محطات صناعة الحياة الراشد -عمرو خالد -زغلول النجار حتى عبدالله الشريف
في بداية التسعينات ظهر كتاب "صناعة الحياه" لداعية ومنظر اسلامي عراقي اشتهر باسم مستعار "محمد احمد الراشد"
الكتاب احتوى نظرية اسماها المؤلف نظرية الولاء حيث رصد دوران الكواكب في افلاك النجوم والالكترونات في فلك النواه وكذلك البشر يدورون في افلاك النجوم "المشاهير والمؤثرين"
وبالتالي اذا كان لدى الحركة الاسلامية طبيب متفوق وعالم فلك وشاعر وقصاص وروائي فان كل من هؤلاء سيكون لديهم دوائر قوية من التاثير يمكن من خلالها حشد المعجبين "الموالين" لصالح مشروع الحركة الاسلامية "مشروع الوصول للسلطة"
وقارن الراشد بين ولاء المعجبين "مش منهم بس بيحترمهم" وبين الطاعة وقال ان الطاعة وان كانت مطلوبة لانجاز الخطط الدقيقة لكن الولاء هو ما يحشد ملايين الطاقات بلا جهد ولا متابعة ولا ادارة معقدة "الكتاب في الاجمال ممتع وقد يغري العلمانيين المصريين بتبني نظريته لكونها ملائمة لطريقتهم في التفكير لذلك اقول لهم دائما امامكم الكثير حتى تصلوا للاخوان نسخة 1992"
رغم ان الكتاب لم يتم تبنيه من قيادات الاسلاميين وقتها لكنه انتشر انتشار هائلا بين المنتمين واعتبروه نظرية النصر والتمكين المنشود وبدات تظهر خطط تنظيمية متبنية تلك النظرية "الربط العام" ومع الوقت اختلط ما هو فطري مع ما هو نظري مع ما هو تنظيمي فبدات مرحلة ترميز اي طبيب او محامي او حتى بقال منتمي في مدينته حتى دخول الانتخابات كان هدفها الاساسي ليس الحصول على مقعد برلماني او نقابي بقدر استغلال الدعاية في ترميز شخص ما لحشد جزء من طاقة المجتمع حوله
ثم ظهرت صناعة الحياه عمرو خالد بعد ظهورها على يد الراشد بحوالي 15 سنة واعيد انتاجها بشكل مختلف واقل عمقا وان كانت نجومية عمرو خالد وزغلول النجار تحديدا كانت نجوميتهما تطبيق مباشر وحرفي للنظرية كما عبر عنها الراشد في كتابه بالاضافة لاخرين لكن النظرية كانت مطبقة حرفيا في النموذجين ثم محاولات اخرى حققت نجاحات متفاوتة مثل سامي يوسف ومصطفى محمود "المنشد" وجمعية رسالة واعادة ترميز الفنانين المعتزلين "التائبين" واعادة توظيف الناجحين في مجالاتهم الى جذب جمهورهم الطبيعي الى مجال صهينة الاسلام وتوظيفه سياسيا كما كان يحدث مع ربيع ياسين اللاعب السابق الذي ظل نجم متكرر في جل الدورات الرياضية النقابية الرمضانية لدرجة انهم كانوا بينظموا الدورات وفق جدوله يعني تقريبا كان بيلف كل المحافظات في رمضان
ثم ظهرت قناة اقرأ "صالح كامل" وتم التحالف مع الرجل هو يروج مشروعه الاعلامي ومجموعة قنواته وهم يتسلمون اقرا ويتخلون عن فتوى تحريم الدش بل الدعوى الى نشر الدش للخروج من الاعلام المحلي الفاسد
ثم المحاولة مع ابو تريكة وبنفس الطريقة مع الشيخ محمد جبريل بل وشملت المحاولات الشيخ محمد حسان السلفي ليكون مش من الاخوان بس بيحترمهم مقابل اشهاره ودعمه في مواجهة منافسيه من السلفيين التقليديين زي يعقوب وبرهامي وابو اسحاق الحويني وغيرهم
طبعا اغلب من ذكرت من الاشخاص لم يكونوا غالبا واعيين بما يتم بهم او من خلالهم من محاولات توظيف لكنها كانت تتم بعلمهم او بدون
وغني عن الذكر هنا انني لا اتحدث عن مشروعية او لا مشرعية النظرية والتطبيق ولكن فقط اضع تحليلي ومشاهداتي بين يدي اصدقائي لا اكثر
كل الهري ده ليه
عشان نوصل لفكرة الحرب الضروس من اجل الترميز او هدم الترميز بين العسكر والاسلاميين
العسكر حاليا لا يعمل بتلك الاستراتيجية رغم انها ميراث ناصري قديم "توظيف نجومية ام كلثوم وعبد الحليم وغيرهم ممن عمل الشيخ كشك على هدمهم واعانه اخرون بفتاوى تحريم للتمثيل والموسيقى لم يكونوا يعملون بها ايام عبد الرحمن البنا ومشروعاته المسرحية مع جورج ابيض وفاطمة رشدي"
لكن العسكر رغم هجرهم لاستراتيجية الترميز وصناعة النجوم او اعادة توظيفهم لكنهم يعلمون ان تلك الطريقة هي اخر حصون الاخوان بعد سقوط التنظيم واستحالة اعادة تشكيله ولو في مناخ حر لدرجة انهم حتى عجزوا عن اعادة تشكيل صفوفهم في المنافي بل في بلد المنفى الواحد مثل تركيا ضربوا بعض واستدعوا الشرطة وبلغوا عن بعض ورحلوا بعض وسلموا بعض للامن المصري
لكن تبقى معركة الحصن الاخير بعد التنظيم وهي الرموز
الاخوان فشلوا في اجتذاب جمهورهم التقليدي بل حتى افرادهم فشلوا في جذبهم الى رموز اعلامية اخوانية ومع الوقت بداوا يدعمون ويصنعون او يسرقون رموز ليست منهم لكنها مستعدة للتعاون معهم حتى باسم يوسف نفسه ووائل غنيم الاخوان عندهم استعداد لاعادة توظيفهم في معركة الحصن الاخير قبل تفكك مشروع صهينة الاسلام الى الابد
طبعا افراد جمهور الموالاه يشعرون بخزي وخيبة امل عظيمة بعد انكسار كل يوم رمز وراء رمز من اول رموزهم الاخوانية الخالصة الى رموز "اي حاجة بس ضد الانقلاب زي رامي جان والمراسل طارق عبد الجابر"وكذلك الرموز الموازية
افراد الجمهور الاخواني الخالص فكوا تماما من القضية وعرفوا وفهموا ان المشروع اتصفى وان كان منهم من تبقى للتجارة في الانقاض او البكاء على اللبن المسكوب
لكن لايزال جمهور الولاء اللي مش منهم بس بيجاهد عشان يفضل يحترمهم ولو بخداع الذات لايزال هذا الجمهور متعطش لصنم ولو مؤقت ولو يا رب ينكشف بس الشهر الجاي
ولهؤلاء اقول ما يحدث رغم قسوته وتحسبونه شر لكم ولكنه خير لكم وعسى ان تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا
ربما يريد الله ليطهركم من رجس الاوهام ويحرركم ويطلقكم في رحاب عالم الافكار بدلا من ادمان تقديس الاراجوزات
كنت مثلكم اعاني وانا اشاهد عن قرب وبلا وشاية من احد كنت ارى اصنامي تتكسر امام عيني فكنت اتالم وبشدة ولكنني اليوم سعيد بتكسر الاصنام وانكشاف حقائق الحياه امامي
حقائق الحياه مرة لكن ادمان الغفلة عنها اسوا من ادمان المخدرات وانتم تعلمون ولكنكم تكابرون
تعليقات
إرسال تعليق