ملاحظات على هامش "حقيقة التنظيم الخاص"

غلاف كتاب "حقيقة التنظيم الخاص"
- محمود الصباغ كتب "حقيقة التنظيم الخاص" بصفته من قادة التنظيم الخاص و عاش بدايات تأسيسه عام 1939 و قد دخله بدعوة من مصطفى مشهور الرجل الثاني في التنظيم الخاص وقتها

-مصطفى مشهور  المرشد الاسبق للجماعة قدم كتاب صديق كفاحه و زميل دراسته منذ الثانوية و الجامعة

- تحدث في بداية الكتاب عن احكام البراءة في قضية السيارة الجيب التي احتوت اغلب وثائق التنظيم الخاص ثم عاد و اقر ان المحكمة رغم انها برأت عدد كبير من المتهمين لكنها حكمت بالادانة على عدد اخر من ثبتت تورطه في عضوية التنظيم و القيام بعملياته و لكنها خففت العقوبة الى ادنى حد مستخدمة المادة 17 من قانون العقوبات التي تجيز للقاضي النزول بالعقوبة درجة او درجتين و اعتبرت المحكمة ان هؤلاء الشباب خرجوا عن المسار السلمي السليم الذي رسمه مؤسسوا الجماعة و قادتها رغم ان هؤلاء هم المؤسسين و القادة و عملوا باوامر المؤسس و القائد نفسه
و في حين ان احمد عادل كمال و هو المتهم الرئيسي في حادث السيارة الجيب و مدان فيها و معاقب بالسجن قد اغفل تماما في كتابه "النقط فوق الحروف"ان قضاة المحكمة لهم اي صلة ما بجماعة الاخوان الا ان محمود الصباغ في سياق تبريره و تمجيده للوثائق المضبوطة في السيارة الجيب تحدث عن فخر القضاه بالوثائق المضبوطة لدرجة ان رئيس المحكمة و عضو اليمين في المحكمة كلاهما قد انضما للاخوان فيما بعد احدهما استقال بغرض الانضمام و العمل مع الاخوان و الاخر انضم للاخوان بعد انتهاء مدة خدمته
و كان انحياز المحكمة للاخوان كان نتيجة الوثائق المشرفة المضبوطة في السيارة الجيب
و لعل احمد عادل كمال تعمد اغفال تلك النقطة في كتابه لكونه اكثر ذكاءا من محمود الصباغ حيث ادرك عادل كمال ان القارئ لن يخفى عليه ان ربما يكون قضاة المحكمة كانوا من الاخوان من البداية خاصة و انه ثبت من مذكرات اعضاء التنظيم الخاص كيف كانت اجهزة القضاء و الشرطة و الجيش بها اختراقات قوية و محددة بالاسم من قبل الاخوان
حسن الهضيبي كان نموذج لاختراق القضاء و تنظيم الضباط الاخوان داخل الجيش و تنظيم الوحدات الذي سجل اختراق للجيش و الشرطة معا و على راسه ضابط الشرطة صلاح شادي
و ان من سهل قتل النقراشي بداخل مقر وزارة الداخلية نفسها كان ضابط شرطة ينتمي لجماعة الاخوان

-و في حين اعتبر محمود الصباغ ان اوراق و وثائق السيارة الجيب كانت محل فخر و شرف للتنظيم الخاص و اتفق معه في هذا احمد عادل كمال في كتابه الا انهما اتفقا على تأييد محاولة الاخوان بواسطة انس شفيق الشروع في حرق مستندات محكمة مصر العليا بما فيها مستندات قضية السيارة الجيب
"مع ملاحظة ان انس شفيق احد المتهمين المخلى سبيلهم في قضية السيارة الجيب"
كما اوضح احمد عادل كمال في كتابه ان وثائق السيارة الجيب كانت فيها خطط لعمليات نسف و تفجير و قتل منها ما قد سبق و حدث بالفعل و منها ما كان في طور التخطيط و منها ما كان يعد خطط جاهزة اذا ما احتاجوا تنفيذها ضد بعض القيادات اذا ما وقفت عائق في سبيلهم و منها ما كان مجرد اقتراحات لم تقبل و لم ترفض و منها اثبات على تورط الاخوان في نسف شركات و مصالح اليهود في مصر و التي لم يكن الاخوان قد ادينوا فيها و قد سبق و قيدتها الشرطة انها صراع بين طوائف اليهود "القرائين و الربانيين"

- في قانون التكوين الخاص بالتنظيم الخاص و الذي اقر  و افتخر محمود الصباغ بالمشاركة في صياغته و قد نسبة المحكمة كتابته له وحده "ص71" فيه نص يوقع عقوبة الاعدام على من يفشي سر الجماعة بحسن قصد او بسوء قصد "ص 68"
و لا ادري قانون على وجه الارض يعاقب بالاعدام على جريمة و لو تمت بحسن قصد حتى في القتل تتم التفرقة بين القتل الخطأ و القتل العمد و  بين الضرب الذي ادى الى الوفاه و هذه التفرقة الشرعية و القانونية تعتمد كلها على فكرة حسن و سوء القصد

- كما نص قانون التكوين الخاص بعضو التنظيم الخاص ان لا يحدث في حياته الخاصة امر مهم بما فيها امور الزواج و الطلاق الا بعد استئذان و موافقة امير مجموعته


- النيابة لم تطعن على احكام البراءة و تخفيف العقوبة في قضية السيارة الجيب

- في صفحة 137 قمة المغالطة او هي المغالطة عندما تتجسد في صورة كلام مكتوب يتحدث المؤلف محمود الصباغ عن اغتيال الخازندار عام 1945 باعتباره عمل لا علاقة لجماعة الاخوان و لا نظامها الخاص و لا قيادة النظام الخاص و انما هو عمل فردي قام به ثلاثة من الاخوان بشكل فردي به ثم يذكر اسماء القتلة الثلاثة و على رأسهم عبد الرحمن السندي رئيس النظام الخاص و الذي ظل رئيسه حتى ما بعد ثورة يوليو  ثم يتحدث عن ان رئاسة عبد الرحمن السندي للتنظيم الخاص و تكليفه لعضوي التنظيم بتنفيذ العملية لا يعني ان التنسم الخاص يعد مسئولا عن العملية طالما المرشد لم يأمر بها و انما استنكرها
بينما يذكر احمد عادل كمال في كتابه كيف كان الامر من عبد الرحمن السندي و تكليف لمنفذي العملية بمقتضى منصبه و ان غيرهم من اعضاء النظام هم من حصلوا على عنوان الرجل و اعدوا خطة الاغتيال

- ص 156 حاول محمود الصباغ التوفيق بين رواية صلاح شادي التي اتهم فيها عبد الرحمن السندي بالكذب لانه نسب عملية القاء القنابل على قطار الانجليز للنظام لخاص بينما هي كانت من تدبير نظام الوحدات التابع لصلاح شادي
و وفق الصباغ بين الروايتين بان جعل كل منهما اشرف على العملية دون علم الاخر لان افراد العملية كانوا منتميين للتنظيمين في نفس الوقت

- دمج محمود الصباغ عمليات النظام الخاص مع عمليات الاخوان المتطوعين في حرب القناة عام 1951 و التي شارك فيها عموم الاخوان و عموم شباب الحركات الوطنية و التطوع فيها كان علنيا بدعم حكومي و كانت الجامعات و الساحات الشعبية مقرا للتدريبات المعلنة مع العمليات الحربية في ارض فلسطين و هي كانت حرب التطوع فيها مفتوح للاخوان من غير افراد التنظيم الخاص و من غير الاخوان ايضا

- اعتبر محمود الصباغ ان قتل النقراشي عمل جهادي اسلامي و فخر للنظام الخاص و انه تم دون اذن من البنا بسبب وضعه تحت المراقبة
كما برر الكاتب الهجوم على موكب حامد جودة رئيس البرلمان بدلا من ابراهيم عبد الهادي بان ابراهيم عبد الهادي كان يستحق القتل بدليل قتله لحسن البنا مع ان محاولة قتل ابراهيم عبد الهادي كانت سابقة على مقتل البنا لكنه التبرير

- في موضع اخر برر قتل النقراشي بانه هو من حكم على نفسه بالقتل لانه هو من وقف في طريق الاخوان و الاخوان هم حملة الاسلام فيعتبر الرجل قد حارب الاسلام و بالتالي كان قتله فعل طبيعي لو لم يقم به التنظيم الخاص لقام به اي شاب مسلم غيور

- صـ85 كتب المؤلف محمود الصباغ مادحا قاتل النقراشي في كتابه الذي قدمه مصطفى مشهور ما نصه "يرحمك الله ايها الاخ المسلم الصادق عبد المجيد احمد حسن و يسكنك فسيح جناته مع الشهداء و الصديقين و حسن اؤلئك رفيقا فقد صدقت الله وعدك و قدمت دمك لتخلص الاسلام من اعدى اعدائه الذي هادن الصهاينة ليقضي على الاخوان المسلمين و يمنع الى الابد قيام دعوة على ارض مصر تنادي بمبادئهم المنزلة من لدن الرحمن الرحيم. "

- اعتبر محمود الصباغ ان مقال حسن البنا ليسوا اخوانا و ليسوا مسلمين الذي صدر تعليقا على مقتل النقراشي و محاول حرق مستندات محكمة مصر اعتبر ذلك المقال خدعة اقتضتها ظروف الحرب و تخفيف الضغط على الاخوان و انها لم تكن تبرؤ حقيقي من افعال النظام الخاص و كان التنظيم وقتها تحت قيادة السيد فايز حيث كان عبد الرحمن السندي في السجن
و لم ادري حقيقة ما الفرق بين عملية قتل الخازندار التي اعتبرها المؤلف حادث فردي لا علاقة له بالتنظيم الخاص لان المرشد لم يأمر به و استنكره صراحة بعد وقوعه و بين حادث مقتل النقراشي الذي اعتبره جهادا في سبيل الله و انه من اجل اعمال التنظيم الخاص و اعتبر استنكار البنا له خدعة اقتضتها الضرورة الحربية "تقية"

- ثم في صفحة 248 تحدث محمود الصباغ عن قيادة احمد الملط للتنظيم الخاص بعد سجن السيد فايز و تدبير عملية قتل ابراهيم عبد الهادي بدعوى انه قتل حسن البنا و فشلت العملية و تم الهجوم على موكب رئيس البرلمان حامد جودة و ليس ابراهيم عبد الهادي و ادت العملية لمقتل سائق كارو و اصابة عدد من المارة لم يوضح عددهم

و في نفس السياق حديث متقطع عن قضية الاوكار و هي الشقق التي كان يستاجرها الاخوان المتطوعون العائدون من حرب فلسطين و كانوا يشتبكون مع قوات الشرطة المكلفة بالقبض عليهم مستخدمين الاسلحة الرشاشة و القنابل اليدوية

رابط تحميل كتاب "حقيقة التنظيم الخاص" من موقع اخوان ويكي
تحميل الكتاب

اقرأ
دليل المواطن الحيران في فهم الاخوان

تعليقات

التسميات

عرض المزيد