هو طعم الهزيمة اذن؟"
- لنفترض اننا انتصرنا في الثالثة فمن يضمن لنا انها الاخيرة؟
* لماذا تحلمون بنهاية المعركة؟
- تقصد اننا سنعيش في كبد الى الابد؟ متى الاستقرار اذن؟
* لنا في الموت والعدم والغياب استقرار طويل
- لكن الحياه بهذا الشكل مزعجة جدا
* ربما مع الوقت سنعتادها كما هي وسنخوض معاركنا العامة الى جوار معاركنا اليومية باعتياد وتوازن
- وهل كنا ميتين قبل ذلك؟
* كنا نعيش موت العبيد
-وهل نحن الآن احرار "اسم الله علينا وعلى خيبتنا"
* نحن الان في صراع كلما تقنا لمذاق الحرية الذي جربناه ولم ننساه اذاقونا مر السوط وذكرونا بفضائل الاستسلام للعصى وحملونا عواقب خيبتهم واوهمونا اننا ادنى من باقي البشر
لقد صار مفتاح السجن بايدينا لكن السجن في صحراء قاحلة وليس معنا دليل موثوق يدلنا على الطريق الى الحياه التي نراها على الشاشات
وصار كل دليل يزين لنا سجنه ويقول لنا الم يكن سجني افضل من السجن الذي اخترتوه وهللتم له
مفتاح السجن بايدينا على هيئة شفرة نتلوها مجتمعين ولكننا مختلفين في كل شئ وعلى كل شئ ونخاف من بعضنا ومن نفسنا ومنا من يرى نفسه بالامس عدوته اليوم ومنا من يصنع اليوم قيدا لنفسه بالغد خوفا منها ان تغتال نفسه اليوم.. كما نخاف من عواقب وافخاخ الحياه ما بعد السجن نتقلب على الاعراف لا نستطيع العودة للرضى عن السجن ولا نستطيع اخذ قرار مفارقته وتحمل المخاطر في طريق مجهول بلا ضمان طريق موحش تزيد وحشته بكثرة وازعاج السالكين غير السالكين
ومن استطاع القفز وترك الرفقة والوصول باعجوبة الى بلاد ما وراء الشاشات قيل له انما انت ضيف مؤقت او خادم مجتهد لن تكون صاحب بيت لم تشارك في بنائه وحتى لو اعطيناك صك يساويك باصحاب البيت انت نفسك لن تهنأ ويرتاح بالك في بيت لم تشارك في بنائه على ذوقك ومقاسك .. ان شئت تركت لنا ابنك نربيه على مقاسنا ليعيش بيننا كأنه منا لكنك حتما ستظل ضيف او خادم او في افضل الاحوال خادم متقاعد له منا حسن العشرة ما بقي له من عمره فان لم يعجبك عرضنا ارجع الى قومك وخض معهم مرارة السجن ووحشة الازدحام ونار التشظي وكابد معهم لتلاوة شفرة الخروج ثم شفرات علامات الطريق والبناء تلك رحلة طويلة نحن نعلم طولها ومشقتها ومخاطرها والنجاح فيها ليس مضمونا ولاحتميا لقد خضنا تلك الرحلة من المعارك اجيال وراء اجيال في ستة قرون متتالية ولازلنا نخوض المعارك التي ربما لا تراها لان حواسك ليست مدربة على التقاطها وعندما تخوض معركتك ستعلم كم نحن كرماء معك وكم انت محظوظ ان اعتبرناك ضيفا او خادما في بيتنا الذي بنيناه بالدم وانت تريد ان تبنيه بالاحلام او تشاركنا في ملكيته بالاوهام
ومع نهاية خاطرتي التي لا تريد ان تنتهي تذكرت صوت عبد الرحمن ابن اخويا كان عنده حوالي اربع سنوات والعائلة مشتتة بين القنوات وكان معتادا ان ياخذ العلم ويضعه فوق دراجته ويلف بيها الصالة وهو يدندن الشعب يريد .. لكنه تشتت في الشق الثاني من الجملة فصعقني بسؤاله الطفولي "هو الشعب يريد ايه يا عمو؟"
- لنفترض اننا انتصرنا في الثالثة فمن يضمن لنا انها الاخيرة؟
* لماذا تحلمون بنهاية المعركة؟
- تقصد اننا سنعيش في كبد الى الابد؟ متى الاستقرار اذن؟
* لنا في الموت والعدم والغياب استقرار طويل
- لكن الحياه بهذا الشكل مزعجة جدا
* ربما مع الوقت سنعتادها كما هي وسنخوض معاركنا العامة الى جوار معاركنا اليومية باعتياد وتوازن
- وهل كنا ميتين قبل ذلك؟
* كنا نعيش موت العبيد
-وهل نحن الآن احرار "اسم الله علينا وعلى خيبتنا"
* نحن الان في صراع كلما تقنا لمذاق الحرية الذي جربناه ولم ننساه اذاقونا مر السوط وذكرونا بفضائل الاستسلام للعصى وحملونا عواقب خيبتهم واوهمونا اننا ادنى من باقي البشر
لقد صار مفتاح السجن بايدينا لكن السجن في صحراء قاحلة وليس معنا دليل موثوق يدلنا على الطريق الى الحياه التي نراها على الشاشات
وصار كل دليل يزين لنا سجنه ويقول لنا الم يكن سجني افضل من السجن الذي اخترتوه وهللتم له
مفتاح السجن بايدينا على هيئة شفرة نتلوها مجتمعين ولكننا مختلفين في كل شئ وعلى كل شئ ونخاف من بعضنا ومن نفسنا ومنا من يرى نفسه بالامس عدوته اليوم ومنا من يصنع اليوم قيدا لنفسه بالغد خوفا منها ان تغتال نفسه اليوم.. كما نخاف من عواقب وافخاخ الحياه ما بعد السجن نتقلب على الاعراف لا نستطيع العودة للرضى عن السجن ولا نستطيع اخذ قرار مفارقته وتحمل المخاطر في طريق مجهول بلا ضمان طريق موحش تزيد وحشته بكثرة وازعاج السالكين غير السالكين
ومن استطاع القفز وترك الرفقة والوصول باعجوبة الى بلاد ما وراء الشاشات قيل له انما انت ضيف مؤقت او خادم مجتهد لن تكون صاحب بيت لم تشارك في بنائه وحتى لو اعطيناك صك يساويك باصحاب البيت انت نفسك لن تهنأ ويرتاح بالك في بيت لم تشارك في بنائه على ذوقك ومقاسك .. ان شئت تركت لنا ابنك نربيه على مقاسنا ليعيش بيننا كأنه منا لكنك حتما ستظل ضيف او خادم او في افضل الاحوال خادم متقاعد له منا حسن العشرة ما بقي له من عمره فان لم يعجبك عرضنا ارجع الى قومك وخض معهم مرارة السجن ووحشة الازدحام ونار التشظي وكابد معهم لتلاوة شفرة الخروج ثم شفرات علامات الطريق والبناء تلك رحلة طويلة نحن نعلم طولها ومشقتها ومخاطرها والنجاح فيها ليس مضمونا ولاحتميا لقد خضنا تلك الرحلة من المعارك اجيال وراء اجيال في ستة قرون متتالية ولازلنا نخوض المعارك التي ربما لا تراها لان حواسك ليست مدربة على التقاطها وعندما تخوض معركتك ستعلم كم نحن كرماء معك وكم انت محظوظ ان اعتبرناك ضيفا او خادما في بيتنا الذي بنيناه بالدم وانت تريد ان تبنيه بالاحلام او تشاركنا في ملكيته بالاوهام
ومع نهاية خاطرتي التي لا تريد ان تنتهي تذكرت صوت عبد الرحمن ابن اخويا كان عنده حوالي اربع سنوات والعائلة مشتتة بين القنوات وكان معتادا ان ياخذ العلم ويضعه فوق دراجته ويلف بيها الصالة وهو يدندن الشعب يريد .. لكنه تشتت في الشق الثاني من الجملة فصعقني بسؤاله الطفولي "هو الشعب يريد ايه يا عمو؟"
تعليقات
إرسال تعليق